«فَسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ»؟ فَقَالَ: «نَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ، وَ نَحْنُ الْمَسْؤُولُونَ».
قُلْتُ: فَأَنْتُمُ الْمَسْؤُولُونَ، وَ نَحْنُ السَّائِلُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ».
قُلْتُ: حَقّاً عَلَيْنَا أَنْ نَسْأَلَكُمْ؟ قَالَ: «نَعَمْ».
قُلْتُ: حَقّاً عَلَيْكُمْ أَنْ تُجِيبُونَا؟ قَالَ: «لَا، ذَاكَ إِلَيْنَا، إِنْ شِئْنَا فَعَلْنَا، وَ إِنْ شِئْنَا لَمْ نَفْعَلْ، أَ مَا تَسْمَعُ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالى : «هَذَا عَطَآؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ»؟».
هديّة:
(حقّاً) - في الموضعين - نُصِب على المصدريّة من عامل مقدّر.
(قال: لا) قيل: لعلّ المعنى: لا دائماً، إذ قد يجب الجواب كما قد يجب الإمساك، وبهذا دفع برهان الفضلاء - سلّمه اللَّه تعالى - المنافاة بين هذا الخبر وما مرّ في كتاب العقل من أنّ اللَّه تعالى لم يأخذ على الجهّال عهداً بطلب العلم، حتّى أخذ على العلماء عهداً ببذل العلم للجهّال.۱
أقول: لا شكّ أنّ معنى أخذ العهد ببذل العلم على العالم - بمعنى الإمام - أخذه ببذله بإذن اللَّه تعالى، فالمعنى: ذاك إلينا، إن شئنا الفعل بإذن اللَّه فعلنا، وإن شئنا الترك كذلك تركنا، ولعلّ في قوله تعالى في سورة ص: «هَذَا عَطَاؤُنَا»۲ إشارة إلى ما قلنا، فلا إشكال. وسيجيء في الباب الثاني والخمسين أنّ المخاطب هو سليمان عليه السلام، فجرى في رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، وحكم أوصيائه حكمه صلى اللَّه عليه وآله.
الحديث الرابع
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ۳، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ۴:«وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ»:«فَرَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله الذِّكْرُ، وَ