«وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ»۱ الآية في سورة القصص.
«فَتَعْساً لَهُمْ»۲ الآية في سورة محمّد.
«كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ»۳ الآية في سورة المؤمن.
و«التّعس»: الهلاك. (أتعسهم): أهلكهم.
وقرئ: (قلب متكبّر) على التوصيف والإضافة.
الحديث الثاني
۰.روى في الكافي بإسناده عن السّرّاد۴، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ غَالِبٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي خُطْبَةٍ لَهُ يَذْكُرُ فِيهَا حَالَ الْأَئِمَّةِ عليهم السلام وَ صِفَاتِهِمْ:«إِنَّ اللَّهَ تَعَالى أَوْضَحَ بِأَئِمَّةِ الْهُدى مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّنَا عَنْ دِينِهِ، وَ أَبْلَجَ بِهِمْ عَنْ سَبِيلِ مِنْهَاجِهِ، وَ فَتَحَ۵ بِهِمْ عَنْ بَاطِنِ يَنَابِيعِ عِلْمِهِ؛ فَمَنْ عَرَفَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله وَاجِبَ حَقِّ إِمَامِهِ، وَجَدَ طَعْمَ حَلَاوَةِ إِيمَانِهِ، وَ عَلِمَ فَضْلَ طُلَاوَةِ إِسْلَامِهِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالى نَصَبَ الْإِمَامَ عَلَماً لِخَلْقِهِ، وَ جَعَلَهُ حُجَّةً عَلى أَهْلِ مَوَادِّهِ وَ عَالَمِهِ، وَ أَلْبَسَهُ اللَّهُ تَاجَ الْوَقَارِ، وَ غَشَّاهُ مِنْ نُورِ الْجَبَّارِ، يَمُدُّ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ، لَا يَنْقَطِعُ عَنْهُ مَوَادُّهُ ، وَ لَا يُنَالُ مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِجِهَةِ أَسْبَابِهِ، وَ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ أَعْمَالَ الْعِبَادِ إِلَّا بِمَعْرِفَتِهِ؛ فَهُوَ عَالِمٌ بِمَا يَرِدُ عَلَيْهِ مِنْ مُلْتَبِسَاتِ۶ الدُّجى، وَ مُعَمِّيَاتِ السُّنَنِ، وَ مُشَبِّهَاتِ الْفِتَنِ .
فَلَمْ يَزَلِ اللَّهُ تَعَالى يَخْتَارُهُمْ لِخَلْقِهِ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ عليه السلام مِنْ عَقِبِ كُلِّ إِمَامٍ يَصْطَفِيهِمْ لِذلِكَ وَ يَجْتَبِيهِمْ، وَ يَرْضى بِهِمْ لِخَلْقِهِ وَ يَرْتَضِيهِمْ، كُلَّمَا مَضى مِنْهُمْ إِمَامٌ، نَصَبَ لِخَلْقِهِ مِنْ عَقِبِهِ إِمَاماً عَلَماً بَيِّناً، وَ هَادِياً نَيِّراً، وَ إِمَاماً قَيِّماً، وَ حُجَّةً عَالِماً، أَئِمَّةً مِنَ اللَّهِ، يَهْدُونَ بِالْحَقِّ، وَ بِهِ