181
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِ‏ّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآلِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِى الدِّينِ وَ لِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ» فَقَدْ فُرِضَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْأَلَةُ، وَ لَمْ يُفْرَضْ عَلَيْكُمُ الْجَوَابُ؟ قَالَ: «قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : «فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْ وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَلهُ»».

هديّة:

الآية الاُولى في النحل والأنبياء۱، وقد عرفت؛ والثانية في التوبة،۲ والثالثة في القصص.۳(فقد فُرِضَت)(ولم يُفْرَضْ) سؤال عن وجه عدم فرض الجواب مع تحقّق فرض السؤال في آية سورة النحل والأنبياء والتوبة.
والاستجابة هنا طلب الجواب كما صرّح به برهان الفضلاء، واللام في (لك)للسببيّة، أي بسبب أنّك حجّة.
ومذهب صاحب الكشّاف أنّ (أنّما) بالفتح يفيد الحصر ك «إنّما» بالكسر.۴ وخالفه جماعة من النحاة.۵
وقيل: الاستجابة هنا بمعنى تسليم الجواب، ومراده عليه السلام من الجواب بذكر الآية في سورة القصص: أنّ عليكم أن تستجيبوا لنا في كلّ ما نقول لكم، وليس لكم السؤال ب «لِمَ» و«كيف».
وقال بعض المعاصرين: «ولم يفرض» استفهام استبعاد، كأنّه استفهم السرّ فيه، فحاصل الجواب: أنّ الأولى بحالكم ألّا نجيبكم إلّا فيما نعلم أنّكم تستجيبونا فيه، فلو كنّا نُجيبكم عن كلّ ما سألتم، فربّما يكون في بعض ما نجيبكم ما لا تستجيبونا فيه، فتكونون من أهل هذه الآية.۶

1.النحل (۱۶): ۴۳؛ الأنبياء (۲۱): ۷.

2.التوبة (۹): ۱۲۲.

3.القصص (۲۸): ۵۰.

4.راجع: الكشّاف، ج ۳، ص ۱۸۴.

5.راجع: مغني اللبيب، ج ۱، ص ۴۰.

6.الوافي، ج ۳، ص ۵۳۰، ذيل ح ۱۰۵۴.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
180

و(بيده) متعلّق ب (قال) على تضمين معنى «أشار» أو لأنّ «قال» هنا بمعنى أشار. قال ابن الأنباري: «قال» لها معان: منها: أشار.۱
وهذا الخبر ممّا روته العامّة أيضاً بمعناه؛ قد روى الشهرستاني في تفسيره المسمّى بمفاتيح الأسرار عن جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّ رجلاً سأله، فقال: من عندنا يقولون قوله تعالى: «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ»۲: إنّ الذكر هو التوراة، وأهل الذِّكر هم علماء اليهود، فقال عليه السلام: «إذاً واللَّه يدعوننا إلى دينهم، بل نحن واللَّه أهل الذِّكر الذين أمر اللَّه تعالى بردّ المسألة إلينا».۳ قال الشهرستاني: وكذا نقل عن عليّ عليه السلام أنّه قال: «نحن أهل الذِّكر».۴

الحديث الثامن‏

۰.روى في الكافي عَنْ العِدَّة، عَنْ أَحْمَدَ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ:«قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما السلام : عَلَى الْأَئِمَّةِ مِنَ الْفَرْضِ مَا لَيْسَ عَلى‏ شِيعَتِهِمْ، وَ عَلى‏ شِيعَتِنَا مَا لَيْسَ عَلَيْنَا، أَمَرَهُمُ اللَّهُ تَعَالى‏ أَنْ يَسْأَلُونَا، قَالَ: «فَسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْأَلُونَا، وَ لَيْسَ عَلَيْنَا الْجَوَابُ، إِنْ شِئْنَا أَجَبْنَا، وَ إِنْ شِئْنَا أَمْسَكْنَا».

هديّة:

(أمرهم اللَّه تعالى) استئنافٌ بياني ل (الفرض) في الفقرة المعطوفة، والجواب عن السؤال في الفرض الخاصّ بهم عليهم السلام أيضاً إليهم؛ لما عرفت آنفاً.

الحديث التاسع‏

0.روى في الكافي عَنْ أَحْمَدَ، عَنْ البزنطي‏5، قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى الرِّضَا عليه السلام كِتَاباً، فَكَانَ فِي بَعْضِ مَا كَتَبْتُ: قَالَ اللَّهُ تَعَالى‏ : «فَسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالى‏ : «وَمَا

1.راجع: تاج العروس، ج ۱۵، ص ۶۴۰ (قول).

2.النحل (۱۶): ۴۳.

3.المطبوع منه مجلّدان وهما يتضمّنان تفسير سورة البقرة فقط، ولم نعثر على ما نقل فيهما.

4.نقل هذان الخبران عن المصدر في الوافي، ج ۳، ص ۵۲۶، ذيل ح ۱۰۴۶؛ والبحار، ج ۲۳، ص ۱۷۲.

5.في الكافي المطبوع: «أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 140235
صفحه از 592
پرینت  ارسال به