بدن صاحبها، وإن لم يأذن اللَّه عزّ و جلّ بردّ تلك الروح إلى صاحبها جذب الهواء الريح ، فجذبت الروح الريح ، فلم يردّ إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث. وأمّا ما ذكرت من أمر الذكر والنسيان، فإنّ قلب الرجل في حقّ، وعلى الحقّ طبق، فإن صلّى الرجل عند ذلك على محمّد وآل محمّد صلاةً تامّةً انكشف الطبق عن ذلك الحقّ، فأضاء القلب، وذكر الرجل ما كان نسى، وإن هو لم يصلِّ على محمّد وآل محمّد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحقّ فأظلم القلب ونسى الرجل ما كان ذكره. وأمّا ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه وأخواله، فإنّ الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن وعروق هادية وبدن غير مضطرب، فأسكنت تلك النطفة جوف الرحم، خرج الولد يشبه أباه واُمّه؛ وإن هو أتاها بقلبٍ غير ساكن وعروق غير هادية وبدن مضطرب اضطربت النطفة، فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق، فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه، وإن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله» فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه ولم أزل أشهد بها، الحديث.۱
والصدوق رحمة اللَّه عليه أيضاً رواه في كتاب كمال الدِّين وتمام النعمة۲ بتفاوت في الألفاظ، وكذا عليّ بن إبراهيم في تفسيره.۳
قوله : «إلى وقت ما يبعث» إمّا في الرجعة أو في القيامة. القاموس : «الذكر» بالكسر: الحفظ، وبالضمّ، الاسم.۴
و«الحقّ» بالضمّ مفرد وجمع، فالواحدة حقّة.
(فإن صلّى الرجل عند ذلك) لم ينقطع الصلاة على محمّد وآله قطّ ما دام الخلق من
1.الاحتجاج ، ج ۱ ، ص ۲۶۶.
2.كمال الدين ، ج ۱ ، ص ۳۱۳ ، ح ۱.
3.تفسير القميّ ، ج ۲ ، ص ۲۴۹.
4.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۵ (ذكر).