141
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

سورة الحشر : «كَىْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ»۱.
وإنّما هو عليه السلام صاحب دولة الدول ؛ لأنّ بدولته عليه السلام اتّصلت دولة الإسلام إلى يوم القيام، أو لأنّ دولته دولة سيّد الكائنات صلى اللَّه عليه وآله ودولته دولة الدول ، فإشارة إلى عدم الفرق في افتراض طاعتهما عليهما السلام.
وقال بعض المعاصرين:
و«الكرّات»: الرجعات إلى الدنيا ، و«دولة الدول» : غلبة الغلبات، ثمّ قال: وقيل: وكلتاهما عبارة عن الخصلة الخامسة والبواقي عن السادسة، وقيل: العلوم الأربعة عبارة عن الخصلة الاُولى للاشتراك ، وعن الاُولى والثانية لامتياز أوّليها عن الأخيرين بالكلّية والجزئيّة ، فكلتا الخصلتين أي الكرّات والدول عبارة عن الثالثة، انتهى.۲
أقول : قصده من «الرجعات إلى الدنيا» إن كان رجعته عليه السلام في زمان المهدي عليه السلام ، فلا وجه للفظ الجمع إلّا بتأويل أنّ رجعته عليه السلام أصلٌ بالنظر إلى سائر الرجعات الصادرة من غيره عليه السلام، و إن كان بناء على طريقة القدريّة و أهل التناسخ و زنادقة الفلاسفة من القول بالقدم والإيجاب واقتضاء الطبائع أفاعيل الدنيا و النزول والصعود في سلسلتي البدو والعود ، و عود الأدوار بعد عدّة من الأحقاب إلى ما كانت عليه بعينه من الأحوال ، فبشّره بدخوله تحت قول ربّ العالمين «أُوْلَئكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلَئكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ».۳(والدابّة التي تكلّم الناس) ناظر إلى قوله تعالى في سورة النمل: «وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنْ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ»۴، فإمّا مجرور معطوف على «العصا»، أو مرفوع معطوف على «الصاحب».

1.الحشر (۵۹): ۷.

2.الوافي ، ج ۱۳ ، ص ۵۱۷ .

3.البقرة (۲) : ۱۶۱ .

4.النمل (۲۷): ۸۲ .


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
140

على القراءة المشهورة، وقرئ بالفتحات من التفعّل بمعنى المتفضّل، أي لا تطلبوا الزيادة والتعدّي عن حدّ الطاعة بالإفراط والتفريط.
و«العَمَد» بفتحتين جمع العمود ، وكذا بضمّتين .
و(رابطةً) بالنصب عطف على «الأركان»، وهو جمع الرابط بمعنى المرابط في الثغور للجهاد، أو بمعنى الناظم للاُمور؛ أو مفرد بمعنى الواسطة.
واحتمال «رابطه» على الإضافة بالضمير الراجع إلى اللَّه أو إلى الإسلام، كما ترى.
(اُمناء اللَّه) أي هم اُمناء اللَّه (على ما أَهْبَطَ). يحتمل المعلوم وخلافه .
و«العذر» : الحجّة واستمحاء الإساءة . و«النذر» : التخويف .
في بعض النسخ : «لا يدخلها» بإفراد الضمير، فإلى كلِّ واحد .
(على حدّ قَسْمي) بفتح القاف وسكون السّين، و«القَسْم» بالفتح : مصدر «قسمت الشي‏ء» كضرب، وبالكسر : الحظّ والنصيب من الخير .
(لمن بعدي) من الأئمّة .
(عمّن كان قبلي) من الحجج .
(المدعوّ باسمه) يعني في نصّ الكتاب بالنبوّة والرسالة، ولا نبيّ بعده.
و(الستّ) وصف للخصال والوصايا .
(وصايا) الأنبياء عليهم السلام.
و(الكرّات) أي في الحروب التي لم تشتدّ قوّة الإسلام إلّا بها، ولم تكسّر فقرات الكفّار إلّا بسيفه ذي الفقار.
(ودَولة الدول) بفتح الدال في المفرد وكسرها وضمّها وفتحها في الجمع.
قال عيسى بن عمر: الدولة بفتح الدال وضمّها في المال والحرب سواء.۱ وقال عمرو بن العلاء: الدولة بالضمّ : في المال ، وبالفتح: في الحرب.۲ قال اللَّه تعالى في

1.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۷۰۰ (دول).

2.نفس المصدر السابق .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 121246
صفحه از 592
پرینت  ارسال به