صَلَاحَهُ ، وَ قَالَتْ : إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ مِنْهُ ، فَقَالَ : لَأَرْمِيَنَّهُ بَيْنَ السِّبَاعِ ، ثُمَّ فَعَلَ ذلِكَ بِهِ ، فَرُئِيَ عليه السلام قَائِماً يُصَلِّي وَ هِيَ حَوْلَهُ .
هديّة:
(لأرمينّه) يعني بأمر الخليفة سرّاً.
(فرئي) على ما لم يسمّ فاعله أولى.
(وهي) أي السباع.
الحديث الثامن والعشرون
۰.روى في الكافي عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِأَنْظُرَ إِلى خَطِّهِ ، فَأَعْرِفَهُ إِذَا وَرَدَ ، فَقَالَ : «نَعَمْ». ثُمَّ قَالَ : «يَا أَحْمَدُ ، إِنَّ الْخَطَّ سَيَخْتَلِفُ عَلَيْكَ مَا۱ بَيْنِ الْقَلَمِ الْغَلِيظِ إِلَى الْقَلَمِ الدَّقِيقِ ، فَلَا تَشُكَّنَّ».
ثُمَّ دَعَا بِالدَّوَاةِ فَكَتَبَ ، وَ جَعَلَ يَسْتَمِدُّ إِلى مَجْرَى الدَّوَاةِ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي - وَ هُوَ يَكْتُبُ - : أَسْتَوْهِبُهُ الْقَلَمَ الَّذِي يَكْتُبُ۲ بِهِ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكِتَابَةِ ، أَقْبَلَ يُحَدِّثُنِي - وَ هُوَ يَمْسَحُ الْقَلَمَ بِمِنْدِيلِ الدَّوَاةِ سَاعَةً - ثُمَّ قَالَ : «هَاكَ يَا أَحْمَدُ» فَنَاوَلَنِيهِ .
فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي مُغْتَمٌّ لِشَيْءٍ يُصِيبُنِي فِي نَفْسِي وَ قَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَ أَبَاكَ ، فَلَمْ يُقْضَ لِي ذلِكَ ، فَقَالَ : «وَ مَا هُوَ يَا أَحْمَدُ ؟» فَقُلْتُ : سَيِّدِي۳ ، رُوِيَ لَنَا عَنْ آبَائِكَ أَنَّ نَوْمَ الْأَنْبِيَاءِ عَلى أَقْفِيَتِهِمْ ، وَ نَوْمَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى أَيْمَانِهِمْ ، وَ نَوْمَ الْمُنَافِقِينَ عَلى شَمَائِلِهِمْ ، وَ نَوْمَ الشَّيَاطِينِ عَلى وُجُوهِهِمْ ؟ فَقَالَ عليه السلام : «كَذلِكَ هُوَ».
فَقُلْتُ : يَا سَيِّدِي ، فَإِنِّي أَجْتَهِدُ۴ أَنْ أَنَامَ عَلى يَمِينِي ، فَمَا يُمْكِنُنِي ، وَ لَا يَأْخُذُ لِي۵ النَّوْمُ
1.في الكافي المطبوع : «من».
2.في الكافي المطبوع : «كتب».
3.في الكافي المطبوع : «يا سيّدي».
4.في الكافي المطبوع : «أجهد».
5.في الكافي المطبوع : «يأخذني» بدل «يأخذ لي».