557
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

مُوسى‏ عَمِّي .
فَقَالَ : أَخْبِرْنِي‏۱ عَنِ الْوَاحِدَةِ : أَخْبِرْنِي عَنْ وَصِيِّ مُحَمَّدٍ كَمْ يَعِيشُ مِنْ بَعْدِهِ ؟ وَ هَلْ يَمُوتُ أَوْ يُقْتَلُ ؟
قَالَ : «يَا هَارُونِيُّ ، يَعِيشُ بَعْدَهُ ثَلَاثِينَ سَنَةً لَا يَزِيدُ يَوْماً وَ لَا يَنْقُصُ يَوْماً ، ثُمَّ يُضْرَبُ ضَرْبَةً هاهُنَا - يَعْنِي عَلى‏ قَرْنِهِ - فَتُخْضَبُ هذِهِ مِنْ هذَا».
قَالَ : فَصَاحَ الْهَارُونِيُّ ، وَ قَطَعَ كُسْتِيجَهُ وَ هُوَ يَقُولُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، وَ أَنَّكَ وَصِيُّهُ ، يَنْبَغِي أَنْ تَفُوقَ وَ لَا تُفَاقَ ، وَ أَنْ تُعَظَّمَ وَ لَا تُسْتَضْعَفَ .
قَالَ : ثُمَّ مَضى‏ بِهِ عَلِيٌّ عليه السلام إِلى‏ مَنْزِلِهِ ، فَعَلَّمَهُ مَعَالِمَ الدِّينِ .

هديّة:

(بهيّ) يهمز ولا يهمز، فعيل عن البهاء.
و(حسان) كرجال جمع حسن.
(لِمَ ذاك) أي جِدُّك في السؤال. (مرتاداً لنفسي) طالباً لها ما فيه صلاحها.
(من غير تبسّم)، قيل: يعني تبسّم من غير ضحك، وقيل: يعني فتبسّم شبيهاً بالتبسّم، وقيل: يمكن «من غير تنسّم» بالنون مكان المفردة. و«التنسّم»: التنفّس، فكناية عن عدم انفتاح الشفتين.
في بعض النسخ : «أكذاك» مكان (أكذلك) باللام.
(قال: أسألك عن ثلاث فإن أجبتني) أي عن ثلاث متناسبة، ثمّ عن ثلاث اُخر كذلك ، ثمّ عن الأهمّ من جملة السبع.
و«الاهتزاز»: التحرّك، هززته هزّاً فاهتزّ: حرّكته، فتحرّك يعني وعن أوّل شجرة غرست فنبتت وتحرّكت.

1.في الكافي المطبوع : «قال : فأخبرني» بدل «فقال : أخبرني».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
556

رَأْسَهُ ، فَقَالَ : إِيَّاكَ أَعْنِي ، وَ أَعَادَ عَلَيْهِ الْقَوْلَ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : لِمَ ذَاكَ ؟ قَالَ : إِنِّي جِئْتُكَ مُرْتَاداً لِنَفْسِي ، شَاكّاً فِي دِينِي ، فَقَالَ : دُونَكَ هذَا الشَّابَّ ، قَالَ : وَ مَنْ هذَا الشَّابُّ؟ قَالَ : هذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ ، وَ هذَا أَبُو الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ابْنَيْ رَسُولِ اللَّهِ ، وَ هذَا زَوْجُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ .
فَأَقْبَلَ الْيَهُودِيُّ عَلى‏ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقَالَ : أَ كَذَلِكَ‏1 أَنْتَ ؟ قَالَ : «نَعَمْ».
قَالَ : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ ثَلَاثٍ وَ ثَلَاثٍ وَ وَاحِدَةٍ ، قَالَ : فَتَبَسَّمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام مِنْ غَيْرِ تَبَسُّمٍ ، وَ قَالَ : «يَا هَارُونِيُّ ، مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ سَبْعاً ؟» قَالَ : أَسْأَلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ فَإِنْ أَجَبْتَنِي ، سَأَلْتُ عَمَّا بَعْدَهُنَّ ، وَ إِنْ لَمْ تَعْلَمْهُنَّ ، عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ فِيكُمْ عَالِمٌ .
قَالَ عَلِيٌّ عليه السلام : «فَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ‏2 الَّذِي تَعْبُدُ3 ؛ لَئِنْ‏4 أَجَبْتُكَ فِي كُلِّ مَا تُرِيدُ لَتَدَعَنَّ دِينَكَ ، وَ لَتَدْخُلَنَّ فِي دِينِي ؟» قَالَ : مَا جِئْتُ إِلَّا لِذَاكَ ، قَالَ : «فَسَلْ».
قَالَ : أَخْبِرْنِي عَنْ أَوَّلِ قَطْرَةِ دَمٍ قَطَرَتْ عَلى‏ وَجْهِ الْأَرْضِ : أَيُّ قَطْرَةٍ هِيَ ؟ وَ أَوَّلِ عَيْنٍ فَاضَتْ عَلى‏ وَجْهِ الْأَرْضِ : أَيُّ عَيْنٍ هِيَ ؟ وَ أَوَّلِ شَيْ‏ءٍ اهْتَزَّ عَلى‏ وَجْهِ الْأَرْضِ : أَيُّ شَيْ‏ءٍ هُوَ ؟
فَأَجَابَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، فَقَالَ لَهُ : أَخْبِرْنِي عَنِ الثَّلَاثِ الأَخِيرِ5 : أَخْبِرْنِي عَنْ مُحَمَّدٍ : كَمْ لَهُ مِنْ إِمَامٍ عَدْلٍ ؟ وَ فِي أَيِّ جَنَّةٍ يَكُونُ ؟ وَ مَنْ سَاكَنَهُ مَعَهُ فِي جَنَّتِهِ ؟
فَقَالَ : «يَا هَارُونِيُّ ، إِنَّ لِمُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله اثْنَيْ عَشَرَ إِمَامَ عَدْلٍ ، لَا يَضُرُّهُمْ خِذْلَانُ مَنْ خَذَلَهُمْ ، وَ لَا يَسْتَوْحِشُونَ بِخِلَافِ مَنْ خَالَفَهُمْ ، وَ إِنَّهُمْ فِي الدِّينِ أَرْسَبُ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي فِي الْأَرْضِ ؛ وَ مَسْكَنُ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله فِي جَنَّتِهِ ، مَعَهُ أُولئِكَ الِاثْنَا عَشَرَ الْإِمَامَ الْعَدْلَ».
فَقَالَ : صَدَقْتَ وَ اللَّهِ الَّذِي لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ ؛ إِنِّي لَأَجِدُهَا فِي كُتُبِ أَبِي هَارُونَ ، كُتُبِهِ بِيَدِهِ وَ إِمْلَاءِ6

1.في الكافي المطبوع : «أ كذاك».

2.في الكافي المطبوع : «بالإله».

3.في الكافي المطبوع : «تعبده».

4.في الكافي المطبوع : + «أنا».

5.في الكافي المطبوع : «الأخر».

6.في الكافي المطبوع : «أملاه».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 119348
صفحه از 612
پرینت  ارسال به