117
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

هديّة:

يحيى بن القاسم أبو محمّد، يُعرف بأبي بصير الأسدي ، مولاهم كوفي تابعي، مات سنة خمسين ومائة بعد أبي عبداللَّه عليه السلام؛ قال الشيخ في رجاله‏۱ . وقيل: كان يكنّى «أبا محمّد» في الحضور، و«أبا بصير» في الغيبة.
ووقوع (بلى) في جواب الاستفهام المحض مقام «نعم» نادرٌ في كلامهم، ولذا قالت النُّحاة: وقوعها كذا كثير في كلام الرُّواة خلاف القياس‏۲. وأنت خبير بأنّ الأصل عبارة الكتاب والسنّة المسموعة من المعصوم أو المضبوطة من المتكلّم معه من غير إنكارٍ منه.
(ماتت الآية) بمعنى زالت أو ذهبت، جزاءٌ ل (نزلت)، وكذا (مات الكتاب) للشرط الأوّل؛ يعني لو لم يكن في كلّ زمان عالم عاقل عن اللَّه تعالى ، هادٍ إلى آيات القرآن كما اُنزلت ، للزم ذلك ، ولكنّه حجّة إلى يوم القيامة ، فقيّمه أيضاً كذلك.
وقيل: يعني «بعض الآيات» وإن كان نزوله في معيّن من السعداء أو الأشقياء يجري في جميع نظرائه من الفريقين .
وهو كما ترى ؛ لمكان (على رجل) مكان «في رجل» وانتفاء المناسبة سياقاً والفائدة مقاماً.

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ۳، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالى‏ :«إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِ‏ّ قَوْمٍ هَادٍ»فَقَالَ:«رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله الْمُنْذِرُ، وَ عَلِيٌّ عليه السلام الْهَادِي، أَمَا وَ اللَّهِ، مَا ذَهَبَتْ مِنَّا، وَ مَا زَالَتْ فِينَا إِلَى السَّاعَةِ».

هديّة:

يعني الإمامة من عند اللَّه تعالى، أو الهداية إلى آيات القرآن كما اُنزلت إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله.

1.رجال الشيخ الطوسي ، ص ۳۲۱ ، الرقم ۴۷۹۲ .

2.راجع : مغني اللبيب ، ج ۱ ، ص ۱۱۳ .

3.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان ، عن منصور ، عن عبدالرحيم القصير» .


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
116

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ ابْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ الْعِجْلِيِ‏۱، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالىَ :«إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِ‏ّ قَوْمٍ هَادٍ»فَقَالَ:«رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله الْمُنْذِرُ ، وَ لِكُلِّ زَمَانٍ مِنَّا هَادٍ يَهْدِيهِمْ إِلى‏ مَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله، ثُمَّ الْهُدَاةُ مِنْ بَعْدِهِ عَلِيٌّ عليه السلام، ثُمَّ الْأَوْصِيَاءُ عليهم السلام وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ».

هديّة:

أي (ولكلّ) أهل (زمانٍ مِنّا هادٍ). وتقديم الظرف لإفادة الحصر .
(يهديهم) يفيد أنّ المعنى: يهديهم من بعد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله إلى ما جاء به وهدى إليه.
وقد يُراد بكلمة التراخي مجرّد العطف على الاستئناف البياني كما هنا بقرينة (من بعده) يعني فالهداة من بعده أوصياؤه عليهم السلام : عليّ عليه السلام ثمّ الحسن عليه السلام ثمّ الحسين عليه السلام إلى قائمهم عليهم السلام. ووجه إفراد أوّلهم بالذِّكر أوّلاً ظاهر ، أو التقدير : (ثمّ) أعلَمْ (الهُداة)كما قال برهان الفضلاء. وقيل: «من بعده» أي أمّا الهادي من بعده.

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ سَعْدَانَ‏۲، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام :«إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِ‏ّ قَوْمٍ هَادٍ»؟ فَقَالَ:«رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله‏الْمُنْذِرُ، وَ عَلِيٌّ الْهَادِي عليه السلام، يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، هَلْ مِنْ هَادٍ الْيَوْمَ؟» قُلْتُ: بَلى‏ جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا زَالَ مِنْكُمْ هَادٍ مِنْ بَعْدِ هَادٍ حَتّى‏ دُفِعَتْ إِلَيْكَ، فَقَالَ: «رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، لَوْ كَانَتْ إِذَا نَزَلَتْ آيَةٌ عَلى‏ رَجُلٍ، ثُمَّ مَاتَ ذلِكَ الرَّجُلُ مَاتَتِ الْآيَةُ، مَاتَ الْكِتَابُ، وَ لكِنَّهُ حَيٌّ يَجْرِي فِيمَنْ بَقِيَ كَمَا جَرى‏ فِيمَنْ مَضى‏».

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن ابن اُذينة، عن بريد العجلي» .

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «الحسين بن محمّد الأشعري ، عن معلّى بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن سعدان» .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 121307
صفحه از 592
پرینت  ارسال به