549
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

بدن صاحبها، وإن لم يأذن اللَّه عزّ و جلّ بردّ تلك الروح إلى صاحبها جذب الهواء الريح ، فجذبت الروح الريح ، فلم يردّ إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث. وأمّا ما ذكرت من أمر الذكر والنسيان، فإنّ قلب الرجل في حقّ، وعلى الحقّ طبق، فإن صلّى الرجل عند ذلك على محمّد وآل محمّد صلاةً تامّةً انكشف الطبق عن ذلك الحقّ، فأضاء القلب، وذكر الرجل ما كان نسى، وإن هو لم يصلِّ على محمّد وآل محمّد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحقّ فأظلم القلب ونسى الرجل ما كان ذكره. وأمّا ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه وأخواله، فإنّ الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن وعروق هادية وبدن غير مضطرب، فأسكنت تلك النطفة جوف الرحم، خرج الولد يشبه أباه واُمّه؛ وإن هو أتاها بقلبٍ غير ساكن وعروق غير هادية وبدن مضطرب اضطربت النطفة، فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق، فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه، وإن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله» فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه ولم أزل أشهد بها، الحديث.۱
والصدوق رحمة اللَّه عليه أيضاً رواه في كتاب كمال الدِّين وتمام النعمة۲ بتفاوت في الألفاظ، وكذا عليّ بن إبراهيم في تفسيره.۳
قوله : «إلى وقت ما يبعث» إمّا في الرجعة أو في القيامة. القاموس : «الذكر» بالكسر: الحفظ، وبالضمّ، الاسم.۴
و«الحقّ» بالضمّ مفرد وجمع، فالواحدة حقّة.
(فإن صلّى الرجل عند ذلك) لم ينقطع الصلاة على محمّد وآله قطّ ما دام الخلق من

1.الاحتجاج ، ج ۱ ، ص ۲۶۶.

2.كمال الدين ، ج ۱ ، ص ۳۱۳ ، ح ۱.

3.تفسير القميّ ، ج ۲ ، ص ۲۴۹.

4.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۵ (ذكر).


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
548

هديّة:

في بعض النسخ : «إذا أقبل». الجوهري: قد يكون «إذ» للمفاجأة مثل «إذا».۱(ما قضى عليهم) أي ظلموا حقّك فهلكوا.
(شرع) كمثل لفظاً ومعنى، هما شرعان: مثلان. قال في القاموس: ويحرّك.۲(كيف يذكر) من المجرّد، أو من التفعّل بالقلب والإدغام.
في بعض النسخ : «بها» مكان (بهما)، والأكثر أولى، أي الرسالة والولاية.
ولا تفاوت بين (بأنّه القائم) و(أنّه القائم) في المواضع.
في بعض النسخ : «على رجل من ولد الحسن» يعني أبا محمّد العسكري عليه السلام.
(فرجعت) بتقدير القول.
(وحدّثني محمّد بن يحيى) كلام ثقة الإسلام قبل مفاد قوله: (قبل الحيرة) أنّ البرقي كأنّه تحيّر في أمر دينه نبذاً من عمره، وأنّ أخباره في تلك المدّة ليست بنقيّة. وقال برهان الفضلاء: المراد الحيرة التي وقعت لكثير من الشيعة في مبدأ الغيبة القصرى. وقال الفاضل الاسترآبادي: المراد بالحيرة غيبة الصاحب عليه السلام، أو مضيّ أبي محمّد عليه السلام.۳ و«أبو عبداللَّه» كنية محمّد بن خالد البرقي من «برقة رود» قم بسكون الراء، ولا يخفى إمكان تأويل الأقوال بأمر واحد.
والشيخ أبو علي الطبرسي رحمة اللَّه عليه روى هذا الخبر في كتاب الاحتجاج أيضاً عن أبي هاشم الجعفري، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام مع ذكر الأجوبة قال: فأجابه الحسن عليه السلام وقال: «ما سألت عن أمر الإنسان إذا نام أين يذهب روحه؟ فإنّ روحه متعلّقة بالريح، والريح متعلّقة بالهواء إلى وقت ما يتحرّك صاحبها لليقظة، فإن أذِنَ اللَّه بردّ تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح الريح وجذبت تلك الريح الهواء، فرجعت وسكنت في

1.الصحاح، ج ۶، ص ۲۵۴۲ (إذا).

2.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۴۴ (شرع).

3.لم نعثر عليه، نعم نسب إلى القيل في مرآة العقول، ج ۶، ص ۲۰۸.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 123468
صفحه از 612
پرینت  ارسال به