193
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

أنّهم هم الذين يهدون بالحقّ دون من يدعو الناس بإشادة سيفه إلى الضّلال، فلا منافاة بين الأخبار.

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ،۱عَنْ أَبِي وَلَّادٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ :«الَّذِينَ ءَاتَيْنَهُمُ الْكِتَبَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُوْلَئكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ»قَالَ :«هُمُ الْأَئِمَّةُ عليهم السلام».

هديّة:

(عن قول اللَّه عزّ وجلّ) في سورة البقرة.۲
وفي التفسير: أنّ قوله: «أُوْلَئكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ» إنّما هو لتسلّي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله عن اغتمامه بعدم إيمان أهل الكتاب من اليهود والنصارى بالقرآن، فالمعنى: أنّه لو لم يؤمن بالقرآن أحد، فيكفي إيمان الأئمّة عليهم السلام به.

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب».

2.البقرة (۲۹): ۱۲۱.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
192

برأيه في الأحكام الشرعيّة، وخارجاً بالسيف. فقوله (في الفاطميّين) يعني كلّ من خرج منهم بالسيف، وكان عالماً بالاجتهاد.
و«الإشادة»: رفع الصوت بالشي‏ء؛ أشاد بذكره: رفع من قدره؛ وبسيفه: رفعه وحرّكه. وقال أبو عمرو: قال العبسي: اشدّت بالشي‏ء: عرّفته.۱
وفي ذلك تعريض بانتفاء الشجاعة اللازمة للإمام كالتعريض بقوله: (الجالس في بيته).
قد ذكر الشهرستاني في الملل والنّحل: أنّ زيداً لمّا خطر بخاطره الخروج على بني اُميّة اشتغل مدّة بالدرس عند واصل بن عطاء، رئيس المعتزلة، ثمّ بالجلوس في بيته للاجتهاد واستنباط الأحكام بالرأي.۲(ليس حيث تذهب) ردٌّ على معتقد الزيديّة، لا على خروج زيد، وقد ثبت أنّ خروجه كان لرضا آل محمّد صلى اللَّه عليه وآله، لا لدعوى الناس إلى الضلال والمذموم المنسوبون، لا المنسوب إليه.
في بعض النسخ: «إلى ضلالٍ» منكّراً؛ وفي بعض آخر: «إلى خلافٍ».

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي عَنْ الاثنين، عَن الوشاء۳، عَن أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالى‏ :«ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَبَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا»الْآيَةَ ، قَالَ: فَقَالَ:«وُلْدُ فَاطِمَةَ عليها السلام ، وَ السَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ: الْإِمَامُ، وَ الْمُقْتَصِدُ: الْعَارِفُ بِالْإِمَامِ‏۴، وَ الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ: الَّذِي لَا يَعْرِفُ الْإِمَامَ».

هديّة:

أي الّذين اصطفاهم اللَّه، هم المعصومون من ولد فاطمة عليها السلام بدليل السابق الدالّ على

1.ترتيب إصلاح المنطق، ص ۳۳ (أشاد).

2.الملل والنحل، ج ۱، ص ۱۵۶ (نقل بالمضمون).

3.السند في الكافي المطبوع هكذا: «الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن».

4.في «د»: - «بالإمام».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 139680
صفحه از 592
پرینت  ارسال به