أوّل الإيجاد إلى ما لا نهاية له من اللَّه تعالى بواسطة الخلق من الملك وغيره وبلا واسطة، وإضاءة القلوب، بل كلّ شيء إنّما هي بها، لكن على التفاوت الناشئ من الإيمان ومراتبها والكفر ومنازلها، فلا إشكال في المقام بذكر الكافر ونسيانه، ولا بذكر المؤمن بدون الصلاة على محمّد وآله.
«عروق هادية» أي ساكنة، هدأ كمنع هداء وهدوءاً: سكن، وأهداه: سكّنه.
الحديث الثاني
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ۱، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ : «قَالَ أَبِي عليه السلام لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ : إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً ، فَمَتى يَخِفُّ عَلَيْكَ أَنْ أَخْلُوَ بِكَ فَأَسْأَلَكَ عَنْهَا ؟ فَقَالَ لَهُ الْجَابِرُ۲ : أَيَّ الْأَوْقَاتِ أَحْبَبْتَهُ ، فَخَلَا بِهِ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ ، فَقَالَ لَهُ : يَا جَابِرُ ، أَخْبِرْنِي عَنِ اللَّوْحِ الَّذِي رَأَيْتَهُ فِي يَدِ أُمِّي فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ مَا أَخْبَرَتْكَ بِهِ أُمِّي أَنَّهُ فِي ذلِكَ اللَّوْحِ مَكْتُوبٌ .
فَقَالَ جَابِرٌ : أَشْهَدُ بِاللَّهِ إِنِّي دَخَلْتُ عَلى أُمِّكَ فَاطِمَةَ عليهما السلام فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَهَنَّيْتُهَا بِوِلَادَةِ الْحُسَيْنِ عليه السلام ، فَرَأَيْتُ۳ فِي يَدَيْهَا لَوْحاً أَخْضَرَ ظَنَنْتُ أَنَّهُ مِنْ زُمُرُّدٍ ، وَ رَأَيْتُ فِيهِ كِتَاباً أَبْيَضَ شِبْهَ لَوْنِ الشَّمْسِ ، فَقُلْتُ لَهَا : بِأَبِي وَ أُمِّي أَنْتَ۴ يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ ، مَا هذَا اللَّوْحُ؟ فَقَالَتْ : هذَا لَوْحٌ أَهْدَاهُ اللَّهُ تَعَالى۵ إِلى رَسُولِ اللَّهِ۶ صلى اللَّه عليه وآله ، فِيهِ اسْمُ أَبِي وَ اسْمُ بَعْلِي وَ اسْمُ ابْنَيَّ وَ اسْمُ الْأَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِي ، وَ أَعْطَانِيهِ أَبِي لِيُبَشِّرَنِي بِذلِكَ .
1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى و محمّد بن عبد اللَّه، عن عبد اللَّه بن جعفر ، عن الحسن بن ظريف وعليّ بن محمّد، عن صالح بن أبي حمّاد ، عن بكر بن صالح».
2.في الكافي المطبوع : «جابر».
3.في الكافي المطبوع : «و رأيت».
4.في الكافي المطبوع : - «أنت».
5.في الكافي المطبوع : - «تعالى».
6.في الكافي المطبوع : «رسوله».