113
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

قُلْتُ: قَوْلُهُ: «يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَ جَهِدُوا فِى اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ» .
قَالَ: «إِيَّانَا عَنى‏، وَ نَحْنُ الْمُجْتَبَوْنَ، وَ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏ - فِي الدِّينِ مِنْ ضَيْقٍ‏۱، فَالْحَرَجُ أَشَدُّ مِنَ الضِّيقِ «مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَ هِيمَ» : إِيَّانَا عَنى‏ خَاصَّةً۲«هُوَ سَمّاكُمُ الْمُسْلِمينَ» : اللَّهُ تَعَالىَ سَمَّانَا الْمُسْلِمِينَ «مِنْ قَبْلُ»فِي الْكُتُبِ الَّتِي مَضَتْ «وَ فِى هَذَا»الْقُرْآنِ «لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ»۳ فَرَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله الشَّهِيدُ عَلَيْنَا بِمَا بَلَّغَنَا عَنِ اللَّهِ تَعَالى‏، وَ نَحْنُ الشُّهَدَاءُ عَلَى النَّاسِ، فَمَنْ صَدَّقَ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَدَّقْنَاهُ، وَ مَنْ كَذَّبَ كَذَّبْنَاهُ».

هديّة:

بيانه كسابق سابقه. وقيل: «الفاء» في (فالحرج) للتفريع ، وضع الدليل موضع المدلول، والتقدير: فلم يجعل اللَّه في الدِّين من حرج؛ لأنّ الحرج أشدّ من الضيق.
أقول: لعلّ المراد بيان وجه التعبير عن الضيق بالحرج وأنّه أشدّه، والمنفيّ هو أدناه ، بأنّ أدناه في الدِّين من اللَّه أشدّه .
ونصب «مِّلَّةَ» بتقدير «أعني» .
(يومَ القيامة صدّقناه) تقديم الظرف للاهتمام الحقيقي المفيد للحصر الادّعائي ، بأنّه كأنّه هو التصديق حقيقةً.

الحديث الخامس‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ الْيَمَانِيِ‏۴، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، قَالَ:«إِنَّ اللَّهَ تَعَالىَ طَهَّرَنَا وَ عَصَمَنَا، وَ جَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلى‏ خَلْقِهِ وَ حُجَّتَهُ فِي أَرْضِهِ، وَ جَعَلَنَا

1.في الكافي المطبوع : «حرج» .

2.في الكافي المطبوع : + «و» .

3.الحجّ (۲۲): ۷۷ - ۷۸.

4.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني» .


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
112

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَّالِ‏۱، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ :«أَفَمَن كَانَ عَلَى‏ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ»فَقَالَ:«أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام الشَّاهِدُ عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله عَلى‏ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ».

هديّة:

(الحلّال) بالمهملة : بيّاع الشّيرج ، وهو دُهن السِّمسِم.۲
والمراد ب «أبي الحسن» هو الرِّضا عليه السلام، والآية في سورة هود.۳«عَلَى‏ بَيِّنَةٍ» أي حجّةٍ قاطعة بالدلالات والمعجزات . وأكبر معجزاته أميرُ المؤمنين عليه السلام وهو القرآن الناطق ، والقرآن وهو أكبر الثقلين إعزازاً، كما أنّه عليه السلام أعظمهما إعجازاً ، وأعلى المعجزاتِ الشاهداتِ على صدق دعواه صلى اللَّه عليه وآله، قال اللَّه تعالى في سورة الرّعد: «قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ»۴.
«مِّنْهُ» أي ممّن كان على بيّنةٍ من ربّه.

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ۵، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ الْعِجْلِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام: قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏ :«وَكَذلِكَ جَعَلْنَكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا»۶؟
قَالَ:
«نَحْنُ الْأُمَّةُ الْوُسَطى‏۷، وَ نَحْنُ شُهَدَاءُ اللَّهِ تَعَالىَ عَلى‏ خَلْقِهِ، وَ حُجَجُهُ فِي أَرْضِهِ».

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «و بهذا الإسناد عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ ، عن أحمد بن عمر الحلّال .

2.يقال له بالفارسيّة : كنجد . راجع : لغة دهخدا ، مادّة (سمسم).

3.هود (۱۱) : ۱۷ .

4.الرعد (۱۳): ۴۳.

5.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير» .

6.البقرة (۲): ۱۴۳.

7.في «الف» والكافي المطبوع : «الوسط» .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 147786
صفحه از 592
پرینت  ارسال به