503
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

الْكِتَابِ - : مَنْ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ هاهُنَا ؟ فَرَجَعَ الْجَوَابُ : «الْوَلِيجَةُ الَّذِي يُقَامُ دُونَ وَلِيِّ الْأَمْرِ ، وَ حَدَّثَتْكَ نَفْسُكَ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ هُمْ فِي هذَا الْمَوْضِعِ ؟ فَهُمُ الْأَئِمَّةُ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ عَلَى اللَّهِ ، فَيُجِيزُ أَمَانَهُمْ» .

هديّة:

(الوليجة) في اللغة: الخاصّة، والدخيلة، والمعتمد عليه، واللصق بالرجل من غير أهله.
والآية في سورة التوبة.۱
في بعض النسخ : «فيجيز إيمانهم» مكان (أمانهم). قال برهان الفضلاء: والمعنى هنا واحد؛ لأنّ الإيمان هنا مصدر، «آمنه»: أعطاه الأمان، والأئمّة عليهم السلام يعطون الأمان لشيعتهم على ضمان اللَّه من النار والقرآن، كما قد يعبّر عن الإمام بالإيمان، كما في قوله عزّ وجلّ في سورة الحجرات: «وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمْ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِى قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمْ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ» الآية۲، يعبّر عنه بالمؤمن بمعنى واهب الأمان من النار على ضمان اللَّه عزّ وجلّ.
قال برهان الفضلاء: «من» في «من دون اللَّه» بمعنى «في»، و«دون» ظرف بمعنى قبل؛ أي ولم يقدّموا من كان حاجباً بينكم وبين اللَّه ورسوله وأوصيائه عليهم السلام. قال: و«الوليجة» الذي يُعتمد عليه مع عدم كونه أهلاً لذلك من الولوج بمعنى الدخول بين اثنين بالعنف، فالفعيل بمعنى الفاعل، والتاء للنقل من الوصفيّة إلى الإسميّة.

الحديث الحادي عشر

۰.روى في الكافي عَنْ إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيُّ ، قَالَ: شَكَوْتُ إِلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام ضِيقَ الْحَبْسِ ، وَ كَتَلَ الْقَيْدِ ، فَكَتَبَ إِلَيَّ : «أَنْتَ تُصَلِّي الْيَوْمَ الظُّهْرَ فِي مَنْزِلِكَ» فَأُخْرِجْتُ فِي وَقْتِ الظُّهْرِ ، فَصَلَّيْتُ فِي مَنْزِلِي كَمَا قَالَ عليه السلام .

1.التوبة (۹) : ۱۶.

2.الحجرات (۴۹): ۷.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
502

هاشم الجعفري خلق كثير من أقربائه المخاصمين له.
(تكفّون) على المعلوم من باب مدّ، أو المجهول، يعني تردّون ذلك البلاء إن شاء اللَّه تعالى، أو يكفيكموهم اللَّه بالكفّ عنكم إن شاء اللَّه تعالى.
(استباحهم) بالمفردة: أهلكهم واستأصلهم. الجوهري: استباحوه: استأصلوه.۱

الحديث التاسع‏

۰. روى في الكافي عنه، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْعَلَوِيِّ ، قَالَ : حُبِسَ أَبُو مُحَمَّدٍ عليه السلام عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ تَارْمَشَ - وَ هُوَ أَنْصَبُ النَّاسِ ، وَ أَشَدُّهُمْ عَلى‏ آلِ أَبِي طَالِبٍ - وَ قِيلَ لَهُ : افْعَلْ بِهِ وَ افْعَلْ . فَمَا أَقَامَ عِنْدَهُ إِلَّا يَوْماً حَتّى‏ وَضَعَ خَدَّيْهِ لَهُ ، وَ كَانَ لَا يَرْفَعُ بَصَرَهُ إِلَيْهِ إِجْلَالًا وَ إِعْظَاماً ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَ هُوَ أَحْسَنُ النَّاسِ بَصِيرَةً ، وَ أَحْسَنُهُمْ فِيهِ قَوْلًا .

هديّة:

قرأ «تارمش» بالتاء المثنّاة من فوق، وقيل بالمفردة.
وقرأ برهان الفضلاء : «يارمش» بفتح الخاتمة والألف وفتح المهملة والشين المعجمة، اسم ترك من الأتراك في جند الخليفة. ثمّ قال: وفيه اختلاف النسخ في ضبط الحروف وإعرابها.
(افعل به وافعل) أي ما يمكنك من السوء والأذى، أو تحريش على القتل إن أمكن.

الحديث العاشر

0.روى في الكافي عنه، وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّخَعِيِّ ، عَنْ‏2 سُفْيَانِ بْنِ مُحَمَّدٍ الضُّبَعِيُّ ، قَالَ : كَتَبْتُ إِلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الْوَلِيجَةِ ، وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالى‏ : «وَ لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً» وَقُلْتُ‏3 فِي نَفْسِي - لَا فِي

1.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۵۷ (بوح).

2.في الكافي المطبوع : «قال حدّثني» بدل «عن».

3.في الكافي المطبوع : «قلت» بدون الواو.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 123395
صفحه از 612
پرینت  ارسال به