111
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

في تفسير هذه الآية من سورة البقرة۱ بإسناده عن أبي عبداللَّه الصادق عليه السلام قال: «ظننتُ أنّ اللَّه تعالى عنى بهذه الآية جميع أهل القبلة من الموحِّدين، أفترى من لا تجوز شهادته في الدنيا على صاعٍ من تمرٍ ، يطلب اللَّه شهادتَه يوم القيامة ويقبلها منه بحضرة جميع الاُمم الماضية؟ كلّا لم يعنِ اللَّه مثلَ هذا من خلقه ، يعني الاُمّة التي وجبت لها دعوة إبراهيم: «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ»۲.۳
والآية الثانية هكذا في سورة الحجّ: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِى اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِى هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ»۴، قيل: والتسمية هنا بمعنى رفع اللَّه تعالى ، وتَعْلِيَته إيّاهم عليهم السلام على الناس ، أنسب؛ لمكان الألف واللام، والمناسب لها بمعنى ذكر الاسم «مسلمين» بدون الألف واللام؛ يعني هو تعالى ذكر في كتبه إنّا أئمّة المسلمين، كما أنّ في هذا القرآن قوله: «لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ» دليلٌ على ذلك.
(فمن صدّق) يعني تصديق إمامتنا في الدنيا يوجب تصديقُنا إيمان المصدِّق في الآخرة.
وقرأ برهان الفضلاء: «فمن صَدَق» كنصر «ومن كَذَب» كضرب؛ يعني من صدق في الدنيا أنّه مؤمن بولايتنا في الدنيا ، فله تصديقُنا إيمانَه في الآخرة.
وعلى هذا لا حاجة إلى حمل التصديق على الحقيقي المتحقّق بمطابقة القلب واللسان ، فأولى من الأوّل.

1.البقرة (۲) : ۱۴۳ .

2.آل عمران (۳): ۱۱۰.

3.تفسير العيّاشي ، ج ۱ ، ص ۶۳ ، ح ۱۱۴ ؛ و عنه في البحار ، ج ۲۳ ، ص ۳۵۰ ، ح ۵۸ .

4.الحجّ (۲۲): ۷۶ - ۷۸.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
110

المشارَ إليهم ل (هؤلاء) الشهداءُ المتضمّنُ لهم قوله تعالى: «بِشَهِيدٍ».
وروى محمّد بن شهرآشوب المازندراني رحمة اللَّه عليه في مناقبه بإسناده عن الصادق عليه السلام قال: «إنّما أنزل اللَّه: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً»۱، قال: ولا يكون شهداء على الناس إلّا الأئمّة والرُّسل، فأمّا الاُمّة فإنّه غير جائز أن يستشهدها اللَّه‏۲وفيهم من لا يجوز شهادته في الدنيا على حُزْمة بَقْلٍ».۳
والآية في سورة البقرة.
الجوهري : «الحُزْمة» بضمّ المهملة وسكون الزاي : من الحطَب وغيره.

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ، عَنْ ابْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ الْعِجْلِيِ‏۴، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالىَ :«وَكَذ لِكَ جَعَلْنَكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ»فقَالَ:«نَحْنُ الْأُمَّةُ الْوُسْطى‏، وَ نَحْنُ شُهَدَاءُ اللَّهِ عَلى‏ خَلْقِهِ، وَ حُجَجُهُ فِي أَرْضِهِ».
قُلْتُ: قَوْلُ اللَّهِ تَعَالىَ : «مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَ هِيمَ»؟ قَالَ: «إِيَّانَا عَنى‏ خَاصَّةً ، «هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ» فِي الْكُتُبِ الَّتِي مَضَتْ «وَ فِى هَذَا» الْقُرْآنِ «لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ»؛ فَرَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله الشَّهِيدُ عَلَيْنَا بِمَا بَلَّغَنَا عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ، وَ نَحْنُ الشُّهَدَاءُ عَلَى النَّاسِ، فَمَنْ صَدَّقَ، صَدَّقْنَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ وَ مَنْ كَذَّبَ، كَذَّبْنَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

هديّة:

«وَسَطًا» أي عدلاً، أو واسطة بين الرسول وسائر اُمّته صلى اللَّه عليه وآله ؛ إذ ليس المراد إلّا الأئمّة عليهم السلام بنصّ «لِّتَكُونُوا» ونصوص من الأخبار، وقد روى العيّاشي في تفسيره

1.البقرة (۲): ۱۴۳.

2.في المصدر : + «على الناس» .

3.المناقب ، ج ۴ ، ص ۱۷۹ ؛ و عنه في البحار ، ج ۲۳ ، ص ۳۵۱ ، ح ۶۳ .

4.السند في الكافي المطبوع هكذا : «الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ، عن عمر بن اُذينة، عن بريد العجلي» .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 151612
صفحه از 592
پرینت  ارسال به