سورة الحشر : «كَىْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ»۱.
وإنّما هو عليه السلام صاحب دولة الدول ؛ لأنّ بدولته عليه السلام اتّصلت دولة الإسلام إلى يوم القيام، أو لأنّ دولته دولة سيّد الكائنات صلى اللَّه عليه وآله ودولته دولة الدول ، فإشارة إلى عدم الفرق في افتراض طاعتهما عليهما السلام.
وقال بعض المعاصرين:
و«الكرّات»: الرجعات إلى الدنيا ، و«دولة الدول» : غلبة الغلبات، ثمّ قال: وقيل: وكلتاهما عبارة عن الخصلة الخامسة والبواقي عن السادسة، وقيل: العلوم الأربعة عبارة عن الخصلة الاُولى للاشتراك ، وعن الاُولى والثانية لامتياز أوّليها عن الأخيرين بالكلّية والجزئيّة ، فكلتا الخصلتين أي الكرّات والدول عبارة عن الثالثة، انتهى.۲
أقول : قصده من «الرجعات إلى الدنيا» إن كان رجعته عليه السلام في زمان المهدي عليه السلام ، فلا وجه للفظ الجمع إلّا بتأويل أنّ رجعته عليه السلام أصلٌ بالنظر إلى سائر الرجعات الصادرة من غيره عليه السلام، و إن كان بناء على طريقة القدريّة و أهل التناسخ و زنادقة الفلاسفة من القول بالقدم والإيجاب واقتضاء الطبائع أفاعيل الدنيا و النزول والصعود في سلسلتي البدو والعود ، و عود الأدوار بعد عدّة من الأحقاب إلى ما كانت عليه بعينه من الأحوال ، فبشّره بدخوله تحت قول ربّ العالمين «أُوْلَئكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلَئكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ».۳(والدابّة التي تكلّم الناس) ناظر إلى قوله تعالى في سورة النمل: «وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنْ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ»۴، فإمّا مجرور معطوف على «العصا»، أو مرفوع معطوف على «الصاحب».