11
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

المنوّرة في بيان قوله: «والمعبّرون عنه جلّ وعزّ وهم الأنبياء»: «خصوص الحرمة والوجوب سمعيّان، وأصلهما عقليّان».۱
ومبنى كلامه ظاهر، وللكلام فيه طول وتحقيقه في موضعه إن شاء اللَّه تعالى .
في بعض النسخ : «مؤدّبين بالحكمة» مكان (في الحكمة). ولا يبعد كسر الدّال.
و(على) بمعنى «مع» أي مع مشاركتهم لهم في المخلوقيّة والهيئة البشريّة حسّاً، دون كيفيّة تلك الهيئة حقيقةً.
وحاصله : أنّهم غير مشاركين للناس في شي‏ءٍ من أحوالهم الحسّيّة والواقعيّة ، سوى المخلوقيّة حقيقة والهيئة البشريّة حسّاً الممتازة بكيفيّتها حقيقةً.
وقرأ برهان الفضلاء سلّمه اللَّه تعالى : «في سيّئ» على فعيل من السؤاى، في قبيح من أحوالهم.
(ممّا أتت) أي من أجل ما أتت. والفرق بين الدليل والبرهان أنّ الدليل قد يُطلق على القرينة المفيدة للظنّ ، والبرهان لا يطلق إلّا على ما يفيد العلم.
(يكون معه علم) أي عظيم ممتاز بكثرته وعظمه عن علم سائر الخلق. وتذكير الضمير باعتبار الشخص.
وقرئ : «عَلَم» بفتحتين ، أي معجزة .
(وجواز عدالته) أي ثبوت حجّته بعصمته «لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً»۲.

الحديث الثاني‏

0.روى في الكافي عَنْ النسيابوريين، عَنْ صَفْوَانَ‏3، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي

1.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۳۹ .

2.النساء (۴) : ۱۶۵ .

3.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى» .


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
10

العالية، ودلالةً - كما صرّح به برهان الفضلاء مولانا خليل اللَّه القزويني سلّمه اللَّه تعالى - على نفي شركةِ مخلوقٍ الخالقَ سبحانه في اسم جامد محض كالجسم والبلّور، وقد علم أنّه ذاتي لأفراده قطعاً وعين مسمّاه في الأذهان ، بخلاف المشتقّ. وأنّ ما ذكره أهل المنطق من المشتقّات مثالاً لبعض الذاتيّات فعلى المسامحة في المثال. والمحاط بالذهن مخلوق البتّة ، ومن ثَمّ يمتنع تصوّر كنه الخالق تعالى .
و«التعالي» مبالغة في العالي.
وقرأ برهان الفضلاء - سلّمه اللَّه تعالى - : «متغالباً» بعد «حكيماً» بالمعجمة والمفردة ، على المبالغة في الغالب.
في بعض النسخ : «ولم يجز» بالواو ، فخبر بعد خبر ل «كان» أو عطف على «كان» .
ونفى جواز أن يشاهده خلقُه ردٌّ على المخالفين والصوفيّة القدريّة لعنهم اللَّه ، وهم مصرّحون في كتبهم بأنّ الإنسان - أيُّ مَن كان وإن كان جوكيّاً كافراً - يصل لصفاء باطنه بالرياضات الكاملة - وإن كانت على خلاف حكم اللَّه تعالى في شريعته الغرّاء - إلى مرتبةٍ يشاهد فيها جمالَ اللَّه سبحانه بالاتّصال إلى المبادئ العالية في سلسلة العود ، فيحصل له بذلك جميع العلوم والمعارف من غير افتقار إلى الكتب وعلوم الحجج العاقلين عن اللَّه تعالى .
و«المحاجّة» كالتحاجّ : التخاصم والمخالفة.
وقال برهان الفضلاء: «كأنّه تصحيف، والظاهر: ويحاجبهم ويحاجبوه؛ بزيادة المفردة، أي يفارقهم ويفارقوه.
ووجه ظهوره غير ظاهر.
ف (ثبت) تفصيل ل «ثبت» جواب «لمّا».
و«السفير»: الرسول والمصلح بين القوم .
(وصفوته من خلقه) مثلّثة الصاد : مصطفاه بالعصمة والحكمة.
وقال الفاضل مولانا محمّد أمين الأسترآبادي ، نزيل مكّة المعظّمة ثمّ المدينة

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 156530
صفحه از 592
پرینت  ارسال به