21
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

ومن قال: «مُفْرَحٌ» بالحاء ، فمِن أفرحه الدَّين : أثقله.
قال الزهري:
كان في الكتاب الذي كتبه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله بين المهاجرين والأنصار أن لا يَترُكوا مُفْرَجاً۱ حتّى يَعيِنُوه على ما كان من عَقْل أو فِداء.۲
في بعض النسخ : «أتأذن لي» بإظهار همزة الاستفهام.
و(الحمقاء) تأنيث الأحمق على تجوّز في النسبة ، كنهاره صائم وليله قائم.
وقرأ برهان الفضلاء سلّمه اللَّه تعالى : «حُمْقاً» بالضمّ والتنوين ، وهو خلاف العقل ، فمفعول له، أي من جهة الحماقة، ثمّ احتمل التأنيث.
(فيستيقن اليقين) يُحتمَل الغيبة والخطاب، ف «اليقين» فاعل ، أي فيقوى، أو مفعول ، أي تَحْكُم قطعاً بتحقّقه ، وكذا.
(وتبطل الشكّ) فكنصر أو أكرم. قيل: الظاهر أنّ أبا مروان شتم ، إمّا لمروان أو أبيه الحكم ، وهو من أسماء الشيطان.
وقال برهان الفضلاء - كالأكثرين - : أبو مروان كنية عَمْرو بن عُبَيد البصري.
وحاصل الاحتجاج : أنّ من ضروريّات الدِّين - وفاقاً من أهل الإسلام - الإيمانَ باليوم الآخر لجزاء الأعمال، ولذا لم يشذّ في القرآن في مواضع كثيرة قوله: «وَ الْيَوْمِ الْأَخِرِ» عن مثل قوله: «مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ»۳و«الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ»۴ فلو كان لابدّ من إمامة القلب - وشأنه الإدراكات التصوّريّة والتصديقيّة - للجوارح - وشأنها الإدراكاتُ التصوّريّة دون اليقينيّة - لصلاح حياة الدنيا الفانية، من دون احتياجِ الخلق إلى إمامٍ معصومٍ مفترضِ الطاعة - لأفضليّته حسباً ونسباً كالأنبياء والأوصياء سيّما أئمّتنا عليهم السلام ،

1.في «الف» : «مفرحاه» . و في المصدر : «مفرحاً» .

2.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۹۲ (فرح) .

3.البقرة (۲) : ۶۲ و ۱۷۷؛ المائدة (۵): ۶۹؛ التوبة (۹) : ۱۸ .

4.التوبة (۹) : ۴۴ . وراجع أيضاً: آل عمران (۳): ۱۱۴؛ المجادلة (۵۸): ۲۲.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
20

(واستحيك) ۱ بياء واحدة وأصله بيائين ، من الاستحياء من الحياء، وقرئ بهما قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِى أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا»۲. قال الجوهري: أي لا يستبقي. وقال:
يُقال: «استَحَيْتُ» بياء واحدة، وأصله: «استَحْيَيْتُ» فأَعَلّوا الياء الاُولى وألقَوا حركتها على الحاء، [فقالوا : استَحَيْتُ كما قالوا اسْتَعَيْتُ‏۳استثقالاً لما دخلت عليه الزوائد. وقال سيبويه: حُذِفَت إحدى اليائين لالتقاء الساكنين ؛ لأنّ الاُولى تقلب أَلِفاً لتحرّكها. قال: وإنّما فعَلوا ذلك حيث كَثُرَ في كلامهم. وقال المازنيّ: لم تُحذف لالتقاء الساكنين ؛ لأنّها لو حذفت لذلك لرَدُّوها إذا قالوا هو يَسْتَحِي ، ولقالوا يَسْتَحِيّ كما قالوا يستبيع. وقال الأخفش: استَحَى بياء واحدة لغة تميم ، وبيائين لغة أهل الحجاز، وهو الأصل؛ لأنّ ما كان موضع لامه معتلّاً لم يُعلّوا عينه، ألَا ترى أنّهم قالوا: أَحْيَيْتُ وحَوَيْتُ ، ويقولون: قلت وبعت، فيُعِلُّون العين لِمَا لم يعتلّ اللام ، وإنّما حذفوا الياء لكثرة استعمالهم لهذه الكلمة ، كما قالوا : لا أَدْرِ في لا أدري.۴
و«الشملة» كساء يشمل به دون القطيفة.
(فأَفِرجوا لي) على الإفعال ، أي انكشفوا، فالهمزة للصيرورة، يُقال: فَرَجَ اللَّه غمَّك ، كضرب ، وشدّد للمبالغة ، ولذا يستعمل كثيراً أو دائماً - كما قيل - في الدعاء بالتشديد. الجوهري :
أفرج الناس عن طريقه : انكشفوا. وفي الحديث: «لا يُترَك في الإسلام مُفَرجٌ». وقرأ الأصمعي : «مُفْرَحٌ» بالحاء المهملة وأنكر قولهم : «مُفْرَجٌ» بالجيم، وقال: هو الذي قد أثقله الدَّين، يقول: يُقْضَى عنه الدَّين من بيت المال ولا يُترَك مَدِيناً. وقال أبو عبيدة: سمعت محمّد بن الحسن يقول: هو يروى بالحاء والجيم، قال: فمن قال : «مُفْرَجٌ» بالجيم ، فهو القتيل يوجد بأرضٍ فلاةٍ ، لا يكون عنده قرية ، فإنّه يُودّى من بيت المال.۵

1.في الكافي المطبوع : «وأستحييك» .

2.البقرة (۲): ۲۶.

3.]ما بين المعقوفتين أضفناه من المصدر.

4.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۲۳ (حيا) .

5.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۳۴ (فرج) .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 148081
صفحه از 592
پرینت  ارسال به