قُلْتُ : فَأَنْتَ صَاحِبُ السَّيْفِ ؟ قَالَ : «كُلُّنَا صَاحِبُ السَّيْفِ ، وَ وَارِثُ السَّيْفِ». قُلْتُ : فَأَنْتَ الَّذِي تَقْتُلُ أَعْدَاءَ اللَّهِ ، وَ يَعِزُّ بِكَ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ ، وَ يَظْهَرُ بِكَ دِينُ اللَّهِ ؟
فَقَالَ : «يَا حَكَمُ ، كَيْفَ أَكُونُ أَنَا وَ قَدْ بَلَغْتُ خَمْساً وَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ؟! وَ إِنَّ صَاحِبَ هذَا الْأَمْرِ أَقْرَبُ عَهْداً بِاللَّبَنِ مِنِّي ، وَ أَخَفُّ عَلى ظَهْرِ الدَّابَّةِ» .
هديّة:
(بين الركن والمقا)م أي الركن العراقي، وفيه الحجر الأسود ومقام إبراهيم عليه السلام.
(لَهاهُنَا بَعْدُ) أي في المدينة المنوّرة. قال برهان الفضلاء: والغرض من هذه الأجوبة مع ظهور غرض السائل من سؤاله الأوّل كما من سؤاله الآخر إفهامه عليه السلام السائل أنّ غرضك إن كان للَّه وتحصيل الثواب في مرابطة الإمام وملازمته فهو يحصل في ملازمة كلّنا، خرج بالسيف أم لا، وإلّا فلا، ولا كرامة.
وقرأ : «يهدى إلى اللَّه» على ما لم يسمّ فاعله من المجرّد، واحتمل المعلوم من الافتعال، فالدال المشدّدة أولاها منقلبة عن التاء، قال: يعني يهدي إلى علم اللَّه في ليالي القدر وغيرها.
(أقرب عهداً باللبن منّي) يعني أنا صرت إماماً، وأنا ابن ثمان وثلاثين سنة، والآن ابن خمس وأربعين سنة، والمهدي يصير إماماً في صغر السنّ، وكان أبو جعفر الباقر عليه السلام أمتن على ظهر الفرس ممّن هو في سنّه عليه السلام لعظم العظم وكثرة اللحم، ولا نظير للصاحب عليه السلام من الفرسان.
الحديث الثاني
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ۱، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْقَائِمِ ، فَقَالَ : «كُلُّنَا قَائِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ ، وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ حَتّى يَجِيءَ صَاحِبُ السَّيْفِ ، فَإِذَا جَاءَ صَاحِبُ السَّيْفِ ، جَاءَ بِأَمْرٍ غَيْرِ الَّذِي كَانَ» .