لَا يُؤْتى إِلَّا مِنْهُ، وَ سَبِيلَهُ الَّذِي مَنْ سَلَكَ بِغَيْرِهِ هَلَكَ، وَ بِذلِكَ جَرَتِ الْأَئِمَّةُ عليهم السلام وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ أَرْكَانَ الْأَرْضِ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ، وَ الْحُجَّةَ الْبَالِغَةَ عَلى مَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ وَ مَنْ تَحْتَ الثَّرى».
وَ قَالَ: «قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: أَنَا قَسِيمُ اللَّهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ، وَ أَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ، وَ أَنَا صَاحِبُ الْعَصَا وَ الْمِيسَمِ، وَ لَقَدْ أَقَرَّتْ لِي جَمِيعُ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحُ بِمِثْلِ مَا أَقَرَّتْ لِمُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله، وَ لَقَدْ حُمِلْتُ عَلى مِثْلِ حَمُولَةِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله وَ هِيَ حَمُولَةُ الرَّبِّ، وَ إِنَّ مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله يُدْعى فَيُكْسى وَ يُسْتَنْطَقُ، وَ أُدْعى فَأُكْسى وَأُسْتَنْطَقُ، فَأَنْطِقُ عَلى حَدِّ مَنْطِقِهِ، وَ لَقَدْ أُعْطِيتُ خِصَالًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: عُلِّمْتُ عِلْمَ۱ الْمَنَايَا وَ الْبَلَايَا وَ الْأَنْسَابَ وَ فَصْلَ الْخِطَابِ، فَلَمْ يَفُتْنِي مَا سَبَقَنِي، وَ لَمْ يَعْزُبْ عَنِّي مَا غَابَ عَنِّي، أُبَشِّرُ بِإِذْنِ اللَّهِ، وَ أُؤَدِّي عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، كُلُّ ذلِكَ مَكَّنَنِيَ اللَّهُ فِيهِ بِإِذْنِهِ».
هديّة:
بيانه كسابقه الممتاز بتفاوت يسير في الألفاظ.
و(المعيب) على اسم الفاعل من الإفعال أو التفعيل، عاب الشيء وعابه غيره ، يتعدّى ولا يتعدّى، وأعابه، وعليه : نسبه إلى العيب ، كعيّبه وعليه تعييباً.
الحديث الثالث
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ۲، عَنْ أَبي عَبْدِ اللَّهِ الرِّيَاحِيُّ، عَنْ أَبِي الصَّامِتِ الْحُلْوَانِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام، قَالَ:«فَضْلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : مَا جَاءَ بِهِ آخُذُ بِهِ، وَ مَا نَهى عَنْهُ أَنْتَهِي عَنْهُ، جَرى لَهُ مِنَ الطَّاعَةِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مَا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وَ الْفَضْلُ لِمُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله، الْمُتَقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالْمُتَقَدِّمِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ صلى اللَّه عليه وآله، وَ الْمُتَفَضِّلُ عَلَيْهِ