وقيل: بل وجه التسمية رجاؤهم النجاةَ بدون العمل أو ترجيتُهم الفسّاقَ.
وأمّا القدريّة ، فقالت الأشاعرة وكثيرون : هم المعتزلة ؛ لإنكارهم كون أفعالِ العباد تحت مشيئة اللَّه وقَدَرِه ، بقولهم إنّها بمجرّد مشيّتهم وقدرهم بالاستطاعة التامّة.
قال الفاضل الأسترآبادي: قوله: «المرجئ والقدري» دلالة على أنّ القدريّ هو المعتزلي۱ ؛ لأنّ المرجئة طائفة من الأشاعرة.
وقالت المعتزلة: بل هم الأشاعرة ؛ لنسبتهم أفعال العباد إلى قَدَرِه تعالى من دون اختيارهم فيها أصلاً.
والأصحّ أنّهم الصوفيّة ، إمّا لتضييقهم على أنفسهم برياضات شاقّة مخالفة لشرع العدل الحكيم سبحانه ؛ فمن القدر بمعنى الضيق ، ومنه «ليلة القدر» لتضيّق الأمكنة بنزول الملائكة والروح فيها بإذن ربّهم إلى حضرة إمام الزمان، وقال اللَّه تعالى: «اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ»۲، وقال سبحانه: «وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ»۳، فسّر بعلم أن لن نضيّق عليه رزقه، وإمّا لإثباتهم القَدَرَ المعلومَ للَّه سبحانه - باعتقادهم - ثبوتَ الأقدار المتفاوتة له تعالى في مراتب طريقَيِ النزول والصعود، ومنازل سلسلتَيِ البدو والعود، ومجالَيِ التشكّلات والأطوار في مجاري الشؤون بالأدوار.
ولقولهم۴ - كالمجوس - بتعدّد الظلمة في وحدة النور، وتعدّد النور في وحدة الظلمة. قال صلى اللَّه عليه وآله: «القدريّة مجوس هذه الاُمّة».۵
1.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۳۹ .
2.الرعد (۱۳) : ۲۶.
3.الأنبياء (۲۱) : ۸۷.
4.أي الصوفية.
5.جامع الأخبار، ص ۱۶۱؛ عوالى اللآلي ، ج ۱ ، ص ۱۶۶ ، ح ۱۷۵؛ سنن أبي داود، ج ۲، ص ۴۱۰، ح ۴۶۹۱؛ المستدرك للحاكم النيشابوري، ج ۱، ص ۸۵؛ السنن الكبرى للبيهقي، ج ۱۰، ص ۲۰۷. وفي التوحيد، ص ۳۸۲، ح ۲۹ عن أبي عبد اللَّه عليه السلام. وفي تفسير القمّي، ج ۱، ص ۲۲۶، عن أبي جعفر عليه السلام. وفي ثواب الأعمال، ص ۲۱۳ عن عليّ عليه السلام .