ومن قال: «مُفْرَحٌ» بالحاء ، فمِن أفرحه الدَّين : أثقله.
قال الزهري:
كان في الكتاب الذي كتبه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله بين المهاجرين والأنصار أن لا يَترُكوا مُفْرَجاً۱ حتّى يَعيِنُوه على ما كان من عَقْل أو فِداء.۲
في بعض النسخ : «أتأذن لي» بإظهار همزة الاستفهام.
و(الحمقاء) تأنيث الأحمق على تجوّز في النسبة ، كنهاره صائم وليله قائم.
وقرأ برهان الفضلاء سلّمه اللَّه تعالى : «حُمْقاً» بالضمّ والتنوين ، وهو خلاف العقل ، فمفعول له، أي من جهة الحماقة، ثمّ احتمل التأنيث.
(فيستيقن اليقين) يُحتمَل الغيبة والخطاب، ف «اليقين» فاعل ، أي فيقوى، أو مفعول ، أي تَحْكُم قطعاً بتحقّقه ، وكذا.
(وتبطل الشكّ) فكنصر أو أكرم. قيل: الظاهر أنّ أبا مروان شتم ، إمّا لمروان أو أبيه الحكم ، وهو من أسماء الشيطان.
وقال برهان الفضلاء - كالأكثرين - : أبو مروان كنية عَمْرو بن عُبَيد البصري.
وحاصل الاحتجاج : أنّ من ضروريّات الدِّين - وفاقاً من أهل الإسلام - الإيمانَ باليوم الآخر لجزاء الأعمال، ولذا لم يشذّ في القرآن في مواضع كثيرة قوله: «وَ الْيَوْمِ الْأَخِرِ» عن مثل قوله: «مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ»۳و«الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ»۴ فلو كان لابدّ من إمامة القلب - وشأنه الإدراكات التصوّريّة والتصديقيّة - للجوارح - وشأنها الإدراكاتُ التصوّريّة دون اليقينيّة - لصلاح حياة الدنيا الفانية، من دون احتياجِ الخلق إلى إمامٍ معصومٍ مفترضِ الطاعة - لأفضليّته حسباً ونسباً كالأنبياء والأوصياء سيّما أئمّتنا عليهم السلام ،
1.في «الف» : «مفرحاه» . و في المصدر : «مفرحاً» .
2.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۹۲ (فرح) .
3.البقرة (۲) : ۶۲ و ۱۷۷؛ المائدة (۵): ۶۹؛ التوبة (۹) : ۱۸ .
4.التوبة (۹) : ۴۴ . وراجع أيضاً: آل عمران (۳): ۱۱۴؛ المجادلة (۵۸): ۲۲.