221
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

و«الفرط» محرّكة: المتقدّم للماء، والولد الماضي قبل أن يدرك؛ وبالسكون: العلم المستقيم يهتدى به، والجمع فيهما: أفرط وأفراط؛ فعلى الأوّل أي الأولاد على التجريد.
(ونحن أبناء الأوصياء) يعني المعصومين. وقرأ برهان الفضلاء بتقديم النون على المفردة، أي أخبارهم وآثارهم بمعنى ما اُخبروا به.
(ونحن المخصوصون) أي الممتازون بالإمامة المخصوصة بنا.
(شرع اللَّه لنا دينه) اللام هنا بمناسبة أكثر معانيها من السببيّة والنفع وغيرهما أولى من الباء، فقول من قال الظاهر «بنا» مكان «لنا» ليس بذا، وفي سورة الشورى هكذا: «شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِى إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِى إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ»۱.
(فقد علّمنا وبلّغنا) يعني محمّد صلى اللَّه عليه وآله. (عِلْم ما علّمنا) أي نحن شيعتنا. (واستودعنا علمَهم) يعني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله علمه وعلم سائر اُولي العزم، فضمير المتكلّم في ثالث الأفعال الأربعة للفاعل، وفي البواقي للمفعول. وفي العبارة احتمالات اُخر.

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ۲، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام، قَالَ:«قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : إِنَّ أَوَّلَ وَصِيٍّ كَانَ عَلى‏ وَجْهِ الْأَرْضِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ آدَمَ ، وَ مَا مِنْ نَبِيٍّ مَضى‏ إِلَّا وَ لَهُ وَصِيٌّ. وَ كَانَ جَمِيعُ الْأَنْبِيَاءِ مِائَةَ أَلْفِ نَبِيٍّ وَ عِشْرِينَ أَلْفَ نَبِيٍّ، مِنْهُمْ خَمْسَةٌ أُولُو الْعَزْمِ: نُوحٌ، وَ إِبْرَاهِيمُ، وَ مُوسى‏، وَ عِيسى‏، وَ مُحَمَّدٌ صلى اللَّه عليه وآله، وَ إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ كَانَ هِبَةَ اللَّهِ لِمُحَمَّدٍ ، وَ وَرِثَ عِلْمَ الْأَوْصِيَاءِ وَ عِلْمَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ، أَمَا إِنَّ مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله وَرِثَ عِلْمَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْمُرْسَلِينَ؛ عَلى‏ قَائِمَةِ الْعَرْشِ مَكْتُوبٌ: حَمْزَةُ أَسَدُ اللَّهِ وَ أَسَدُ رَسُولِهِ وَ سَيِّدُ

1.الشورى (۴۲): ۱۳.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن عبد الرحمن بن كثير».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
220

مَا عَلَّمَنَا، وَ اسْتَوْدَعَنَا عِلْمَهُمْ، نَحْنُ وَرَثَةُ أُولِي الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ «أَنْ أَقِيمُواْ الدِّينَ» يَا آلَ مُحَمَّدٍ «وَ لَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ» وَ كُونُوا عَلى‏ جَمَاعَةٍ «كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ» : مَنْ أَشْرَكَ بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ عليه السلام «مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ» مِنْ وَلَايَةِ عَلِيٍّ عليه السلام إِنَّ «اللَّهُ» يَا مُحَمَّدُ «يَهْدِى إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ» : مَنْ يُجِيبُكَ إِلى‏ وَلَايَةِ عَلِيٍّ عليه السلام».

هديّة:

(جُندب) كمفرد ضرب من الجراد، واسم رجل.
و«المولد» كمجلس: مصدر ميميّ، يعني ولادة أهل الإسلام من أوّل الدنيا إلى آخرها.
(إذا رأيناه) إشارة إلى أنّ ذلك ليس بعلم الغيب، بل بالعقل عن اللَّه سبحانه بالتفرّس والاستنباط من القرآن وتحديث الملك.
وهنا إشكال للتنافي ظاهراً بين ذلك وبين قوله تعالى في سورة التوبة: «وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ»۱، فإذا لا يعلم النبيّ، فالوصيّ بالأولى.
ودفعه ظاهر من بيان «إذا رأيناه» وأنّ المنفيّ عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله علم الغيب من عنده.
وأجاب برهان الفضلاء أوّلاً بأنّ نزول سورة التوبة إنّما هو قبل إتمام نزول القرآن، وهو بمجموعه تبيان كلّ شي‏ء للمعصوم، فيمكن التفاوت بين علم الرسول بحسب أوائل البعثة وأواسطها وأواخرها. وثانياً بحمل عدم العلم على عدمه بمقدار النفاق، لا بأصله. والتعبير هنا بلفظ العلم وفي موضع آخر بلفظ المعرفة مؤيّد؛ قال اللَّه سبحانه في سورة محمّد: «وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ»۲.
(المكتوبون) خبر، أو «هم المكتوبون» خبر. وفي بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «لمكتوبون» باللام.
في بعض النسخ: «النجاة» بدون الواو، جمع الناجي. وقرأ برهان الفضلاء: «النَّجاة» بفتح النون تعبيراً عن الجمع بالمصدر مبالغة بمعنى اسم الفاعل، أي المنجين شيعتهم من النار.

1.التوبة (۹): ۱۰۱.

2.محمّد (۴۷): ۳۰.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 145062
صفحه از 592
پرینت  ارسال به