157
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

وَ أَحْيَا بِهِ مَنَاهِجَ سَبِيلِهِ، وَ فَرَائِضَهُ وَ حُدُودَهُ، فَقَامَ بِالْعَدْلِ عِنْدَ تَحْيِيرِ أَهْلِ الْجَهْلِ ، وَ تَجْبِيرِ۱أَهْلِ الْجَدَلِ، بِالنُّورِ السَّاطِعِ ، وَ الشِّفَاءِ النَّافِعِ، بِالْحَقِّ الْأَبْلَجِ، وَ الْبَيَانِ اللَّائِحِ مِنْ كُلِّ مَخْرَجٍ، عَلى‏ طَرِيقِ الْمَنْهَجِ، الَّذِي مَضى‏ عَلَيْهِ الصَّادِقُونَ مِنْ آبَائِهِ عليهم السلام، فَلَيْسَ يَجْهَلُ حَقَّ هذَا الْعَالِمِ إِلَّا شَقِيٌّ، وَ لَا يَجْحَدُهُ إِلَّا غَوِيٌّ، وَ لَا يَصُدُّ عَنْهُ إِلَّا جَرِيٌّ عَلَى اللَّهِ».

هديّة:

في بعض النسخ: «منح» بدل (فتح) أي أعطى بسببهم.
(أبلج): أوضح.
و«الطلاوة» مثلّثة الطاء: الحسن والقبول.
(أهل موادّه) بالتشديد: جمع «المودّ» محلّ المحبّة، أي الطاعات؛ أو جمع «المادّة» أي موادّ رحمته، وهي سماواته وأرضه.
(غشّاه) بالتشديد، و«من» للتبعيض.
(يمدّ) على المعلوم: ينموا.
(عنه): عن الإمام.
(أسبابه): أسباب الإمام.
(ملتبِسات) بكسر المفردة و«المشبّهات» بفتحها: من التفعيل.
في بعض النسخ. «يرتضيهم» مكان (يرضى بهم).
(أئمّة) على الرفع، أي هم أئمّة.
(بالحقّ) أي بالقرآن، وبالقرآن يظهرون العدالة بين الخلق.
(يدين بهم العباد). في بعض النسخ: «يدين بهداهم العباد» فعلى الأوّل أي بوسيلتهم، وعلى الثاني بهدايتهم أو بسيرتهم؛ لاحتمال الضمّ والفتح. و«الهَدْي» بالفتح وسكون الدال: السيرة.
(يستهلّ): يتنوّر.

1.في حاشية «ألف»: «تجبّر».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
156

يَعْدِلُونَ، حُجَجُ اللَّهِ وَ دُعَاتُهُ وَ رُعَاتُهُ عَلى‏ خَلْقِهِ، يَدِينُ بِهِمْ‏۱ الْعِبَادُ، وَ يَسْتَهِلُ‏۲ بِنُورِهِمُ الْبِلَادُ، وَ يَنْمُو بِبَرَكَتِهِمُ التِّلَادُ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ حَيَاةً لِلْأَنَامِ، وَ مَصَابِيحَ لِلظَّلَامِ، وَ مَفَاتِيحَ لِلْكَلَامِ، وَ دَعَائِمَ لِلْإِسْلَامِ، جَرَتْ بِذلِكَ فِيهِمْ مَقَادِيرُ اللَّهِ عَلى‏ مَحْتُومِهَا.
فَالْإِمَامُ هُوَ الْمُنْتَجَبُ الْمُرْتَضى‏، وَ الْهَادِي الْمُنْتَجى‏، وَ الْقَائِمُ الْمُرْتَجَى، اصْطَفَاهُ اللَّهُ بِذلِكَ، وَ اصْطَنَعَهُ عَلى‏ عَيْنِهِ فِي الذَّرِّ حِينَ ذَرَأَهُ، وَ فِي الْبَرِيَّةِ حِينَ بَرَأَهُ ظِلاًّ قَبْلَ خَلْقِ‏۳ نَسَمَةٍ، عَنْ يَمِينِ عَرْشِهِ، مَحْبُوّاً بِالْحِكْمَةِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَهُ، اخْتَارَهُ بِعِلْمِهِ، وَ انْتَجَبَهُ لِطُهْرِهِ؛ بَقِيَّةً مِنْ آدَمَ عليه السلام، وَ خِيَرَةً مِنْ ذُرِّيَّةِ نُوحٍ، وَ مُصْطَفىً مِنْ آلِ إِبْرَاهِيمَ ، وَ سُلَالَةً مِنْ إِسْمَاعِيلَ، وَ صَفْوَةً مِنْ عِتْرَةِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، لَمْ يَزَلْ مَرْعِيّاً بِعَيْنِ اللَّهِ يَحْفَظُهُ وَ يَكْلَؤُهُ بِسِتْرِهِ، مَطْرُوداً عَنْهُ حَبَائِلُ إِبْلِيسَ وَ جُنُودِهِ ، مَدْفُوعاً عَنْهُ وُقُوبُ الْغَوَاسِقِ، وَ نُفُوثُ كُلِّ فَاسِقٍ، مَصْرُوفاً عَنْهُ قَوَارِفُ السُّوءِ ، مُبَرَّأً مِنَ الْعَاهَاتِ، مَحْجُوباً عَنِ الْآفَاتِ، مَعْصُوماً مِنَ الْفَوَاحِشِ‏۴ كُلِّهَا، مَعْرُوفاً بِالْحِلْمِ وَ الْبِرِّ فِي يَفَاعِهِ، مَنْسُوباً إِلَى الْعَفَافِ وَ الْعِلْمِ وَ الْفَضْلِ عِنْدَ انْتِهَائِهِ، مُسْنَداً إِلَيْهِ أَمْرُ وَالِدِهِ، صَامِتاً عَنِ الْمَنْطِقِ‏۵ فِي حَيَاتِهِ.
فَإِذَا انْقَضَتْ مُدَّةُ وَالِدِهِ، إِلى‏ أَنِ انْتَهَتْ بِهِ مَقَادِيرُ اللَّهِ إِلى‏ مَشِيئَتِهِ، وَ جَاءَتِ الْإِرَادَةُ مِنَ اللَّهِ فِيهِ إِلى‏ مَحَبَّتِهِ، وَ بَلَغَ مُنْتَهى‏ مُدَّةِ وَالِدِهِ، فَمَضى‏ وَ صَارَ أَمْرُ اللَّهِ إِلَيْهِ مِنْ بَعْدِهِ، وَ قَلَّدَهُ دِينَهُ، وَ جَعَلَهُ الْحُجَّةَ عَلى‏ عِبَادِهِ، وَ قَيِّمَهُ فِي بِلَادِهِ، وَ أَيَّدَهُ بِرُوحِهِ، وَ آتَاهُ عِلْمَهُ، وَ أَنْبَأَهُ فَصْلَ بَيَانِهِ، وَ اسْتَوْدَعَهُ سِرَّهُ، وَ انْتَدَبَهُ لِعَظِيمِ أَمْرِهِ، وَ أَنْبَأَهُ فَضْلَ بَيَانِ عِلْمِهِ، وَ نَصَبَهُ عَلَماً لِخَلْقِهِ، وَ جَعَلَهُ حُجَّةً عَلى‏ أَهْلِ عَالَمِهِ، وَ ضِيَاءً لِأَهْلِ دِينِهِ، وَ الْقَيِّمَ عَلى‏ عِبَادِهِ، رَضِيَ اللَّهُ بِهِ إِمَاماً لَهُمُ، اسْتَوْدَعَهُ سِرَّهُ، وَ اسْتَحْفَظَهُ عِلْمَهُ، وَ اسْتَخْبَأَهُ حِكْمَتَهُ، وَ اسْتَرْعَاهُ لِدِينِهِ،وَ انْتَدَبَهُ لِعَظِيمِ أَمْرِهِ،

1.في حاشية «الف»: «بهداهم». وفي حاشية «د» والكافي المطبوع: «بهديهم».

2.في الكافي المطبوع: «تستهلّ».

3.في حاشية «الف»: «خلقه».

4.في حاشية «الف» والكافي المطبوع: «معصوماً من الزلّات، مصوناً من الفواحش» بدل «معصوماً من الفواحش».

5.في حاشية «الف»: «النطق».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 147646
صفحه از 592
پرینت  ارسال به