وَ كُنْتُ مُضَيَّقاً ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَطْلُبَ مِنْهُ دَنَانِيرَ فِي الْكِتَابِ ، فَاسْتَحْيَيْتُ ، فَلَمَّا صِرْتُ إِلى مَنْزِلِي وَجَّهَ إِلَيَّ بِمِائَةِ دِينَارٍ ، وَ كَتَبَ إِلَيَّ : «إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ ، فَلَا تَسْتَحْيِ وَ لَا تَحْتَشِمْ وَ اطْلُبْهَا ؛ فَإِنَّكَ تَرى مَا تُحِبُّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تعالى» .
هديّة:
(كتل القيد) بالمثنّاة الفوقانيّة: غلظة، وقرئ بالمفردة، وهو القيد الضخم. وفي بعض النسخ : «كلب القيد» وهو مسماره الذي يشدّ به.
«استحى» بياء واحدة، و«استحيى» بياءين، وقرئ بهما القرآن.
الحديث الثاني عشر
۰.روى في الكافي عنه، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَقْرَعِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ نُصَيْرٍ الْخَادِمِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عليه السلام غَيْرَ مَرَّةٍ يُكَلِّمُ غِلْمَانَهُ بِلُغَاتِهِمْ : تُرْكٍ ، وَ رُومٍ ، وَ صَقَالِبَةَ ، فَتَعَجَّبْتُ مِنْ ذلِكَ ، وَ قُلْتُ : هذَا وُلِدَ بِالْمَدِينَةِ ، وَ لَمْ يَظْهَرْ لِأَحَدٍ حَتّى مَضى أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام ، وَ لَا رَآهُ أَحَدٌ ، فَكَيْفَ هذَا ؟! أُحَدِّثُ نَفْسِي بِذلِكَ ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ ، فَقَالَ : «إِنَّ اللَّهَ - تَبَارَكَ وَ تَعَالى - بَيَّنَ حُجَّتَهُ مِنْ سَائِرِ خَلْقِهِ بِكُلِّ شَيْءٍ ، وَ يُعْطِيهِ اللُّغَاتِ ، وَ مَعْرِفَةَ الْأَنْسَابِ وَ الْآجَالِ وَ الْحَوَادِثِ ، وَ لَوْ لَا ذلِكَ ، لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْحُجَّةِ وَ الْمَحْجُوجِ فَرْقٌ» .
هديّة:
(تُركٍ) بالجرّ، بدل تفصيل من ضمير «لغاتهم».
و«الصقالبة»: جمع صقلاب بكسر الصاد، وهو الأحمر المخلوط بالأبيض، وإلحاق التاء للعجمة؛ فإنّ الصقالبة جيل من الناس، بلادهم بلاد الخزر ما بين بلغز۱ وقسطنطنيّة من البلاد الشماليّة.
(بكلّ شيء) أي في كلّ شيء. وقال برهان الفضلاء: «بكلّ شيء» أي بالعلم بالقرآن،