207
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

يعني المؤمن شيعته من الفزع في الدنيا والآخرة، واعتبار اشتقاقه في ذلك من الإيمان بحسب الفرد الأكمل.

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ سَمَاعَةَ۱، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ:«مَا لَكُمْ تَسُوؤُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله؟» فَقَالَ له‏۲ رَجُلٌ: كَيْفَ نَسُوؤُهُ؟ فَقَالَ: «أَ مَا تَعْلَمُونَ أَنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيْهِ ، فَإِذَا رَأى‏ فِيهَا مَعْصِيَةً سَاءَهُ ذلِكَ؟ فَلَا تَسُوؤُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ سُرُّوهُ».

هديّة:

(ساءه) نقيض «سرّه» كمدّ.

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانٍ الزَّيَّاتِ‏۳- وَ كَانَ مَكِيناً عِنْدَ الرِّضَا عليه السلام - قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا عليه السلام: ادْعُ اللَّهَ لِي وَ لِأَهْلِ بَيْتِي، فَقَالَ:«أَ وَ لَسْتُ أَفْعَلُ؟ وَ اللَّهِ، إِنَّ أَعْمَالَكُمْ لَتُعْرَضُ عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ» . قَالَ: فَاسْتَعْظَمْتُ ذلِكَ، فَقَالَ لِي : «أَ مَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : «وَ قُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ»؟» قَالَ: «هُمْ‏۴ وَاللَّهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ».

هديّة:

(مكيناً) أي ذا مكانة.
(قال: هم) يعني هم هو عليه السلام وأولاده الأئمّة عليهم السلام، فاختصار في الكلام لقيام قرينة

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة».

2.في الكافي المطبوع: - «له».

3.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عليّ، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن عبد اللَّه بن أبان الزيّات».

4.في الكافي المطبوع: «هو».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
206

وَآخَرَ سَيِّئاً» فوعدهم اللَّه قبول التوبة في سورة التوبة بقوله تعالى: «عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ»1، ولذا قال: «فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ» والسين للاستقبال القريب.
وقوله تعالى في سورة التوبة أيضاً: «وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ»2 قرينة بيّنة لذلك؛ قال اللَّه تعالى في سورة التوبة: «وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ»3، ثمّ قال بعد هذه الآية بفاصلة آيتين: «وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ»4.
(وسكت) يعنى‏5 عن قوله تعالى: «وَالْمُؤْمِنُونَ» لحكمة ضرب من التقيّة، أو لغرض آخر، وهو أعلم.
وهذا الخبر رواه في الفقيه‏6 مرسلاً مقطوعاً، وزاد: «والأئمّة بعد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله» وذكر «والمؤمنون» مكان «وسكت» فعطف بيان للأئمّة.

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ‏۷، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ :«اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ»قَالَ:«هُمُ الْأَئِمَّةُ عليهم السلام».

هديّة:

قد عرفت أنّ الأكثر في إطلاق «المؤمن» على «الإمام» اعتبارُ اشتقاقه من الأمن،

1.التوبة (۹): ۱۲۸.

2.التوبة (۹): ۱۰۵.

3.التوبة (۹): ۱۰۲.

4.في «د»: - «يعني».

5.الفقيه، ج ۱، ص ۱۹۱، ح ۵۸۳.

6.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الحميد الطائي، عن يعقوب بن شعيب».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 147704
صفحه از 592
پرینت  ارسال به