107
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

الأئمّة عليهم السلام‏۱، فعلى هذا لا حاجة إلى ما قيل من أنّه إذا فعل واحد منهم عليهم السلام فعلاً ، جاز أن يُنسب إليهم جملةً ؛ لأنّه فعل المعصوم، وهم من نور واحد.
ومن بطون الآية ما ذكر برهان الفضلاء من أنّ الركوع في الآية بمعنى الفقر أيضاً، أو الضعف أيضاً، قال الشاعر:




لا تهين الفقير علّك أنتركعَ يوماً والدهر قد رفعه‏۲
أي وهم مستضعفون بأخذ أعداءِ اللَّه حقَّهم غصباً، قال اللَّه تعالى في سورة القصص: «وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِى الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ»۳. ولتخصيص الأوصاف بالأئمّة عليهم السلام لم يقصد بالإيمان - سواء كان بمعنى التصديق ، أو بمعنى إعطاء الأمان والأمنيّة - إلّا الفرد الأكمل الذي لا أكمل منه، وكذا بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، مع الإشارة بأنّها باطلة من أعدائهم ؛ لعدم تحقّق الشروط والأركان وغيرهما من موجبات التقرّب والقبول.

الحديث السابع عشر

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى‏۴، قَالَ ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ:«السَّمْعُ وَ الطَّاعَةُ أَبْوَابُ الْخَيْرِ ، السَّامِعُ الْمُطِيعُ لَا حُجَّةَ عَلَيْهِ، وَ السَّامِعُ الْعَاصِي لَا حُجَّةَ لَهُ، وَ إِمَامُ الْمُسْلِمِينَ تَمَّتْ حُجَّتُهُ وَ احْتِجَاجُهُ يَوْمَ يَلْقَى اللَّهَ تَعَالىَ» ثُمَّ قَالَ: «يَقُولُ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ : «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسِ بِإِمَمِهِمْ»».

1.الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۸۸ ، باب ما نصّ اللَّه عزّوجلّ و رسوله على الأئمّة عليهم السلام واحداً فواحداً ، ح ۳ ؛ و عنه في الوسائل ، ج ۹ ، ص ۴۷۷ ، ح ۱۲۵۳۴ ، و فيهما هكذا : «فأنزل اللَّه عزّوجلّ فيه هذه الآية و صيّر نعمة اُولاده بنعمته ، فكلّ من بلغ من اُولاده مبلغ الإمامة يكون بهذه الصفة مثله ، فيتصدّقون و هم راكعون» .

2.هو من قصيدة للأضبط بن قريع السعدي . راجع : أمالي القالي ، ج ۱ ، ص ۱۰۸ ؛ و شرح شافية ابن الحاجب ، ج ۲ ، ص ۲۳۲ .

3.القصص (۲۸): ۵.

4.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن حمّاد ، عن عبدالأعلى» .


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
106

المبتدأ المحذوف، أي هذا كفّ. قال: و«الكفّ» : جمعك ما تحتاج إليه ومِلْأُك الإناء إلى رأسه، والنّعمة. والكلّ مناسب.
و(اُقبّله) مجزوم في جواب الأمر، ويجوز نصبه بتقدير الناصب.
(فلا اُنكرُك) أي لا أحسبك مُنكَراً أجنبيّاً ؛ لأنّك من خلّص الشيعة . وقيد (الأبد)دلالة على دخول الإيمان داخلَ قلبه ، فطوبى له ، ثمّ طوبى له.

الحديث السادس عشر

۰.روى في الكافي بإسناده بطريقين‏۱عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ۲، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: الْأَوْصِيَاءُ طَاعَتُهُمْ مُفْتَرَضَةٌ؟ قَالَ:«نَعَمْ، هُمُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ : «أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الْأَمْرِ مِنكُمْ»۳ وَ هُمُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالىَ : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَ كِعُونَ»۴».

هديّة:

طريقا إسناد هذا الحديث غيرُ طريقي نظيره، وهو الحديث السابع في هذا الباب.
«الَّذِينَ يُقِيمُونَ» عطف بيان ، أو بدل ، أو خبر مبتدأ محذوف؛ أي هم الّذين.
«وَهُمْ رَ كِعُونَ» حالٌ من فاعل «وَيُؤْتُونَ».
وقد ورد في بعض الروايات صدور إعطاء الخاتم في الركوع عن جميع

1.الظاهر هنا و كذا عند نقل الحديث السابع من هذا الباب وقوع خطأ في كلام الشارح في تعبيره «بطريقين» ، لأنّ للروايتين في الكافي المطبوع طريق واحد فقط ، اللّهم إلّا أن يراد من «الطريقين» مجموع طريق الحديث السابع و هذا الحديث المنتهيين إلى الحسين بن أبي العلاء ، و لكن هذا لايلائم مع قوله في الشرح بافتراق الطريقين في هذا الحديث مع الطريقين في الحديث السابع ، فتأمّل .

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقي، عن القاسم بن محمّد الجوهري ، عن الحسين بن أبي العلاء» .

3.النساء (۴۹: ۵۹.

4.المائدة (۵): ۵۵.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 142320
صفحه از 592
پرینت  ارسال به