517
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

عَلَيْهَا ، فَسَكَتَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : «يَا أَحْمَدُ ، ادْنُ مِنِّي». فَدَنَوْتُ مِنْهُ ، فَقَالَ : «أَدْخِلْ يَدَكَ تَحْتَ ثِيَابِكَ»، فَأَدْخَلْتُهَا ، فَأَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ تَحْتِ ثِيَابِهِ ، وَ أَدْخَلَهَا تَحْتَ ثِيَابِي ، فَمَسَحَ بِيَدِهِ الْيُمْنى‏ عَلى‏ جَانِبِيَ الْأَيْسَرِ ، وَ بِيَدِهِ الْيُسْرى‏ عَلى‏ جَانِبِيَ الْأَيْمَنِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ أَحْمَدُ : فَمَا أَقْدِرُ أَنْ أَنَامَ عَلى‏ يَسَارِي مُنْذُ فَعَلَ ذلِكَ بِي ، وَ مَا يَأْخُذُنِي نَوْمٌ عَلَيْهَا أَصْلًا .

هديّة:

(سيختلف) أي سيشتبه.
(فلا تشكّن) يعني فانظر حسناً لئلّا تشكّ.
و«الاستمداد» كما قال برهان الفضلاء: طلب المدد بصبّ الماء أو النّقس في الدواة أو إلى الانتهاء.
و«المجرى»: مصدر ميميّ، ونسبته إلى الدواة على المجاز؛ إذ المراد جريان النفس. وقيل: أي يطلب المداد ويأخذه من شفّة الدواة لا من جوفه، ف (إلى) بمعنى «من» أو بمعنى «عند» كما ذكر الجوهري.۱ و(الدّواة) بالفتح: ما يكتب منه، و«النقس» بالكسر: المداد بالكسر.
(هاك) اسم فعلٍ يستعمل بكاف الخطاب، يعني خُذ.
في بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «أجهد» من باب منع، مكان (اجتهد)من الافتعال.

1.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۵۴۳ (إلى).


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
516

صَلَاحَهُ ، وَ قَالَتْ : إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ مِنْهُ ، فَقَالَ : لَأَرْمِيَنَّهُ بَيْنَ السِّبَاعِ ، ثُمَّ فَعَلَ ذلِكَ بِهِ ، فَرُئِيَ عليه السلام قَائِماً يُصَلِّي وَ هِيَ حَوْلَهُ .

هديّة:

(لأرمينّه) يعني بأمر الخليفة سرّاً.
(فرئي) على ما لم يسمّ فاعله أولى.
(وهي) أي السباع.

الحديث الثامن والعشرون‏

۰.روى في الكافي عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِأَنْظُرَ إِلى‏ خَطِّهِ ، فَأَعْرِفَهُ إِذَا وَرَدَ ، فَقَالَ : «نَعَمْ». ثُمَّ قَالَ : «يَا أَحْمَدُ ، إِنَّ الْخَطَّ سَيَخْتَلِفُ عَلَيْكَ مَا۱ بَيْنِ الْقَلَمِ الْغَلِيظِ إِلَى الْقَلَمِ الدَّقِيقِ ، فَلَا تَشُكَّنَّ».
ثُمَّ دَعَا بِالدَّوَاةِ فَكَتَبَ ، وَ جَعَلَ يَسْتَمِدُّ إِلى‏ مَجْرَى الدَّوَاةِ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي - وَ هُوَ يَكْتُبُ - : أَسْتَوْهِبُهُ الْقَلَمَ الَّذِي يَكْتُبُ‏۲ بِهِ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكِتَابَةِ ، أَقْبَلَ يُحَدِّثُنِي - وَ هُوَ يَمْسَحُ الْقَلَمَ بِمِنْدِيلِ الدَّوَاةِ سَاعَةً - ثُمَّ قَالَ : «هَاكَ يَا أَحْمَدُ» فَنَاوَلَنِيهِ .
فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي مُغْتَمٌّ لِشَيْ‏ءٍ يُصِيبُنِي فِي نَفْسِي وَ قَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَ أَبَاكَ ، فَلَمْ يُقْضَ لِي ذلِكَ ، فَقَالَ : «وَ مَا هُوَ يَا أَحْمَدُ ؟» فَقُلْتُ : سَيِّدِي‏۳ ، رُوِيَ لَنَا عَنْ آبَائِكَ أَنَّ نَوْمَ الْأَنْبِيَاءِ عَلى‏ أَقْفِيَتِهِمْ ، وَ نَوْمَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى‏ أَيْمَانِهِمْ ، وَ نَوْمَ الْمُنَافِقِينَ عَلى‏ شَمَائِلِهِمْ ، وَ نَوْمَ الشَّيَاطِينِ عَلى‏ وُجُوهِهِمْ ؟ فَقَالَ عليه السلام : «كَذلِكَ هُوَ».
فَقُلْتُ : يَا سَيِّدِي ، فَإِنِّي أَجْتَهِدُ۴ أَنْ أَنَامَ عَلى‏ يَمِينِي ، فَمَا يُمْكِنُنِي ، وَ لَا يَأْخُذُ لِي‏۵ النَّوْمُ

1.في الكافي المطبوع : «من».

2.في الكافي المطبوع : «كتب».

3.في الكافي المطبوع : «يا سيّدي».

4.في الكافي المطبوع : «أجهد».

5.في الكافي المطبوع : «يأخذني» بدل «يأخذ لي».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105105
صفحه از 612
پرینت  ارسال به