569
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

يَقُومَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ؟
قَالَ : «فَصُمْ إِذاً يَا كَرَّامُ ، وَ لَا تَصُمِ الْعِيدَيْنِ ، وَ لَا ثَلَاثَةَ التَّشْرِيقِ ، وَ لَا إِذَا كُنْتَ مُسَافِراً ، وَ لَا مَرِيضاً ؛ فَإِنَّ الْحُسَيْنَ عليه السلام لَمَّا قُتِلَ ، عَجَّتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ مَنْ عَلَيْهَا1 وَ الْمَلَائِكَةُ ، فَقَالُوا : يَا رَبَّنَا ، ائْذَنْ لَنَا فِي هَلَاكِ الْخَلْقِ حَتّى‏ نُجْلِيهِمْ‏2 عَنْ جَدِيدِ الْأَرْضِ بِمَا اسْتَحَلُّوا حُرْمَتَكَ ، وَ قَتَلُوا صَفْوَتَكَ ؛ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالى‏ إِلَيْهِمْ : يَا مَلَائِكَتِي وَ يَا سَمَاوَاتِي وَ يَا أَرْضِيَ ، اسْكُنُوا ، ثُمَّ كَشَفَ حِجَاباً مِنَ الْحُجُبِ ، فَإِذَا خَلْفَهُ مُحَمَّدٌ وَ اثْنَا عَشَرَ وَصِيّاً لَهُ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ أَخَذَ بِيَدِ فُلَانٍ الْقَائِمِ مِنْ بَيْنِهِمْ ، فَقَالَ : يَا مَلَائِكَتِي وَ يَا سَمَاوَاتِي وَ يَا أَرْضِي ، بِهذَا أَنْتَصِرُ لِهذَا ، قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ» .

هديّة:

عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأصمّ المسمعي بصريّ، روى‏ عن مسمع بن كردين.
وكرّام بن عمر بن عبد الكريم؛ ضبطه في الإيضاح على صيغة المبالغة.۳(قال: فصم إذاً يا كرّام) من دلالات الإمامة، يعني فصم وانتظر الفرج المقضيّ المحتوم، فالفاء في (فإنّ الحسين عليه السلام) بيانيّة.
و«العجّ» بالفتح: رفع الصوت من المصيبة، عجّ كفرّ عجيجاً الأنين أيضاً.
(نجليهم) من الإجلاء بالجيم. وفي بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «نجدّهم» بالمهملة أو المعجمة بعد الجيم، جددت الشي‏ء كمدّاً جدّاً بالفتح: قطعته، ومنه: أوان الجداد بالفتح والكسر، وكذا جذذت الشي‏ء بالمعجمتين: قطعته أو كسرته.
و(جديد الأرض) وجهها.
(خلفه) أي وراء الحجاب.
وقرئ «فإذا خلقة محمّد» بالكسر والقاف والتاء المصدريّة، أي هيّأتهم وصورهم.
و«الانتصار»: الانتقام.

1.في الكافي المطبوع : «عليهما».

2.في الكافي المطبوع : «نجدّهم».

3.ايضاح الاشتباه ، ص ۲۵۷ ، الرقم ۵۳۳.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
568

كما يقال: قوامها عمادها لقيّمها۱ اهتماماً بالتوضيح والبيان.
(تسيخ بأهلها) بالسين المهملة والخاء المعجمة: تخسف بأهلها، والباء للتعدية.
(ولم ينظروا): ولم يمهلوا.

الحديث السابع عشر

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ أَبِي سَعِيدٍ۲رَفَعَهُ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : مِنْ وُلْدِيَ اثْنَا عَشَرَ نَقِيباً ، نُجَبَاءُ ، مُحَدَّثُونَ ، مُفَهَّمُونَ ، آخِرُهُمُ الْقَائِمُ بِالْحَقِّ ، يَمْلَؤُهَا عَدْلًا ، كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً» .

هديّة:

قيل في التوجيه لمثله أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله والد بالنظر إلى جميع الاُمّة، وقيل: ختن الرجل بمنزلة ابنه، وقيل: فاطمة عليها السلام داخلة في قوله: «من ولدي». وحديث حديث الملك معها عليها السلام مشهور، وقد سبق.۳
و«النجيب»: الكريم الحسب، وفي عرفهم عليهم السلام «النجيب» و«المنتجب» و«الصفوة» و«الطيّب» و«الطاهر» بمعنى المعصوم.

الحديث الثامن عشر

0.روى في الكافي بإسناده عَنْ سَهْلٍ، عَنْ ابْنِ شَمُّونٍ‏4 ، عَنْ الْأَصَمِّ ، عَنْ كَرَّامٍ ، قَالَ : حَلَفْتُ فِيمَا بَيْنِي وَ بَيْنَ نَفْسِي أَلَّا آكُلَ طَعَاماً بِنَهَارٍ أَبَداً حَتّى‏ يَقُومَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، فَدَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام‏5 ، فَقُلْتُ لَهُ : رَجُلٌ مِنْ شِيعَتِكُمْ جَعَلَ لِلَّهِ عَلَيْهِ أَلَّا يَأْكُلَ طَعَاماً بِنَهَارٍ أَبَداً حَتّى‏

1.في «الف» : «قيّمها».

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «و بهذا الإسناد عن أبي سعيد».

3.الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۴۰ ، باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام ، ح ۲ ؛ وفي الطبعة الجديدة ، ج ۱ ، ص ۵۹۶ ، ح ۶۳۸.

4.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن محمّد و محمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن الحسن بن شمّون».

5.في الكافي المطبوع : + «قال».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105323
صفحه از 612
پرینت  ارسال به