507
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

و(أحوج) على أفعل التفضيل، منصوبٌ نيابةً عن ظرف الزمان، فإنّ (ما) مصدريّة، والمصدر مضاف إليه للأحوج، فكما أنّ المصدر يجوز نيابته عن ظرف الزمان - كرأيته قدوم الحاجّ - يجوز نيابة المضاف إلى المصدر أيضاً عنه. (تكون) من الأفعال التامّة، و(إليها) متعلّق ب «الأحوج».
(ظهراً وكهفاً): عوناً وكفافاً.

الحديث السادس عشر

۰.روى في الكافي عنه، عَنْ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : كَانَ لِي فَرَسٌ ، وَ كُنْتُ بِهِ مُعْجَباً ، أُكْثِرُ ذِكْرَهُ فِي الْمَحَالِّ ، فَدَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام يَوْماً ، فَقَالَ لِي : «مَا فَعَلَ فَرَسُكَ ؟» فَقُلْتُ : هُوَ عِنْدِي ، وَ هُوَ ذَا۱ عَلى‏ بَابِكَ ، وَ عَنْهُ نَزَلْتُ ، فَقَالَ لِيَ : «اسْتَبْدِلْ بِهِ قَبْلَ الْمَسَاءِ إِنْ قَدَرْتَ عَلى‏ مُشْتَرٍ ، وَ لَا تُؤَخِّرْ ذلِكَ» وَ دَخَلَ عَلَيْنَا دَاخِلٌ ، وَ انْقَطَعَ الْكَلَامُ ، فَقُمْتُ مُتَفَكِّراً ، وَ مَضَيْتُ إِلى‏ مَنْزِلِي ، فَأَخْبَرْتُ أَخِي الْخَبَرَ ، فَقَالَ : مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ فِي هذَا ، وَ شَحَحْتُ بِهِ ، وَ نَفِسْتُ عَلَى النَّاسِ بِبَيْعِهِ وَ أَمْسَيْنَا ، فَأَتَانَا السَّائِسُ - وَ قَدْ صَلَّيْنَا الْعَتَمَةَ - فَقَالَ : يَا مَوْلَايَ ، نَفَقَ فَرَسُكَ ، فَاغْتَمَمْتُ ، وَ عَلْمِتُهُ‏۲ أَنَّهُ عَنى‏ هذَا بِذلِكَ الْقَوْلِ .
قَالَ : ثُمَّ دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام بَعْدَ أَيَّامٍ وَ أَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي : لَيْتَهُ أَخْلَفَ عَلَيَّ دَابَّةً ؛ إِذْ كُنْتُ اغْتَمَمْتُ بِقَوْلِهِ ، فَلَمَّا جَلَسْتُ ، قَالَ : «نَعَمْ ، نُخْلِفُ عَلَيْكَ دَابَّةً۳ ؛ يَا غُلَامُ ، أَعْطِهِ بِرْذَوْنِيَ الْكُمَيْتَ ، هذَا خَيْرٌ مِنْ فَرَسِكَ وَطْأً۴ ، وَ أَطْوَلُ عُمُراً» .

هديّة:

«المعجب» على اسم الفاعل من الإفعال: الحُسْن الحال مسرّة، وعلى اسم المفعول منه أيضاً المتعجّب.

1.في الكافي المطبوع : + «هو».

2.في الكافي المطبوع : «علمت».

3.في الكافي المطبوع : «دابّة عليك».

4.في الكافي المطبوع : «و أوطأ».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
506

فَعَلَّقْنَا عَلَيْهِ مَا ذَكَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ عليه السلام ، فَأَفَاقَ .

هديّة:

(وأردت) إمّا عطف على (اختلج)، فثلاث مسائل، فالسكوت عن جواب الثانية لعدم التعيين، بل حيث ما وقع، أو على (كتبت)، فإنّ مجموع ما كتب في حكم مسألة واحدة.
(فأغفلت) على المتكلّم المعلوم من الإفعال، «أغفلته»: تركته على ذكر منّي.
(فأنسيت) على المخاطب المجهول.
والبارز في (علّقه) للمكتوب المفهوم من (فاكتب).
والآية في سورة الأنبياء.۱

الحديث الخامس عشر

۰.روى في الكافي عنه، عَنْ إِسْمَاعِيلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، قَالَ : قَعَدْتُ لِأَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام عَلى‏ ظَهْرِ الطَّرِيقِ ، فَلَمَّا مَرَّ بِي شَكَوْتُ إِلَيْهِ الْحَاجَةَ ، وَ حَلَفْتُ لَهُ أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدِي دِرْهَمٌ فَمَا فَوْقَهُ ، وَ لَا غَدَاءٌ ، وَ لَا عَشَاءٌ .
قَالَ : فَقَالَ :
«تَحْلِفُ بِاللَّهِ كَاذِباً ؛ وَ قَدْ دَفَنْتَ مِائَتَيْ دِينَارٍ ، وَ لَيْسَ قَوْلِي هذَا دَفْعاً لَكَ عَنِ الْعَطِيَّةِ ، أَعْطِهِ يَا غُلَامُ مَا مَعَكَ»، فَأَعْطَانِي غُلَامُهُ مِائَةَ دِينَارٍ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ ، فَقَالَ لِي : «إِنَّكَ تُحْرَمُهَا أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهَا» - يَعْنِي الدَّنَانِيرَ الَّتِي دَفَنْتُ - وَ صَدَقَ عليه السلام ، فَكَانَ‏۲ كَمَا قَالَ ، دَفَنْتُ مِائَتَيْ دِينَارٍ ، وَ قُلْتُ : يَكُونُ ظَهْراً وَ كَهْفاً لَنَا ، فَاضْطُرِرْتُ ضَرُورَةً شَدِيدَةً إِلى‏ شَيْ‏ءٍ أُنْفِقُهُ ، وَ انْغَلَقَتْ عَلَيَّ أَبْوَابُ الرِّزْقِ ، فَنَبَّشْتُ عَنْهَا ، فَإِذَا ابْنٌ لِي قَدْ عَرَفَ مَوْضِعَهَا ، فَأَخَذَهَا ، وَ هَرَبَ ، فَمَا قَدَرْتُ مِنْهَا عَلى‏ شَيْ‏ءٍ .

هديّة:

(الظهر الطريق) الذي في الصحراء.
(تحرمها) على المجهول، حرم اللَّه عدوّي حرماناً كضرب فهو محروم.

1.الأنبياء (۲۱) : ۶۹.

2.في الكافي المطبوع : «و كان».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105428
صفحه از 612
پرینت  ارسال به