وقيل: «أو ما شاء اللَّه» بيان لإمكان الزيادة للنصّ بانتفاء النقصان وهو الغرض، لا للنصّ بإمكان الزيادة كما قيل. وقال بعض المعاصرين:
يعني من يعلم مثل علمه أو ما شاء اللَّه من العلم، ثمّ قال: ويحتمل أن يكون «ما شاء اللَّه» كناية عمّا بعد زمان الصاحب عليه السلام؛ يعني أو لم يبق.۱
أقول: لعلّ «أو» هنا بمعنى «بل» كما قيل في قوله تعالى في سورة الصافّات: «وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ»۲ بمعنى: بل يزيدون، واللَّه لا يشكّ؛ فالمعنى: من يعلم علمه بما يحتاج إليه الناس، بل بما شاء اللَّه سوى ما يحتاج إليه الناس؛ فأحاديث تساويهم عليهم السلام في العلم محمولةٌ على العلم بما يحتاج إليه الناس.
الحديث الثاني
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ حريز۳، عن زرارة والْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام، قَالَ:«إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي نَزَلَ مَعَ آدَمَ عليه السلام لَمْ يُرْفَعْ، وَ الْعِلْمُ يُتَوَارَثُ، وَ كَانَ عَلِيٌّ عليه السلام عَالِمَ هذِهِ الْأُمَّةِ، وَ إِنَّهُ لَمْ يَهْلِكْ مِنَّا عَالِمٌ قَطُّ إِلَّا خَلَفَهُ مِنْ أَهْلِهِ مَنْ عَلِمَ مِثْلَ عِلْمِهِ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ» .
هديّة:
(خلفه) كنصر.
الحديث الثالث
۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ۴، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ:«إِنَّ فِي عَلِيٍّ عليه السلام سُنَّةَ أَلْفِ نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ عليهم السلام، وَ إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي نَزَلَ مَعَ آدَمَ عليه السلام لَمْ يُرْفَعْ، وَ مَا مَاتَ عَالِمٌ فَذَهَبَ عِلْمُهُ؛ وَ الْعِلْمُ يُتَوَارَثُ».