(دسّوا) على الأمر من باب مدّ، و«الدسّ» كالمدّ: الإخفاء مكراً وخديعة.
(يتقدّم) على المضارع المجهول من التفعّل، و(تقدّم) على الماضي المجهول منه، ويمكن ب «أن يتقدّم» على المعلوم، أي بأن يوصل من خرج إليه التوقيع إلى سائر السفراء.
الحديث الحادي والثلاثون
۰.روى في الكافي عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ : خَرَجَ نَهْيٌ عَنْ زِيَارَةِ مَقَابِرِ قُرَيْشٍ وَ الْحَيْرِ ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَشْهُرٍ ، دَعَا الْوَزِيرُ الْبَاقَطَائِيَّ ، فَقَالَ لَهُ : الْقَ بَنِي الْفُرَاتِ وَ الْبُرْسِيِّينَ ، وَ قُلْ لَهُمْ : لَا تَزُورُوا۱ مَقَابِرَ قُرَيْشٍ ؛ فَقَدْ أَمَرَ الْخَلِيفَةُ أَنْ يُتَفَقَّدَ كُلُّ مَنْ زَارَ ، فَيُقْبَضَ عَلَيْهِ .
هديّة:
(الحير) بالفتح بمعنى الحائر، يعني مشهد الحسين عليه السلام بكربلاء، وقد يُطلق «الحير» على مدينة كربلاء. واحتمل برهان الفضلاء «والحير» بالرفع عطفاً على «نهى»، يعني ابتداء الحيرة التي تكون في الغيبة الكبرى قال: قد وقعت الغيبة الكبرى في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، ومات فيها آخر السفراء أبو الحسن عليّ بن محمّد السمري، وثقة الإسلام صاحب الكافي أيضاً، والراضي باللَّه أبو العبّاس أحمد بن جعفر المقتدر بن أحمد المعتضد بن الموفّق بن المتوكّل أيضاً، وهو العشرون من الخلفاء العبّاسيّة، فصار أمر الخلافة إلى أخيه المتّقي باللَّه أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر.
و«بنوا الفرات» من كان بشاطئه من الجانبين. وقال برهان الفضلاء: ب «بني الفرات» قبيلة أبي الفتح فضل بن جعفر بن فرات، من وزراء الخلفاء العبّاسيّة.
و«البرس» بكسر المفردة: قرية بين الكوفة والحلّة، وبضمّ المفردة منها الحافظ البرسي.