93
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

الحديث الخامس‏

۰.روى في الكافي بإسناده، عَنْ صَفْوَانَ ،۱عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ،۲عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ : قَالَ : «إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يُعَذِّبَ أُمَّةً دَانَتْ بِإِمَامٍ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ ، وَ إِنْ كَانَتْ فِي أَعْمَالِهَا بَرَّةً تَقِيَّةً ؛ وَ إِنَّ اللَّهَ لَيَسْتَحْيِي أَنْ يُعَذِّبَ أُمَّةً دَانَتْ بِإِمَامٍ مِنَ اللَّهِ ، وَ إِنْ كَانَتْ فِي أَعْمَالِهَا ظَالِمَةً مُسِيئَةً» .

هديّة:

بيانه كسابقه.
و(يستحيى): استفعال من الحياء. قال الأخفش: «استحيى» بياء واحدة لغة بني تميم ، وبيائين لغة أهل الحجاز، وهو الأصل.۳ وقرئ بهما قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِى أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا»۴.
(أن يعذّب) أي بالنار؛ إذ النار حرام على الشيعة. وادّعى الصدوق في اعتقاداته الإجماع عليه،۵ فاستحياؤه تعالى يوجب على لطفه توفيق التوبة وعذاب العاصي من الشيعة - كما ورد في النصّ - إنّما هو في الدنيا بالفقر والمرض وغير ذلك من الآلام، وفي عقبات البرزخ في حجب مانعة من اطّلاع الملائكة عليه؛ فطوبى لنا ثمّ طوبى لنا، وويلٌ فويلٌ لأعدائنا؛ والحمد للَّه، وصلّى اللَّه على محمّدٍ وآله.

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن محمّد ، عن ابن جمهور ، عن أبيه ، عن صفوان».

2.في الكافي المطبوع : + «عن عبد اللَّه بن سنان».

3.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۲۴ (حيا).

4.البقرة (۲): ۲۶.

5.راجع : الاعتقادات ، ص ۵۸ ، باب الاعتقاد في المسألة والقبر.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
92

الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ» إِنَّمَا عَنى‏ بِهذَا أَنَّهُمْ كَانُوا عَلى‏ نُورِ الْإِسْلَامِ ، فَلَمَّا أَنْ تَوَلَّوْا كُلَّ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ خَرَجُوا بِوَلَايَتِهِمْ إِيَّاهُ مِنْ نُورِ الْإِسْلَامِ إِلى‏ ظُلُمَاتِ الْكُفْرِ ، فَأَوْجَبَ اللَّهُ لَهُمُ النَّارَ مَعَ الْكُفَّارِ «فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ»» .

هديّة:

«العتب» بالتحريك: الأمر الكريه، والشدّة والعقوبة والعتاب. وقيل: الظاهر - كما في بعض النسخ - : «ولا عطب» بالطاء المهملة في المواضع كلّها، أي لا هلاك.
أقول: أو الظاهر بدليل نصوص كثيرة مستفيضة ما هو في الأكثر، إذ المراد لا عتاب عليهم بالخطأ في الدِّين وإن عوقبوا بالمعصية في الدنيا أو عقبات البرزخ، فالمنقوطة أنسب، والنصوص الآتية شواهد.
هل الآيتان تمام آية الكرسي؟ قيل: لا، وهو الصحيح ،۱ وقيل: نعم.
والخبر نصّ في كفر غير الإماميّ.

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ حَبِيبٍ السِّجِسْتَانِيِّ ،۲عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : «قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏ : لَأُعَذِّبَنَّ كُلَّ رَعِيَّةٍ فِي الْإِسْلَامِ دَانَتْ بِوَلَايَةِ كُلِّ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ ، وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ فِي أَعْمَالِهَا بَرَّةً تَقِيَّةً ؛ وَ لَأَعْفُوَنَّ عَنْ كُلِّ رَعِيَّةٍ فِي الْإِسْلَامِ دَانَتْ بِوَلَايَةِ كُلِّ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللَّهِ ، وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ فِي أَنْفُسِهَا ظَالِمَةً مُسِيئَةً» .

هديّة:

في بعض النسخ : «نقيّة» بالنون، مكان التاء.
والعدالة والاتّصاف بالتقوى الظاهريّ متلازمان ظاهراً.

1.في «د» : - «وهو الصحيح».

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «وعنه ، عن هشام بن سالم ، عن حبيب السجستاني».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105174
صفحه از 612
پرینت  ارسال به