523
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

مَعَهُ رَفِيقٌ لَهُ مِنْ أَهْلِ السِّنْدِ كَانَ صَحِبَهُ عَلَى الْمَذْهَبِ .
قَالَ : فَحَدَّثَنِي غَانِمٌ ، قَالَ : وَ أَنْكَرْتُ مِنْ رَفِيقِي بَعْضَ أَخْلَاقِهِ ، وَهَجَرْتُهُ‏1 ، وَ خَرَجْتُ حَتّى‏ صِرْتُ‏2إِلَى الْعَبَّاسِيَّةِ أَتَهَيَّأُ لِلصَّلَاةِ وَ أُصَلِّي ، وَ إِنِّي لَوَاقِفٌ مُتَفَكِّرٌ فِيمَا قَصَدْتُ لِطَلَبِهِ إِذَا أَنَا بِآتٍ قَدْ أَتَانِي ، فَقَالَ : أَنْتَ فُلَانٌ ؟ - اسْمُهُ بِالْهِنْدِ - فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ : أَجِبْ مَوْلَاكَ ، فَمَضَيْتُ مَعَهُ ، فَلَمْ يَزَلْ يَتَخَلَّلُ بِيَ الطُّرُقَ حَتّى‏ أَتى‏ دَاراً وَ بُسْتَاناً ، فَإِذَا أَنَا بِهِ عليه السلام جَالِسٌ ، فَقَالَ : «مَرْحَباً يَا فُلَانُ - بِكَلَامِ الْهِنْدِ - كَيْفَ حَالُكَ ؟ وَ كَيْفَ خَلَّفْتَ فُلَاناً وَ فُلَاناً وَ فُلَاناً3 ؟» حَتّى‏ عَدَّ الْأَرْبَعِينَ كُلَّهُمْ ، فَسَاءَلَنِي عَنْهُمْ وَاحِداً وَاحِداً ، ثُمَّ أَخْبَرَنِي عليه السلام بِمَا تَجَارَيْنَا ، كُلُّ ذلِكَ بِكَلَامِ الْهِنْدِ .
ثُمَّ قَالَ : «أَرَدْتَ أَنْ تَحُجَّ مَعَ أَهْلِ قُمَّ ؟» قُلْتُ : نَعَمْ ، يَا سَيِّدِي ، فَقَالَ : «لَا تَحُجَّ مَعَهُمْ ، وَ انْصَرِفْ سَنَتَكَ هذِهِ ، وَ حُجَّ فِي قَابِلٍ». ثُمَّ أَلْقى‏ إِلَيَّ صُرَّةً كَانَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ لِيَ : «اجْعَلْهَا نَفَقَتَكَ ، وَ لَا تَدْخُلْ إِلى‏ بَغْدَادَ إِلى‏ فُلَانٍ - سَمَّاهُ - وَ لَا تُطْلِعْهُ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ»، وَ انْصَرِفْ إِلَيْنَا إِلَى الْبَلَدِ .
ثُمَّ وَافَانَا بَعْضُ الْفُيُوجِ ، فَأَعْلَمُونَا أَنَّ أَصْحَابَنَا انْصَرَفُوا مِنَ الْعَقَبَةِ ، وَ مَضى‏ نَحْوَ خُرَاسَانَ ، فَلَمَّا كَانَ فِي قَابِلٍ ، حَجَّ وَ أَرْسَلَ إِلَيْنَا هَدِيَّةً4 مِنْ طُرَفِ خُرَاسَانَ ، فَأَقَامَ بِهَا مُدَّةً ، حَتَّى‏5 مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ .

هديّة:

قيل: «القشمير الداخلة» بلاد في أقصى الهند يُقال لها : «الزيربادات». وقال برهان الفضلاء: «القشمير الداخلة» هي المسمّاة ب «تبّت» بالضمّ وتشديد المفردة، وهي أبعد من القشمير المشهورة نظراً إلى بلاد العرب.

1.في الكافي المطبوع : «فهجرته».

2.في الكافي المطبوع : «سرت».

3.في الكافي المطبوع : - «و فلاناً».

4.في الكافي المطبوع : «بهديّة».

5.في الكافي المطبوع : «ثمّ».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
522

وَ بَعَثَ الْعَامِلُ إِلى‏ رَجُلٍ - يُقَالُ لَهُ : الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْكِيبَ‏۱ - فَدَعَاهُ ، فَقَالَ لَهُ : نَاظِرْ هذَا الرَّجُلَ الْهِنْدِيَّ ، فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ : أَصْلَحَكَ اللَّهُ ، عِنْدَكَ الْفُقَهَاءُ وَ الْعُلَمَاءُ وَ هُمْ أَعْلَمُ وَ أَبْصَرُ بِمُنَاظَرَتِهِ ، فَقَالَ لَهُ : نَاظِرْهُ كَمَا أَقُولُ لَكَ ، وَ اخْلُ بِهِ ، وَ الْطُفْ لَهُ ، فَقَالَ لِيَ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْكِيبَ‏۲ - بَعْدَ مَا فَاوَضْتُهُ - : إِنَّ صَاحِبَكَ الَّذِي تَطْلُبُهُ هُوَ النَّبِيُّ الَّذِي وَصَفَهُ هؤُلَاءِ ، وَ لَيْسَ الْأَمْرُ فِي خَلِيفَتِهِ كَمَا قَالُوا ، هذَا النَّبِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَ وَصِيُّهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ هُوَ زَوْجُ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ وَ أَبُو الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ سِبْطَيْ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله .
قَالَ غَانِمٌ أَبُو سَعِيدٍ : فَقُلْتُ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، هذَا الَّذِي طَلَبْتُ ؛ فَانْصَرَفْتُ إِلى‏ دَاوُدَ بْنِ الْعَبَّاسِ ، فَقُلْتُ لَهُ : أَيُّهَا الْأَمِيرُ ، وَجَدْتُ مَا طَلَبْتُ ، وَ أَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ۳ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ .
قَالَ : فَبَرَّنِي ، وَ وَصَلَنِي ، وَ قَالَ لِلْحُسَيْنِ : تَفَقَّدْهُ . قَالَ : فَمَضَيْتُ إِلَيْهِ حَتّى‏ آمَنْتُ‏۴ بِهِ ، وَ فَقَّهَنِي فِيمَا احْتَجْتُ إِلَيْهِ مِنَ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ وَ الْفَرَائِضِ .
قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّا نَقْرَأُ فِي كُتُبِنَا أَنَّ مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله خَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ ، وَ أَنَّ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ إِلى‏ وَصِيِّهِ وَ وَارِثِهِ وَ خَلِيفَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ ، ثُمَّ إِلَى الْوَصِيِّ بَعْدَ الْوَصِيِّ ، لَا يَزَالُ أَمْرُ اللَّهِ جَارِياً فِي أَعْقَابِهِمْ حَتّى‏ تَنْقَضِيَ الدُّنْيَا ، فَمَنْ وَصِيُّ وَصِيِّ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ؟ قَالَ : الْحَسَنُ ، ثُمَّ الْحُسَيْنُ عليهما السلام ابْنَا مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله - ثُمَّ سَاقَ الْأَمْرَ فِي الْوَصِيَّةِ حَتَّى انْتَهى‏ إِلى‏ صَاحِبِ الزَّمَانِ عليه السلام .
ثُمَّ أَعْلَمَنِي مَا حَدَثَ ؛ فَلَمْ يَكُنْ لِي هِمَّةٌ إِلَّا طَلَبُ النَّاحِيَةِ .
فَوَافى‏ قُمَّ ، وَ قَعَدَ مَعَ أَصْحَابِنَا فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَ سِتِّينَ‏۵ ، وَ خَرَجَ مَعَهُمْ حَتّى‏ وَافى‏ بَغْدَاذَ۶ ، وَ

1.في الكافي المطبوع : «إشكيب».

2.في الكافي المطبوع : - «أشهد».

3.في الكافي المطبوع : «آنست».

4.في الكافي المطبوع : + «مائتين».

5.في الكافي المطبوع : «بغداد».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 123348
صفحه از 612
پرینت  ارسال به