551
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

قَالَ جَابِرٌ : فَأَعْطَيَتْنِيهِ‏۱ أُمُّكَ فَاطِمَةُ عليها السلام ، فَقَرَأْتُهُ ، وَ اسْتَنْسَخْتُهُ . فَقَالَ أَبِي عليه السلام : فَهَلْ لَكَ يَا جَابِرُ أَنْ تَعْرِضَهُ عَلَيَّ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَمَشى‏ مَعَهُ أَبِي عليه السلام إِلى‏ مَنْزِلِ جَابِرٍ ، فَأَخْرَجَ صَحِيفَةً مِنْ رَقٍّ ، فَقَالَ : يَا جَابِرُ ، انْظُرْ فِي كِتَابِكَ لِأَقْرَأَ عَلَيْكَ ، فَنَظَرَ جَابِرٌ فِي نُسْخَتِهِ ، فَقَرَأَهُ أَبِي عليه السلام ، فَمَا خَالَفَ حَرْفٌ حَرْفاً ، فَقَالَ جَابِرٌ : أَشْهَدُ۲ بِاللَّهِ إِنِّي هكَذَا رَأَيْتُهُ فِي اللَّوْحِ مَكْتُوباً :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، هذَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ نُورِهِ وَ سَفِيرِهِ وَحِجَابِهِ وَ دَلِيلِهِ ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، عَظِّمْ يَا مُحَمَّدُ أَسْمَائِي ، وَ اشْكُرْ نَعْمَائِي ، وَ لَا تَجْحَدْ آلَائِي ، إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا أَنَا ، قَاصِمُ الْجَبَّارِينَ ، وَ مُدِيلُ الْمَظْلُومِينَ ، وَ دَيَّانُ الدِّينِ ، إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا أَنَا ، فَمَنْ رَجَا غَيْرَ فَضْلِي أَوْ خَافَ غَيْرَ عَدْلِي ، عَذَّبْتُهُ عَذَاباً لَا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ ، فَإِيَّايَ فَاعْبُدْ ، وَ عَلَيَّ فَتَوَكَّلْ ، إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ نَبِيّاً فَأُكْمِلَتْ أَيَّامُهُ ، وَ انْقَضَتْ مُدَّتُهُ إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ وَصِيّاً ، وَ إِنِّي فَضَّلْتُكَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ ، وَ فَضَّلْتُ وَصِيَّكَ عَلَى الْأَوْصِيَاءِ ، وَ أَكْرَمْتُكَ بِشِبْلَيْكَ وَ سِبْطَيْكَ : حَسَنٍ وَ حُسَيْنٍ ، فَجَعَلْتُ حَسَناً مَعْدِنَ عِلْمِي بَعْدَ انْقِضَاءِ مُدَّةِ أَبِيهِ ، وَ جَعَلْتُ حُسَيْناً خَازِنَ وَحْيِي ، وَ أَكْرَمْتُهُ بِالشَّهَادَةِ ، وَ خَتَمْتُ لَهُ بِالسَّعَادَةِ ، فَهُوَ أَفْضَلُ مَنِ اسْتُشْهِدَ ، وَ أَرْفَعُ الشُّهَدَاءِ دَرَجَةً ، جَعَلْتُ كَلِمَتِيَ التَّامَّةَ مَعَهُ ، وَ حُجَّتِيَ الْبَالِغَةَ عِنْدَهُ ؛ بِعِتْرَتِهِ أُثِيبُ وَ أُعَاقِبُ :
أَوَّلُهُمْ عَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ وَ زَيْنُ أَوْلِيَائِيَ الْمَاضِينَ ، وَ ابْنُهُ شِبْهُ جَدِّهِ الْمَحْمُودِ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ عِلْمِي وَ الْمَعْدِنُ لِحِكْمَتِي ، سَيَهْلِكُ الْمُرْتَابُونَ فِي جَعْفَرٍ ، الرَّادُّ عَلَيْهِ كَالرَّادِّ عَلَيَّ ، حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأُكْرِمَنَّ مَثْوى‏ جَعْفَرٍ ، وَ لَأَسُرَّنَّهُ فِي أَشْيَاعِهِ وَ أَنْصَارِهِ وَ أَوْلِيَائِهِ ، انْتَجَبَ بَعْدَهُ مُوسى‏۳ فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ حِنْدِسٌ ؛ لِأَنَّ خَيْطَ فَرْضِي لَا يَنْقَطِعُ ، وَ حُجَّتِي لَا تَخْفى‏ ، وَ أَنَّ أَوْلِيَائِي يُسْقَوْنَ بِالْكَأْسِ الْأَوْفى‏ ، مَنْ جَحَدَ وَاحِداً مِنْهُمْ ، فَقَدْ جَحَدَ نِعْمَتِي ؛ وَ مَنْ غَيَّرَ آيَةً مِنْ كِتَابِي ، فَقَدِ افْتَرى‏ عَلَيَّ ؛ وَيْلٌ لِلْمُفْتَرِينَ الْجَاحِدِينَ - عِنْدَ انْقِضَاءِ مُدَّةِ مُوسى‏ عَبْدِي وَ حَبِيبِي وَ خِيَرَتِي -

1.في الكافي المطبوع : «فأعطتنيه».

2.في الكافي المطبوع : «فأشهد».

3.في الكافي المطبوع : «اُتيحت بعده بموسى» بدل «انتجب بعده موسى».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
550

أوّل الإيجاد إلى ما لا نهاية له من اللَّه تعالى بواسطة الخلق من الملك وغيره وبلا واسطة، وإضاءة القلوب، بل كلّ شي‏ء إنّما هي بها، لكن على التفاوت الناشئ من الإيمان ومراتبها والكفر ومنازلها، فلا إشكال في المقام بذكر الكافر ونسيانه، ولا بذكر المؤمن بدون الصلاة على محمّد وآله.
«عروق هادية» أي ساكنة، هدأ كمنع هداء وهدوءاً: سكن، وأهداه: سكّنه.

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ۱، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ : «قَالَ أَبِي عليه السلام لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ : إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً ، فَمَتى‏ يَخِفُّ عَلَيْكَ أَنْ أَخْلُوَ بِكَ فَأَسْأَلَكَ عَنْهَا ؟ فَقَالَ لَهُ الْجَابِرُ۲ : أَيَّ الْأَوْقَاتِ أَحْبَبْتَهُ ، فَخَلَا بِهِ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ ، فَقَالَ لَهُ : يَا جَابِرُ ، أَخْبِرْنِي عَنِ اللَّوْحِ الَّذِي رَأَيْتَهُ فِي يَدِ أُمِّي فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ مَا أَخْبَرَتْكَ بِهِ أُمِّي أَنَّهُ فِي ذلِكَ اللَّوْحِ مَكْتُوبٌ .
فَقَالَ جَابِرٌ : أَشْهَدُ بِاللَّهِ إِنِّي دَخَلْتُ عَلى‏ أُمِّكَ فَاطِمَةَ عليهما السلام فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَهَنَّيْتُهَا بِوِلَادَةِ الْحُسَيْنِ عليه السلام ، فَرَأَيْتُ‏۳ فِي يَدَيْهَا لَوْحاً أَخْضَرَ ظَنَنْتُ أَنَّهُ مِنْ زُمُرُّدٍ ، وَ رَأَيْتُ فِيهِ كِتَاباً أَبْيَضَ شِبْهَ لَوْنِ الشَّمْسِ ، فَقُلْتُ لَهَا : بِأَبِي وَ أُمِّي أَنْتَ‏۴ يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ ، مَا هذَا اللَّوْحُ؟ فَقَالَتْ : هذَا لَوْحٌ أَهْدَاهُ اللَّهُ تَعَالى‏۵ إِلى‏ رَسُولِ اللَّهِ‏۶ صلى اللَّه عليه وآله ، فِيهِ اسْمُ أَبِي وَ اسْمُ بَعْلِي وَ اسْمُ ابْنَيَّ وَ اسْمُ الْأَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِي ، وَ أَعْطَانِيهِ أَبِي لِيُبَشِّرَنِي بِذلِكَ .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى و محمّد بن عبد اللَّه، عن عبد اللَّه بن جعفر ، عن الحسن بن ظريف وعليّ بن محمّد، عن صالح بن أبي حمّاد ، عن بكر بن صالح».

2.في الكافي المطبوع : «جابر».

3.في الكافي المطبوع : «و رأيت».

4.في الكافي المطبوع : - «أنت».

5.في الكافي المطبوع : - «تعالى».

6.في الكافي المطبوع : «رسوله».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 123432
صفحه از 612
پرینت  ارسال به