509
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

التهكّم والتمليح - مكان (يمرّ به)، أي يصل إليه، فالمستتر على قراءته للاستخفاف، أو لكلّ واحدٍ من «الهوان» و«الاستخفاف»، والبارز للمهتدى.
و«الهوان» بالفتح: الذلّ.

الحديث الثامن عشر

۰.روى في الكافي عنه، عَنْ ابْنِ شَمُّونٍ ، قَالَ : كَتَبْتُ إِلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام أَسْأَلُهُ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ لِي مِنْ وَجَعِ عَيْنِي - وَ كَانَتْ إِحْدى‏ عَيْنَيَّ ذَاهِبَةً ، وَ الْأُخْرى‏ عَلى‏ مُشْرِفِ‏۱ذَهَابٍ - فَكَتَبَ إِلَيَّ :«حَبَسَ اللَّهُ عَلَيْكَ عَيْنَكَ» فَأَفَاقَتِ الصَّحِيحَةُ .
وَ وَقَّعَ فِي آخِرِ الْكِتَابِ : «آجَرَكَ اللَّهُ ، وَ أَحْسَنَ ثَوَابَكَ» فَاغْتَمَمْتُ لِذلِكَ ، وَلَمْ أَعْرِفْ فِي أَهْلِي أَحَداً مَاتَ ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَيَّامٍ ، جَاءَتْنِي وَفَاةُ ابْنِي طَيِّبٍ ، فَعَلِمْتُ أَنَّ التَّعْزِيَةَ لَهُ .

هديّة:

«المشرف» كمنصب: محلّ الإشراف. وضبط برهان الفضلاء : «على شرف ذهاب» بفتحتين من دون ميم، قال: يعني على خطر هلاك.
أفاق من مرضه وسكره واستفاق بمعنى.

الحديث التاسع عشر

۰.روى في الكافي عنه، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ ، قَالَ : قَدِمَ عَلَيْنَا بِسُرَّ مَنْ رَأى‏ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ - يُقَالُ‏۲: سَيْفُ بْنُ اللَّيْثِ - يَتَظَلَّمُ إِلَى الْمُهْتَدِي فِي ضَيْعَةٍ لَهُ قَدْ غَصَبَهَا إِيَّاهُ شَفِيعٌ الْخَادِمُ ، وَ أَخْرَجَهُ مِنْهَا ، فَأَشَرْنَا إِلَيْهِ‏۳أَنْ يَكْتُبَ إِلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ يَسْأَلُهُ تَسْهِيلَ أَمْرِهَا ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو مُحَمَّدٍ عليه السلام : «لَا بَأْسَ عَلَيْكَ ، ضَيْعَتُكَ تُرَدُّ عَلَيْكَ ، فَلَا تَتَقَدَّمْ إِلَى السُّلْطَانِ ، وَ الْقَ الْوَكِيلَ الَّذِي فِي يَدِهِ الضَّيْعَةُ ، وَ خَوِّفْهُ بِالسُّلْطَانِ الْأَعْظَمِ ، اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» .
فَلَقِيَهُ ، فَقَالَ لَهُ الْوَكِيلُ - الَّذِي فِي يَدِهِ الضَّيْعَةُ - : قَدْ كُتِبَ إِلَيَّ عِنْدَ خُرُوجِكَ مِنْ مِصْرَ أَنْ

1.في الكافي المطبوع : «شرف».

2.في الكافي المطبوع : + «له».

3.في الكافي المطبوع : «عليه».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
508

و«الشحّ» بالضمّ: البخل والحرص؛ شحّ به كفرّ وعضّ.
نفس به على الناس كعلم: لم يَرَهُمْ لائقاً به، و«نفس»: بخل.
«نفق» كنصر: هلك، و«النفوق»: الهلاك.
في بعض النسخ : «وأوطأ» على أفعل التفضيل مكان (وطأ) بالفتح، مصدر «وطي» كعلم.

الحديث السابع عشر

۰.روى في الكافي عنه، عَنْ ابْنِ شَمُّونٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : كَتَبْتُ إِلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام حِينَ أَخَذَ الْمُهْتَدِي فِي قَتْلِ الْمَوَالِي : يَا سَيِّدِي ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي شَغَلَهُ عَنَّا ، فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ يَتَهَدَّدُكَ ، وَ يَقُولُ : وَ اللَّهِ ، لَأُجْلِيَنَّهُمْ عَنْ جَدِيدِ الْأَرْضِ؟ .
فَوَقَّعَ أَبُو مُحَمَّدٍ عليه السلام بِخَطِّهِ :
«ذَاكَ أَقْصَرُ لِعُمُرِهِ ، عُدَّ مِنْ يَوْمِكَ هذَا خَمْسَةَ أَيَّامٍ ، وَ يُقْتَلُ فِي الْيَوْمِ السَّادِسِ بَعْدَ هَوَانٍ وَ اسْتِخْفَافٍ يَمُرُّ بِهِ» فَكَانَ كَمَا قَالَ عليه السلام .

هديّة:

«الجلاء» بالفتح والمدّ: التفرّق.
(لأجلينّهم) من الإفعال.
و(جديد الأرض) بالجيم على فعيل: وجهها.
و(المهتدي) باللَّه: محمّد بن واثق بن معتصم بن هارون الرشيد، الرابع عشر من الخلفاء العبّاسيّة، صار خليفة في شعبان خمس وخمسين ومائتين هجريّة، وخرج الأتراك عليه بعد عزم أخذه بقتل الشيعة في رجب ستّ وخمسين ومائتين، فقتلوا أوّلاً وكيله في اُموره كلّها، يعني صالح بن وصيف، فأرسلوا إلى رأسه بالأسواق، ثمّ بمجلس المهتدي، ثمّ أخذوه وعلّقوه في باب دار الخلافة، فاستغاث فلم يرحم عليه أحد، وغمزوا خصيتيه حتّى هلك.
واللام في (لعمره) للتعدية، و(أقصر) أفعل التفضيل من اسم الفاعل، يعني ذاك العزم يقصر عمره جدّاً.
وقرأ برهان الفضلاء : «يمرئه» من الإمراء - من مرؤ الطعام كحسن، وأمرأه غيره على

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105418
صفحه از 612
پرینت  ارسال به