185
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ العجلي‏۱، عَنْ أَحَدِهِمَا عليهما السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالى‏ :«وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّ سِخُونَ فِى الْعِلْمِ»:«فَرَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله أَفْضَلُ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ، قَدْ عَلَّمَهُ اللَّهُ جَمِيعَ مَا أَنْزَلَ عَلَيْهِ مِنَ التَّنْزِيلِ وَ التَّأْوِيلِ، وَ مَا كَانَ اللَّهُ لِيُنْزِلَ عَلَيْهِ شَيْئاً لَمْ يُعَلِّمْهُ تَأْوِيلَهُ، وَ أَوْصِيَاؤُهُ مِنْ بَعْدِهِ يَعْلَمُونَهُ كُلَّهُ، وَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ تَأْوِيلَهُ إِذَا قَالَ الْعَالِمُ فِيهِمْ بِعِلْمٍ، فَأَجَابَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِقَوْلِهِ: «يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا» وَ الْقُرْآنُ خَاصٌّ وَ عَامٌّ، وَ مُحْكَمٌ وَ مُتَشَابِهٌ، وَ نَاسِخٌ وَ مَنْسُوخٌ، فَالرَّاسِخُونُ فِي الْعِلْمِ يَعْلَمُونَهُ».

هديّة:

قال اللَّه عزّ وجلّ في سورة آل عمران: «هُوَ الَّذِى أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِى الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الْأَلْبَابِ * رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ»۲.
الفاء في (فرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله) بيانيّة، وقد توهّم قوم بناءً على قراءة الوقف في هذه الآية من سورة آل عمران على (إلّا اللَّه) أنّه نظير قوله: «ولا يعلم الغيب إلّا اللَّه» فيدلّ على أنّ الراسخين في العلم لا يعلمون تأويل المتشابهات، فزعموا أنّ هذا الوقف يضرّ القائلين بأنّ الراسخين في العلم هم الأئمّة من أهل البيت عليهم السلام، ولا يضرّ على فرض صحّته؛ لإقرارهم بأنّ النبيّ عليه السلام كان يخبر عن الغيب بإذن اللَّه، ويعلم تأويل المتشابه بإذن اللَّه، فلا حاجة في دفع شبهتهم إلى الفرق بين «ما» و«لا» بأنّ الأوّل لنفي الحال، والثاني لنفي الحال والاستقبال، ليقال: إنّ الوقف على «إلّا اللَّه» يفيد أنّ تأويل المتشابه إنّما هو من

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عليّ بن محمّد، عن عبد اللَّه بن عليّ، عن إبراهيم، بن إسحاق، عن عبد اللَّه بن حمّاد، عن بريد بن معاوية».

2.آل عمران (۳): ۷ و ۸ .


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
184

الباب الثاني والعشرون‏ : بَابُ أَنَّ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ هُمُ الْأَئِمَّةُ عليه السلام‏

وأحاديثه كما في الكافي ثلاثة:

الحديث الأوّل‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ وَ عِمْرَانَ بْنِ عَلِيٍ‏۱، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ:«نَحْنُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ، وَ نَحْنُ نَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ».

هديّة:

أي (في العلم) بجميع القرآن؛ تفسير محكماته وتأويل متشابهاته. ومن الأوّليّات عند اُولي الألباب: أنّ العلم حقّاً بحقيقة الأشياء في مثل هذا النظام بذلك الشأن ليس لأحد - كما هو الحقّ - إلّا لمدبّره وصانعه ومن أخبره صانعُه، وأنّ صانعه العليم الحكيم لا يخبر عبداً من عباده بحقائق الأشياء إلّا أن يكون معصوماً وهو قادر على خلقه، ألا ترى أنّ السيّد لن يرضى في أمره الخطير إلّا أن يأمر به من هو ممتاز في غلمانه بالعقل والأمانة ونحوهما من الفضائل والمكارم.
والحديث تفسير لقوله تعالى: «وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِى الْعِلْمِ»۲. وفي تفسير هذه الآية في سورة آل عمران أقوال مختلفة للناس، ولا اختلاف في كلام العاقل عن اللَّه تعالى، وكفى بالخبر التالي حسماً لمادّة الخلاف إن شاء اللَّه تعالى.

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن أيّوب بن حرّ و عمران بن عليّ».

2.آل عمران (۳): ۷.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 121253
صفحه از 592
پرینت  ارسال به