527
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

(كبسوا) من باب ضرب : طمّوا.
(صعلوك) كزنبور: الفقير الذي لا مال له، واسم رجل من قطّاع الطريق.
في بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «فاجتزت» من الاجتياز - بالجيم والزاي - مكان (فاجترأت) على الافتعال؛ من الجرأة بمعنى الشجاعة.
(فعبّيته) من التعبية. قال بعض المعاصرين: و«الصنّ» بالكسر والتشديد: شبه السلّة المطبّقة يجعل فيها الخبز،۱ والجمع: صنان، والمضبوط: (صيان الحمّالين) بالخاتمة مكان النون الاُولى. الجوهري: جعلت الثوب في صوانه بالضمّ والكسر، وصيانه أيضاً ، وهو وعاؤه الذي يُصان فيه.۲(فأعطى) و(أخرجوا) على ما لم يسمّ فاعله.

الحديث السادس‏

0.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ3 ، قَالَ : شَكَكْتُ عِنْدَ مُضِيِّ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام ، وَ اجْتَمَعَ عِنْدَ أَبِي مَالٌ جَلِيلٌ ، فَحَمَلَهُ ، وَ رَكِبَ السَّفِينَةَ ، وَ خَرَجْتُ مَعَهُ مُشَيِّعاً ، فَوُعِكَ وَعْكاً شَدِيداً ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، رُدَّنِي ، فَهُوَ الْمَوْتُ ، وَقَالَ لِيَ : اتَّقِ اللَّهَ فِي هذَا الْمَالِ ؛ وَ أَوْصى‏ إِلَيَّ ، فَمَاتَ .
فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : لَمْ يَكُنْ أَبِي لِيُوصِيَ بِشَيْ‏ءٍ غَيْرِ صَحِيحٍ ، أَحْمِلُ هذَا الْمَالَ إِلَى الْعِرَاقِ ، وَأَكْتَرِي دَاراً عَلَى الشَّطِّ ، وَ لَا أُخْبِرُ أَحَداً بِشَيْ‏ءٍ ، فَإِنْ‏4 وَضَحَ لِي شَيْ‏ءٌ كَوُضُوحِهِ أَيَّامَ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام ، أَنْفَذْتُهُ ، وَ إِلَّا قَصَفْتُ بِهِ .
فَقَدِمْتُ الْعِرَاقَ ، وَ اكْتَرَيْتُ دَاراً عَلَى الشَّطِّ ، وَ بَقِيتُ أَيَّاماً ، فَإِذَا أَنَا بِرُقْعَةٍ مَعَ رَسُولٍ ، فِيهَا :

1.الوافي ، ج ۳ ، ص ۸۶۸ ، ذيل ح ۱۴۸۴.

2.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۱۵۳ (صون).

3.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن محمّد ، عن محمّد بن حمّويه السويداويّ ، عن محمّد بن إبراهيم بن مهزيار».

4.في الكافي المطبوع : «و إن».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
526

مُتَفَكِّراً ، فَوَرَدَتْ عَلَيَّ رُقْعَةُ الرَّجُلِ عليه السلام : «إِذَا مَضى‏ مِنَ النَّهَارِ كَذَا وَ كَذَا ، فَاحْمِلْ مَا مَعَكَ». فَرَحَلْتُ ، وَ حَمَلْتُ مَا مَعِي ، وَ فِي الطَّرِيقِ صُعْلُوكٌ يَقْطَعُ الطَّرِيقَ فِي سِتِّينَ رَجُلًا ، فَاجْتَرَأْتُ‏1عَلَيْهِ ، وَ سَلَّمَنِي اللَّهُ مِنْهُ ، فَوَافَيْتُ الْعَسْكَرَ ، وَ نَزَلْتُ ، فَوَرَدَتْ عَلَيَّ رُقْعَةٌ أَنِ «احْمِلْ مَا مَعَكَ» . فَعَبَّيْتُهُ فِي صِيَانِ‏2 الْحَمَّالِينَ .
فَلَمَّا بَلَغْتُ الدِّهْلِيزَ إِذَا فِيهِ أَسْوَدُ قَائِمٌ ، فَقَالَ : أَنْتَ الْحَسَنُ بْنُ النَّضْرِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : ادْخُلْ ، فَدَخَلْتُ الدَّارَ ، وَ دَخَلْتُ بَيْتاً وَ فَرَّغْتُ صِيَانَ‏3 الْحَمَّالِينَ ، وَ إِذَا فِي زَاوِيَةِ الْبَيْتِ خُبْزٌ كَثِيرٌ ، فَأَعْطى‏ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْحَمَّالِينَ رَغِيفَيْنِ ، وَ أُخْرِجُوا ، وَ إِذَا بَيْتٌ عَلَيْهِ سِتْرٌ ، فَنُودِيتُ مِنْهُ : «يَا حَسَنَ بْنَ النَّضْرِ ، احْمَدِ اللَّهَ عَلى‏ مَا مَنَّ بِهِ عَلَيْكَ ، وَ لَا تَشُكَّنَّ ؛ وَدَّ4الشَّيْطَانُ أَنَّكَ شَكَكْتَ» وَ أَخْرَجَ إِلَيَّ ثَوْبَيْنِ ، وَ قِيلَ لِي : خُذْهُمَا ؛ فَسَتَحْتَاجُ إِلَيْهِمَا ، فَأَخَذْتُهُمَا ، وَ خَرَجْتُ .
قَالَ سَعْدٌ : فَانْصَرَفَ الْحَسَنُ بْنُ النَّضْرِ ، وَ مَاتَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَ كُفِّنَ فِي الثَّوْبَيْنِ .

هديّة:

الظاهر أنّ «سعد بن سعد» سهو من بعض النسّاخ كما في بعض النسخ.
و«أبا صدام»، قيل: ككتاب، وقيل: كغراب، وقيل: كعطّار، وقيل: كسحاب، من صدمه صدماً، و«الصدم»: ضرب صلب بمثله.
(فيما في أيدي الوكلاء) يعني من أموال الشيعة بأنّ أخذهم إيّاها من الشيعة بحقّ مأمورين مأذونين، أو بالمكر والخديعة من دون أمر وأذن عليه السلام.
(وأرادوا الفحص) يعني عن الصاحب عليه السلام أو عن أمر الوكلاء.
(إنّي أفزع) من باب علم بمعنى أخاف وأضطرب من أجل خيالات موهمة عند النوم، أو لرؤى مختلفة في المنام.

1.في الكافي المطبوع : «فاجتزت».

2.في الكافي المطبوع : «صنان».

3.في الكافي المطبوع : «فودّ».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 123136
صفحه از 612
پرینت  ارسال به