539
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

مَضى‏ أَبُو مُحَمَّدٍ عليه السلام ، وَرَدَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ بِمَالٍ إِلى‏ مَكَّةَ لِلنَّاحِيَةِ ، فَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ : إِنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ عليه السلام مَضى‏ مِنْ غَيْرِ خَلَفٍ ، وَ الْخَلَفُ جَعْفَرٌ ، وَ قَالَ بَعْضُهُمْ : مَضى‏ أَبُو مُحَمَّدٍ عليه السلام عَنْ خَلَفٍ ، فَبَعَثَ رَجُلًا يُكَنّى‏ بِأَبِي طَالِبٍ ، فَوَرَدَ الْعَسْكَرَ وَ مَعَهُ كِتَابٌ ، فَصَارَ إِلى‏ جَعْفَرٍ ، وَ سَأَلَهُ عَنْ بُرْهَانٍ ، فَقَالَ : لَا يَتَهَيَّأُ فِي هذَا الْوَقْتِ ، فَصَارَ إِلَى الْبَابِ ، وَ أَنْفَذَ الْكِتَابَ إِلى‏ أَصْحَابِنَا ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ : «آجَرَكَ اللَّهُ فِي صَاحِبِكَ ، فَقَدْ مَاتَ وَ أَوْصى‏ بِالْمَالِ الَّذِي كَانَ مَعَهُ إِلى‏ ثِقَةٍ لِيَعْمَلَ فِيهِ بِمَا يَجِبُ‏1» وَ أُجِيبَ عَنْ كِتَابِهِ .

هديّة:

(إلى الباب): باب الصاحب عليه السلام.
(إلى أصحابنا) من الوكلاء الحاضرين في الباب.
(في صاحبك) أي المصريّ الوارد إلى مكّة.
وقرئ : «بما يحب» من المحبّة مكان (بما يجب) من الوجوب بمعنى الثبوت واللزوم.
(عن كتابه) أي بالوصول وتفصيل المال وسائر الأحوال والأمر بكيفيّة صرف المال بمكّة عند الثقة، فرجع أبو طالب بجواب الكتاب إلى مكّة.

الحديث العشرون‏

۰.روى في الكافي عنه، قَالَ : حَمَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ آبَةَ شَيْئاً يُوصِلُهُ ، وَ نَسِيَ سَيْفاً بِآبَةَ ، فَأَنْفَذَ مَا كَانَ مَعَهُ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : «مَا خَبَرُ السَّيْفِ الَّذِي نَسِيتَهُ؟» .

هديّة:

(آبة) بالمفردة كساوة: قرية قرب ساوة، وقال برهان الفضلاء: وقد يقال «آوة» بالواو. وفي القاموس: «أبّة» بفتح الهمزة وتشديد المفردة: قريتان في بلاد الروم، إحداهما العليا ، والاُخرى السفلى.۲(فكتب) يعني الصاحب عليه السلام، أو «فكتب» على ما لم يسمّ فاعله.

1.في الكافي المطبوع : «يحبّ».

2.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۵ (أبة)، وفيه هكذا : «وأبة» اسم ، و به سمّيت أبة العلياء السفلى : قريتان بلحج».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
538

قَالَ : فَضَاقَ صَدْرِي ، وَ اغْتَمَمْتُ ، وَ كَتَبْتُ : أَنَا مُقِيمٌ عَلَى السَّمْعِ وَ الطَّاعَةِ غَيْرَ أَنِّي مُغْتَمٌّ بِتَخَلُّفِي عَنِ الْحَجِّ ، فَوَقَّعَ : «لَا يَضِيقَنَّ صَدْرُكَ ؛ فَإِنَّكَ سَتَحُجُّ مِنْ قَابِلٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ».
قَالَ : فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ ، كَتَبْتُ أَسْتَأْذِنُ ، فَوَرَدَ الْإِذْنُ ، فَكَتَبْتُ : أَنِّي عَادَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْعَبَّاسِ وَ أَنَا وَاثِقٌ بِدِيَانَتِهِ وَ صِيَانَتِهِ ، فَوَرَدَ : «الْأَسَدِيُّ نِعْمَ الْعَدِيلُ ، فَإِنْ قَدِمَ فَلَا تَخْتَرْ عَلَيْهِ». فَقَدِمَ الْأَسَدِيُّ فَعَادَلْتُهُ .

هديّة:

(في طهره) أي في ختانه، أو مطلق سنن اليوم السّابع، وفي بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - في تطهيره.
(ستخلف) على المجهول من باب نصر خلفه وجده خلفاً له أو خليفة بعده.
و(الأسدي) هو محمّد بن جعفر الكوفي من السفراء.
(عادلته): زاملته.

الحديث الثامن عشر

۰.روى في الكافي عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَلَوِيُّ ، قَالَ : أَوْدَعَ الْمَجْرُوحُ مِرْدَاسَ بْنَ عَلِيٍّ مَالًا لِلنَّاحِيَةِ ، وَ كَانَ عِنْدَ مِرْدَاسٍ مَالٌ لِتَمِيمِ بْنِ حَنْظَلَةَ ، فَوَرَدَ عَلى‏ مِرْدَاسٍ : «أَنْفِذْ مَالَ تَمِيمٍ مَعَ مَا أَوْدَعَكَ الشِّيرَازِيُّ» .

هديّة:

«المرداس» كمحراب: حجر يرمى‏ به في البئر ليعلم أفيها ماء أم لا.
(للناحية) أي للصاحب عليه السلام.
و(المجروح) هو الشيرازي.
«مال تميم» أي الذي وديعة عندك أيضاً للصاحب عليه السلام.

الحديث التاسع عشر

0.روى في الكافي عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى الْعُرَيْضِيِّ أَبِي مُحَمَّدٍ ، قَالَ : لَمَّا

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105350
صفحه از 612
پرینت  ارسال به