105
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

فَقُلْتُ لَهُمْ: مَنْ قَيِّمُ الْقُرْآنِ؟ فَقَالُوا: ابْنُ مَسْعُودٍ قَدْ كَانَ يَعْلَمُ، وَ عُمَرُ يَعْلَمُ، وَ حُذَيْفَةُ يَعْلَمُ، قُلْتُ: كُلَّهُ؟ قَالُوا: لَا، فَلَمْ أَجِدْ أَحَداً يُقَالُ: إِنَّهُ يَعْلَمُ الْقُرْآنَ كُلَّهُ إِلَّا عَلِيّاً عليه السلام صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَ إِذَا كَانَ الشَّيْ‏ءُ بَيْنَ الْقَوْمِ، فَقَالَ هذَا: لَا أَدْرِي، وَ قَالَ هذَا: لَا أَدْرِي، وَ قَالَ هذَا: لَا أَدْرِي، وَ قَالَ هذَا: أَنَا أَدْرِي، فَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً عليه السلام كَانَ قَيِّمَ الْقُرْآنِ، وَ كَانَتْ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةً، وَ كَانَ الْحُجَّةَ عَلَى النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ أَنَّ مَا قَالَ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ حَقٌّ، فَقَالَ: «رَحِمَكَ اللَّهُ».
فَقُلْتُ: إِنَّ عَلِيّاً عليه السلام، لَمْ يَذْهَبْ حَتّى‏ تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ، كَمَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله، وَ أَنَّ الْحُجَّةَ بَعْدَ عَلِيٍّ عليه السلام الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما السلام، وَ أَشْهَدُ عَلَى الْحَسَنِ عليه السلام أَنَّهُ لَمْ يَذْهَبْ حَتّى‏ تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ، كَمَا تَرَكَ أَبُوهُ وَ جَدُّهُ، وَ أَنَّ الْحُجَّةَ بَعْدَ الْحَسَنِ الْحُسَيْنُ عليهما السلام، وَ كَانَتْ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةً، فَقَالَ: «رَحِمَكَ اللَّهُ». فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ، وَ قُلْتُ : وَ أَشْهَدُ عَلَى الْحُسَيْنِ عليه السلام أَنَّهُ لَمْ يَذْهَبْ حَتّى‏ تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليهما السلام، وَ كَانَتْ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةً، فَقَالَ: «رَحِمَكَ اللَّهُ». فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ، وَقُلْتُ: وَ أَشْهَدُ عَلى‏ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام أَنَّهُ لَمْ يَذْهَبْ حَتّى‏ تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام ، وَ كَانَتْ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةً ، فَقَالَ: «رَحِمَكَ اللَّهُ».
قُلْتُ : أَعْطِنِي رَأْسَكَ حَتّى‏ أُقَبِّلَهُ ، فَضَحِكَ.
قُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللَّهُ، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَبَاكَ لَمْ يَذْهَبْ حَتّى‏ تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ، كَمَا تَرَكَ أَبُوهُ، وَ أَشْهَدُ بِاللَّهِ أَنَّكَ أَنْتَ الْحُجَّةُ، وَ أَنَّ طَاعَتَكَ مُفْتَرَضَةٌ، فَقَالَ: «كُفَّ رَحِمَكَ اللَّهُ».
قُلْتُ : أَعْطِنِي رَأْسَكَ أُقَبِّلْهُ، فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ، فَضَحِكَ، وَ قَالَ: «سَلْنِي عَمَّا شِئْتَ، فَلَا أُنْكِرُكَ بَعْدَ الْيَوْمِ أَبَداً».

هديّة:

قد مرَّ هذا الحديث ببيانه في الباب الأوّل ، وذيله المتروك ثَمّة هو من قوله: (فقلت: إنّ عليّاً عليه السلام لم يذهب) إلى آخر الحديث.
(كُفَّ) على صيغة الأمر، يعني عن عَرضِك معرفتَك ، فإنّه كمالها لا حقيقة لها سواه؛ أو عن الكلام اليوم لمكان (بعد اليوم).
وقرأ برهان الفضلاء سلّمه اللَّه تعالى : «كَفُّ» بالفتح والتشديد منوّناً بالرفع، خبراً عن


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
104

هديّة:

المراد ب (العالِم) هنا خصوص الحجّة المعصوم العاقل عن اللَّه تعالى، ولذا أورده في هذا الباب، دون باب صحبة العلماء من كتاب العقل والجهل.
(واتّباعه) عطف تفسيرٍ ، لبيان دخول من لم يدرك من الشيعة صحبة الإمام عليه السلام.
(وطاعته) يحتمل الرفع والنصب ، للعطف والاستئناف البياني.
(مكسبة) كمرتبة اسم مكان، وكذا (ممحاة) لإفادة الكثرة .
(وذخيرة للمؤمنين) يعني كالذهب والفضّة للكافرين.
و«الرِّفعة» بالكسر : الشرف.
و(جميل) أي ذكرٌ جميل، أو جميل مذكور، أو أعمّ، فيشمل الحسنات الاُخرويّة أيضاً، وقيل: يعني مَلَكٌ اسمه جميل يُحشر معه.

الحديث الخامس عشر

۰.روى في الكافي عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى‏، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: إِنَّ اللَّهَ أَجَلُّ وَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعْرَفَ بِخَلْقِهِ، بَلِ الْخَلْقُ يُعْرَفُونَ بِاللَّهِ، قَالَ:«صَدَقْتَ». قُلْتُ: إِنَّ مَنْ عَرَفَ أَنَّ لَهُ رَبّاً فَقَدْ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَعْرِفَ أَنَّ لِذلِكَ الرَّبِّ رِضًا وَ سَخَطاً، وَ أَنَّهُ لَا يُعْرَفُ رِضَاهُ وَ سَخَطُهُ إِلَّا بِوَحْيٍ أَوْ رَسُولٍ، فَمَنْ لَمْ يَأْتِهِ الْوَحْيُ، فَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَطْلُبَ الرُّسُلَ، فَإِذَا لَقِيَهُمْ عَرَفَ أَنَّهُمُ الْحُجَّةُ۱، وَ أَنَّ لَهُمُ الطَّاعَةَ الْمُفْتَرَضَةَ.
فَقُلْتُ لِلنَّاسِ: أَ لَيْسَ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله كَانَ هُوَ الْحُجَّةَ مِنَ اللَّهِ عَلى‏ خَلْقِهِ؟ قَالُوا: بَلى‏، قُلْتُ : فَحِينَ مَضى‏ صلى اللَّه عليه وآله مَنْ كَانَ الْحُجَّةَ؟ قَالُوا: الْقُرْآنُ، فَنَظَرْتُ فِي الْقُرْآنِ فَإِذَا هُوَ يُخَاصِمُ بِهِ الْمُرْجِئُ وَ الْقَدَرِيُّ وَ الزِّنْدِيقُ - الَّذِي لَا يُؤْمِنُ بِهِ حَتّى‏ يَغْلِبَ الرِّجَالَ بِخُصُومَتِهِ - فَعَرَفْتُ أَنَّ الْقُرْآنَ لَا يَكُونُ حُجَّةً إِلَّا بِقَيِّمٍ، فَمَا قَالَ فِيهِ مِنْ شَيْ‏ءٍ كَانَ حَقّاً .

1.في «الف» : + «من اللَّه على خلقه» .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 142384
صفحه از 592
پرینت  ارسال به