133
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

الحديث السادس‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ‏۱، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالىَ :«يُرِيدُونَ لِيُطْفُِوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَ هِهِمْ»قَالَ:«يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا وَلَايَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام بِأَفْوَاهِهِمْ».
قُلْتُ: قَوْلُهُ تَعَالى‏ : «وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ»؟ قَالَ: «يَقُولُ: وَ اللَّهُ مُتِمُّ الْإِمَامَةِ، وَ الْإِمَامَةُ هِيَ النُّورُ، وَ ذلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ : «فََامِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِى أَنزَلْنَا»»، قَالَ: «النُّورُ هُوَ الْإِمَامُ».

هديّة:

سابق الآية في سورة الصفّ هكذا: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا»۲ الآية.
وفي رواية حفص عن عاصم وقراءة الكسائي وابن كثير وحمزة «مُتِمُّ نُورِهِ» على الإضافة وقراءة الباقين : «مُتِمٌّ» بالتنوين ونصب «نوره». ومثل ذلك في تفسيره : (واللَّه متمّ الإمامة) أي في كلّ قرن إلى يوم القيامة.
وفي قوله عليه السلام: (النور هو الإمام) في تفسير الآية من سورة التغابن‏۳ إشارةٌ إلى أنّ تفسير المخالفين «النور» هنا بالقرآن لا يضرّ؛ لأنّ نور القرآن لا يظهر إلّا بنور الإمام عليه السلام.

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن عبيداللَّه ، عن محمّد بن الحسين و موسى بن عمر ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمّد بن الفضيل .

2.الصفّ (۶۱): ۷ و ۸ .

3.التغابن (۶۴) : ۸ .


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
132

بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ‏1 * وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ * أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِى بَحْرٍ لُجِّىٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ»2 الآية.
وفي الحديث: «إيّاك ومصاحبة الكذّاب ، فإنّه بمنزلة السراب، يُقرِّب لك البعيد ، ويُبعّد لك القريب».3
و«القيعة» بالكسر : المفازة. و(الظمآن) كعطشان لفظاً ومعنى ، بزيادة الظّمآن في المعنى. و«اللجّيّ» بالتشديدين : في النسبة إلى اللجّة، وهي معظم الماء.
قال الزمخشري في كشّافه: «المشكوة» هي الكوّة في الجدار غير النافذة فيه، و«المصباح» سراج ضخم ثاقب، و«الدّرّي» منسوب إلى الدّرّ، أي أبيض متلألأ .4«لَمْ يَكَدْ يَرَلهَا» مبالغة في لم يرها؛ أي لم يقرب أن يراها ، فضلاً عن أن يراها، وما أسخف هنا تفسير المخالفين والقدريّة بتمحّلات بعيدة واهية ، بعد بنائهم التفسير على تشبيه اللَّه سبحانه نوره بنور مشكوة دُكْنَة5 مسودّة من دخّان غليظ كثيف كما ترى.
والآية الأخيرة من سورة الحديد6.
وسيجي‏ء إن شاء اللَّه تعالى مثل الخبر ببيانه عن عليّ بن جعفر عن أخيه موسى‏ عليه السلام.

1.]مابين المعقوفتين أضفناه من المصحف الشريف.

2.النور (۲۴): ۳۵ - ۴۰.

3.الكافي ، ج ۲ ، ص ۳۷۶ ، باب مجالسة أهل المعاصي ، ح ۷ ؛ و ص ۶۴۱ ، باب من تكره مجالسته و مرافقته ، ح ۷ ؛ و عنه البحار ، ج ۷۱ ، ص ۲۰۸ ، ح ۴۴ .

4.الكشّاف ، ج ۳ ، ص ۲۴۱ .

5.الدُكْنة : لون يضرب إلى الغُبرة بين الحمرة والسواد . راجع : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۵۷ (دكن).

6.الحديد (۵۷) : ۱۲ .

تعداد بازدید : 139648
صفحه از 592
پرینت  ارسال به