17
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

واحد ، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والصاد تسعون ، كم معك؟» فقال الرجل: أحد وستّون‏۱ ومائة. فقال له جعفر بن محمّد عليه السلام: «إذا انقضت سنة إحدى وستّين‏۲ ومائة انقضى ملك أصحابك» . قال: فنظرنا فلمّا انقضت سنة إحدى وستّين‏۳ومائة يوم عاشوراء دخل المسودّة۴ الكوفة وذهب ملكهم».۵
وذكر في كتاب التواريخ أنّ الأخير من طواغيت بني اُميّة ، وهو مروان الحمار.
و(القَيّم) كسَيّد : المعدّل في الأمر . وقِوامه بالكسر ، وهو من القَوام - بالفتح - بمعنى العدل، قال اللَّه تعالى: «وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً»۶. والتأنيث في قوله تعالى: «وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ»۷ بإرادة الملّة الحنيفيّة أو المبالغة أو النقل. وقِوام الأمر بالكسر : نظامه وعماده، يُقال: فلان قِوام أهل بيته وقيام أهل بيته ، وهو الذي يقيم شأنهم. ومنه قوله تعالى: «وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ الَّتِى جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً»۸.

1.في المصدر : «وثلاثون» بدل «وستّون» .

2.في المصدر : «وثلاثين» بدل «وستّين» .

3.أي أصحاب الدعوة العبّاسيّة ، و سمّوا بها لأنّهم كانوا يلبسون ثياباً سوداً .

4.معاني الأخبار ، ص ۲۸ ، ح ۲۸ ؛ و عنه في البحار ، ج ۱۰ ، ص ۱۶۴ ، ح ۱ . وقال المجلسي في بيان هذا الخبر: «هذا الخبر لايستقيم إذا حمل على مدّة ملكهم لعنهم اللَّه ؛ لأنّه كان ألف شهر ، ولا على تأريخ الهجرة مع بعد ابتنائه عليه لتأخّر حدوث هذا التاريخ عن زمن الرسول صلى اللَّه عليه وآله ، ولا على تأريخ عام الفيل ؛ لأنّه يزيد على أحد و ستّين و مائة ، مع أنّ أكثر نسخ الكتاب أحد وثلاثون و مائة ، و هو لايوافق عدد الحروف . و قد أشكل عليّ حلّ هذا الخبر زماناً حتّى عثرت على اختلاف ترتيب الأباجد في كتاب عيون الحساب ، فوجدت فيه أنّ ترتيب «أبجد» عند المغاربة هكذا : أبجد ، هوّز ، حطّي ، كلمن ، صعفض ، فرست ، ثخذ ، ظغش ؛ فالصاد المهملة عندهم ستون ، والضاد المعجمة تسعون ، والسين المهملة ثلاثمائة ... فحينئذ يستقيم ما في أكثر النسخ من عدد المجموع ، ولعلّ الاشتباه في قوله : «والصاد تسعون» من النسّاخ لظنّهم أنّه مبنيّ على المشهور ، وحينئذٍ يستقيم إذا بني على البعثة ، أو على نزول الآية» .

5.الفرقان (۲۵): ۶۷.

6.البيّنة (۹۸): ۵.

7.النساء (۴): ۵.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
16

أو لقولهم - كالمجوس - بجواز نكاح ذوات المحارم ، كما نطق به ذلك الرومي في الدفتر الخامس من كتابه : إنّ المأمورات والمنهيّات الشرعيّة بمنزلة الدواء للمريض ، ويصل السالك المرتاض إلى مرتبة يكون فيها بصفاء باطنه غير محتاج إلى تلك الأدوية باستخلاصه من الأمراض النفسانيّة ، فهو فيها مطلق من قيد العبادة والمأمورات والمنهيّات كنكاح البنات والأخوات والاُمّهات.۱(حتّى يغلب) بالرفع . و«حتّى» تكون جارّة بمنزلة «إلى» الانتهاء، وتكون بمعنى «إلّا» في الاستثناء، وتكون عاطفة بمنزلة الواو ، وتكون حرف ابتداء يستأنف بها الكلام، فإن أدخلتها على المستقبل نصبته بإضمار «أن» ، تقول: سرتُ إلى الكوفة حتّى أدخلها . فإن كنت في حال دخولٍ رفعت ، وقرئ: «وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ»۲بالرفع ، فمَن نَصَبه جَعَلَه غايةً ، ومَن رَفَع جَعَلَه حالاً ، بمعنى : حتّى الرسول هذه حاله .
(إلّا بَقَيِّمٍ) دلالة على أنّ عِلْم القرآن - على ما صنعه تعالى - متضمّناً كلّ رطبٍ ويابس ، منحصراً علمُه بأجمعه في شأن صانعه سبحانه ، لا يحصل لأحدٍ إلّا لمن اُوحي إليه منه سبحانه ، بنَكْتٍ في قلبه أو نَقْرٍ في سمعه ، معصوم مرسل، أو محدّث مكمّل ، وأنّ مفرداته وإن كانت متكرّرة - كالألفات - وكذا مركّباته وآيه متضمّنةٌ كلّ واحد منها بخصوصه في موضعه سبعين معنى من القصص والأحكام والإخبار عن المغيّبات حتّى يتضمّن بألفاظه القدر الذي ترى جميع الرطب واليابس.
وقد روى الصدوق في كتاب معاني الأخبار بإسناده عن أبي جمعة رحمة بن صدقة قال: أتى رجل من بني اُميّة - وكان زنديقاً - جعفر بن محمّد عليه السلام فقال: قول اللَّه في كتابه: «المص»۳ أيّ شي‏ءٍ أراد بهذا؟ وأيّ شي‏ء فيه من الحلال والحرام؟ وأيّ شي‏ء فيه ممّا ينتفع به الناس؟ قال: فاغتاظ من ذلك جعفر بن محمّد عليه السلام فقال: «امسك ويحك! الألف

1.نقل بالمعنى غير مطابق لما في المثنوي في اللفظ والمراد. راجع: مثنوى معنوى، ديباجة الدفتر الخامس، ص ۷۲۶.

2.البقرة (۲): ۲۱۴.

3.الأعراف (۷): ۱.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 148096
صفحه از 592
پرینت  ارسال به