لِطُغَاةِ الْعَرَبِ مِنْ أَمْرٍ قَدِ اقْتَرَبَ».
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، كَمْ مَعَ الْقَائِمِ عليه السلام مِنَ الْعَرَبِ ؟ قَالَ : «نَفَرٌ يَسِيرٌ».
قُلْتُ : وَ اللَّهِ ، إِنَّ مَنْ يَصِفُ هذَا الْأَمْرَ مِنْهُمْ لَكَثِيرٌ . قَالَ : «لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَنْ يُمَحَّصُوا ، وَ يُمَيَّزُوا ، وَ يُغَرْبَلُوا ، وَ يُسْتَخْرَجَ فِي الْغِرْبَالِ خَلْقٌ كَثِيرٌ» .
هديّة:
«الطغاة»: جمع الطاغي.
وفي ذكر العرب إيماء إلى أنّ قاتلهم من عسكر المهدي عليه السلام إنّما هو العجم.
(قد اقترب) تعليلٌ من العلل بالتحريك على ما ذكر في أواخر الباب السابق.
(يصف) أي يعرف كما ينبغي.
و«التمحيص»: الاختبار. وقد عرفت آنفاً أنّ معناه في الأصل جعل الشيء خالصاً ممّا لا يناسبه.
و(الغربال) بالكسر: معروف. قال برهان الفضلاء: يعني ويستخرج من الإيمان كثيرون، باقون في الغربال كالنخالة.
أقول: أي من الغربال كما من أرض كربلاء يوم القيامة.
الحديث الثالث
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّيْقَلِ ،۱عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، قَالَ : قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : «يَا مَنْصُورُ ، إِنَّ هذَا الْأَمْرَ لَا يَأْتِيكُمْ إِلَّا بَعْدَ إِيَاسٍ ؛ وَ لَا وَ اللَّهِ ، حَتّى تُمَيَّزُوا ؛ وَ لَا وَ اللَّهِ ، حَتّى تُمَحَّصُوا ؛ وَ لَا وَ اللَّهِ ، حَتّى يَشْقى مَنْ يَشْقى ، وَ يَسْعَدَ مَنْ يَسْعَدُ» .
هديّة:
أيس عدوّي كسمع، أياساً بالفتح: قنط. وكذا «يئس» بتقديم الياء. والمراد هنا الإشراف على القنوط.