137
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

(يدعى فيكسى) أي في الآخرة بحلل الجنّة وتشريف الإمامة ، كما في الدنيا، قال اللَّه تعالى: «يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ»۱.
و«الاستنطاق» في الآخرة طلب النطق بالحمد والثناء والشهادة والشفاعة .
(وفصل الخطاب) أي المفصول المبيّن أو الفاصل بين الحقّ والباطل ، وهو علم القرآن.
(ما سبقني) أي من علم ما مضى .
(ما غاب عنّي) أي من علم ما يأتي.
(اُبشّر) على المتكلّم المعلوم من التفعيل؛ أي بحسنة الدنيا والآخرة .
(واُؤَدِّي) أي بعد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله ما جاء به؛ كلّ ذلك استئناف لبيان أنّ كلّ ذلك إنّما هو بإذن اللَّه تبارك وتعالى.

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ شَبَابٍ الصَّيْرَفِيِ‏۲، عَنْ سَعِيدٍ الْأَعْرَجِ، قَالَ:
دَخَلْتُ أَنَا وَ سُلَيْمَانُ بْنُ خَالِدٍ عَلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، فَابْتَدَأَنَا، وَقَالَ‏۳:
«يَا سُلَيْمَانَ بْنَ خالِدٍ۴، مَا جَاءَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يُؤْخَذُ بِهِ، وَ مَا نَهى‏ عَنْهُ يُنْتَهى‏ عَنْهُ، جَرى‏ لَهُ مِنَ الْفَضْلِ مَا جَرى‏ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله، وَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله الْفَضْلُ عَلى‏ جَمِيعِ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ، الْمُعَيِّبُ عَلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام فِي شَيْ‏ءٍ مِنْ أَحْكَامِهِ كَالْمُعَيِّبِ عَلَى اللَّهِ - عَزَّ وَ جَلَّ - وَ عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ‏۵ صلى اللَّه عليه وآله، وَ الرَّادُّ عَلَيْهِ فِي صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ عَلى‏ حَدِّ الشِّرْكِ بِاللَّهِ؛ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام بَابَ اللَّهِ الَّذِي

1.الإسراء (۱۷): ۷۱.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن محمّد و محمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن الوليد شباب الصيرفي» .

3.في الكافي المطبوع : ««فقال» .

4.في الكافي المطبوع : - «بن خالد» .

5.في الكافي المطبوع: «رسوله» بدل «رسول اللَّه».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
136

و«ما» في (كثيراً ما) زائدة لتأكيد الكثرة .
(قسيم اللَّه) فعيل بمعنى الفاعل للمبالغة كالفاروق ، أي قسيمٌ بإذن اللَّه.
(وأنا صاحب العصا) فسّر الطبرسي في مجمع البيان «العصا» بعصا موسى ، و«المِيْسَم» بالكسر بخاتم سليمان.۱
وقال برهان الفضلاء: «صاحب العصا» يعني صاحب آلة إعانة الإسلام وتقويته وحفظه، ومن هنا يعبّر عن الاختلاف فيه بشقّ عصا المسلمين، أي توهينها وتضعيفها.
و(المِيْسَم) بالكسر : المكواة : ما يكوى به أفخاذ الخيل واُصول آذان أنعام الصدقة وغير ذلك.
(ولقد أقرّت) إشارة إلى تفسير قوله تعالى في سورة النجم: «إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى»۲، وقد مرّ في الباب التاسع من كتاب التوحيد .
(ولقد حُمِلْتُ) على ما لم يسمّ فاعله ، إمّا على المتكلّم من باب ضرب ، كما ضبطه برهان الفضلاء، فالحمولة بالضمّ بمعنى الأحمال، يعني أثقال منصب الإمامة ؛ يعني ولقد حمل ربّي على مثل ما حمل على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله من تحمّل مشاقّ منصب الإمامة. وإمّا على المتكلّم من التفعيل، فالحَمولة بالفتح، وهي الإبل التي تحمل ، وكلّ ما احتمل عليه الحيّ من فرس وغيره حمولةٌ، كذا في الصحاح‏۳.
فالبناء على الأوّل على تشبيه المشاقّ بالأثقال، وعلى الثاني على تشبيه الدّولة مثلاً على المطيّة مثلاً.
والأوّل أولى لما لا يخفى.
والإضافة في (حَمولة الرّب) تفيد التخصيص ، بأنّ تعيين الإمام إنّما هو من عند اللَّه سبحانه .

1.راجع : مجمع البيان ، ج ۷ ، ص ۳۶۶ ، ذيل آية ۸۲ من سورة النمل .

2.النجم (۵۳): ۱۶.

3.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۶۷۸ (حمل) .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 121296
صفحه از 592
پرینت  ارسال به