197
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

في «ممّا» في الموضعين للسببيّة، و«ما» مصدريّة أو موصولة، إشارة إلى أنّ لدين الوالدين والأقربين مدخلاً في دين المكلّف الضالّ، وإمّا لدِين المكلّف المهتدى. فما عقد به يمينه، أي عهده في الميثاق والإقرار بالربوبيّة من وجوب وجود المعصومين؛ إذ لولاهم لما انعقدت إيمان المهتدين في الميثاق، والتقدير: «عقدت بهم».
وقد سبق في الحديث في كتاب التوحيد: «أنّ ولايتنا مؤكّدة عليهم في الميثاق»۱.
و«عقد» كنصر يتعدّى كالتعقيد، ولا يتعدّى كالانعقاد.
«فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ» من العزّة والاحترام.

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ سَيَابَةَ۲، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالى‏ :«إِنَّ هَذَا الْقُرْءَانَ يَهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ»قَالَ:«يَهْدِي إِلَى الْإِمَامِ».

هديّة:

(في قوله تعالى) في سورة بني إسرائيل.۳
ومعرفة الطريقة التي هي أقوم الطرق، يعني حقّها وصحيحها إنّما هي بمعرفة الإمام المعصوم العاقل عن اللَّه تعالى؛ أبى اللَّه إلّا أن يكون الواسطة بينه وبين خلقه من لا يتطرّق الشكّ إلى عارفه من قوله.

1.الكافي، ج ۱، ص ۱۳۳، باب العرش والكرسي، ذيل ح ۷؛ وفي الطبعة الجديدة، ج ۱، ص ۳۲۶، ح ۳۴۵.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن موسى بن أكليل النميري، عن العلاء بن سيابة».

3.الإسراء (۱۷): ۹.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
196

الباب السادس والعشرون‏ : بَابُ أَنَّ الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلْإِمَامِ‏

وفيه كما في الكافي حديثان:

الحديث الأوّل‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ‏۱، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ ا للَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ:«وَلِكُلٍ‏ّ جَعَلْنَا مَوَ لِىَ مِمَّا تَرَكَ الْوَ لِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَنُكُمْ»قَالَ:«إِنَّمَا عَنى‏ بِذلِكَ الْأَئِمَّةَ عليهم السلام ، بِهِمْ عَقَدَ اللَّهُ - عَزَّ وَ جَلَّ - أَيْمَانَكُمْ».

هديّة:

ليس في بعض النسخ كما ضبط برهان الفضلاء لهذا الباب عنوان، وفي بعض آخر هكذا: «باب أنّ القرآن يهدي للإمام» فالمعنى إلى الإمام.
و(الحسن بن محبوب) من رجال الكاظم والرضا عليهما السلام.
والآية في سورة النساء هكذا: «وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَىْ‏ءٍ عَلِيماً* وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِىَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَىْ‏ءٍ شَهِيداً»۲.
فسّر «ما» في «مَا فَضَّلَ اللَّهُ» بالإمامة، و«الموالي» بأئمّة الهدى وأئمّة الضلال، و«من»

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب».

2.النساء (۴): ۳۲ و ۳۳.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 121202
صفحه از 592
پرینت  ارسال به