أَحُثُّكَ عَلى بِرِّهِ وَ طَاعَتِهِ ، وَ أَنْ تَطْلُبَ لِنَفْسِكَ أَمَاناً قَبْلَ أَنْ تَأْخُذَكَ الْأَظْفَارُ ، وَ يَلْزَمَكَ الْخِنَاقُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ؛ فَتَرَوَّحَ إِلَى النَّفَسِ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَ لَا تَجِدَهُ حَتّى يَمُنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ بِمَنِّهِ وَ فَضْلِهِ وَ رِقَّةِ الْخَلِيفَةِ - أَبْقَاهُ اللَّهُ - فَيُؤْمِنَكَ وَ يَرْحَمَكَ ، وَ يَحْفَظَ فِيكَ أَرْحَامَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله «وَ السَّلَامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى * إِنَّا قَدْ أُوحِىَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَ تَوَلَّى»۱».
قَالَ الْجَعْفَرِيُّ : فَبَلَغَنِي أَنَّ كِتَابَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليهما السلام وَقَعَ فِي يَدَيْ هَارُونَ ، فَلَمَّا قَرَأَهُ ، قَالَ : النَّاسُ يُحَمِّلُونِي عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ، وَ هُوَ بَرِيءٌ مِمَّا يُرْمَى بِهِ .
هديّة:
(يحيى بن عبداللَّه بن الحسن) المعروف بصاحب الديلم، خرج بعد خروج الحسين الملقّب بالنفس الزكيّة المقتول بفخّ، وخروج أخويه محمّد وإبراهيم المذكورين في حديث الصحيفة الكاملة السجّادية.
(فإنّه وصيّة اللَّه في الأوّلين ووصيّته في الآخرين) ناظرٌ إلى قوله تعالى في سورة النساء: «وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ»۲.
(من أعوان اللَّه) مراد ممّن قال بإمامته.
في بعض النسخ: «من تحنّنك»، أي من اشتياقك إلى الإمامة، وفي الأكثر: «من محبّتك» أي للإمامة.
(مع خذلانك) بالكسر، أي إيّانا أو مع أنّك مخذول ممنوع منها بفقدان أسبابها، (وقد شاورت) يعني الناس في دعوتهم لمن يرتضيه آل محمّد منهم.
(وقد احتجبتها) يعني احتجبت عن مشاورتي ولم تحضرها.
(فاستهويتم وأضللتم)، قيل: يعني ذهبتم بأهواء الناس وأضللتموهم. وقرأ برهان الفضلاء: «وقد شاورت» على الخطاب، أي شاورت فيها سرّاً ولم تجترئ على إعلانها، كما لم يجتري عليه أبوك من قبل، ولكلٍّ من القرائتين مؤيّد، ولعلّ للثاني أكثر.