177
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

«فَسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ»؟ فَقَالَ: «نَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ، وَ نَحْنُ الْمَسْؤُولُونَ».
قُلْتُ: فَأَنْتُمُ الْمَسْؤُولُونَ، وَ نَحْنُ السَّائِلُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ».
قُلْتُ: حَقّاً عَلَيْنَا أَنْ نَسْأَلَكُمْ؟ قَالَ: «نَعَمْ».
قُلْتُ: حَقّاً عَلَيْكُمْ أَنْ تُجِيبُونَا؟ قَالَ: «لَا، ذَاكَ إِلَيْنَا، إِنْ شِئْنَا فَعَلْنَا، وَ إِنْ شِئْنَا لَمْ نَفْعَلْ، أَ مَا تَسْمَعُ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالى‏ : «هَذَا عَطَآؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ»؟».

هديّة:

(حقّاً) - في الموضعين - نُصِب على المصدريّة من عامل مقدّر.
(قال: لا) قيل: لعلّ المعنى: لا دائماً، إذ قد يجب الجواب كما قد يجب الإمساك، وبهذا دفع برهان الفضلاء - سلّمه اللَّه تعالى - المنافاة بين هذا الخبر وما مرّ في كتاب العقل من أنّ اللَّه تعالى لم يأخذ على الجهّال عهداً بطلب العلم، حتّى أخذ على العلماء عهداً ببذل العلم للجهّال.۱
أقول: لا شكّ أنّ معنى أخذ العهد ببذل العلم على العالم - بمعنى الإمام - أخذه ببذله بإذن اللَّه تعالى، فالمعنى: ذاك إلينا، إن شئنا الفعل بإذن اللَّه فعلنا، وإن شئنا الترك كذلك تركنا، ولعلّ في قوله تعالى في سورة ص: «هَذَا عَطَاؤُنَا»۲ إشارة إلى ما قلنا، فلا إشكال. وسيجي‏ء في الباب الثاني والخمسين أنّ المخاطب هو سليمان عليه السلام، فجرى في رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، وحكم أوصيائه حكمه صلى اللَّه عليه وآله.

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ۳، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ‏۴:«وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ»:«فَرَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله الذِّكْرُ، وَ

1.الكافي، ج ۱، ص ۴۱، باب بذل العلم، ح ۱؛ وفي الطبعة الجديدة، ج ۱، ص ۱۰۰، ح ۹۵.

2.ص (۳۸): ۳۹.

3.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عاصم بن حميد».

4.في حاشية «د»: «تعالى».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
176

وكما يُطلق «الذكر» على القرآن، يُطلق على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، قال اللَّه تعالى في سورة الطلاق: «قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً * رَسُولاً»۱، وفي سورة العنكبوت: «وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ»۲؛ سيجي‏ء في الحديث في كتاب فضل القرآن: «نحن ذكر اللَّه ونحن أكبر»،۳ والمراد من الذِّكر على جميع إطلاقه ما هو أبين الأسباب لتذكّر ربوبيّة ربّ العالمين، والذكر في آية سورة الزخرف «القرآن»، وسوف يحتمل أن يكون لمحض التأكيد.
ف «نحن المسؤولون» يعني عمّا يحتاج إليه الناس من الحلال والحرام، أو للاستقبال البعيد؛ وقد سبق أنّهم عليهم السلام أشهاد على الناس يوم القيامة.

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي عن الاثنين، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ، عَنْ عَمِّهِ‏۴، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام:«فَسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ»؟ قَالَ:«الذِّكْرُ مُحَمَّدٌ صلى اللَّه عليه وآله، وَ نَحْنُ أَهْلُهُ الْمَسْؤُولُونَ».
قَالَ: قُلْتُ: قَوْلُهُ: «وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ»؟ قَالَ: «إِيَّانَا عَنى‏، وَ نَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ، وَ نَحْنُ الْمَسْؤُولُونَ».

هديّة:

بيانه كسابقه.

الحديث الثالث‏

0. روى في الكافي عن الاثنين‏5، عَنِ الْوَشَّاءِ، قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا عليه السلام فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ

1.الطلاق (۶۵): ۱۰ - ۱۱.

2.العنكبوت (۲۹): ۴۵.

3.الكافي، ج ۲، ص ۵۹۸، كتاب فضل القرآن، ضمن ح ۱؛ وفي الطبعة الجديدة، ج ۴، ص ۵۹۴، ح ۳۴۷۳.

4.في الكافي المطبوع: «الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد بن اُورمة، عن عليّ بن حسّان، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير».

5.أي «الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 140456
صفحه از 592
پرینت  ارسال به