و«الفرط» محرّكة: المتقدّم للماء، والولد الماضي قبل أن يدرك؛ وبالسكون: العلم المستقيم يهتدى به، والجمع فيهما: أفرط وأفراط؛ فعلى الأوّل أي الأولاد على التجريد.
(ونحن أبناء الأوصياء) يعني المعصومين. وقرأ برهان الفضلاء بتقديم النون على المفردة، أي أخبارهم وآثارهم بمعنى ما اُخبروا به.
(ونحن المخصوصون) أي الممتازون بالإمامة المخصوصة بنا.
(شرع اللَّه لنا دينه) اللام هنا بمناسبة أكثر معانيها من السببيّة والنفع وغيرهما أولى من الباء، فقول من قال الظاهر «بنا» مكان «لنا» ليس بذا، وفي سورة الشورى هكذا: «شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِى إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِى إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ»۱.
(فقد علّمنا وبلّغنا) يعني محمّد صلى اللَّه عليه وآله. (عِلْم ما علّمنا) أي نحن شيعتنا. (واستودعنا علمَهم) يعني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله علمه وعلم سائر اُولي العزم، فضمير المتكلّم في ثالث الأفعال الأربعة للفاعل، وفي البواقي للمفعول. وفي العبارة احتمالات اُخر.
الحديث الثاني
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ۲، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام، قَالَ:«قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : إِنَّ أَوَّلَ وَصِيٍّ كَانَ عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ آدَمَ ، وَ مَا مِنْ نَبِيٍّ مَضى إِلَّا وَ لَهُ وَصِيٌّ. وَ كَانَ جَمِيعُ الْأَنْبِيَاءِ مِائَةَ أَلْفِ نَبِيٍّ وَ عِشْرِينَ أَلْفَ نَبِيٍّ، مِنْهُمْ خَمْسَةٌ أُولُو الْعَزْمِ: نُوحٌ، وَ إِبْرَاهِيمُ، وَ مُوسى، وَ عِيسى، وَ مُحَمَّدٌ صلى اللَّه عليه وآله، وَ إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ كَانَ هِبَةَ اللَّهِ لِمُحَمَّدٍ ، وَ وَرِثَ عِلْمَ الْأَوْصِيَاءِ وَ عِلْمَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ، أَمَا إِنَّ مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله وَرِثَ عِلْمَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْمُرْسَلِينَ؛ عَلى قَائِمَةِ الْعَرْشِ مَكْتُوبٌ: حَمْزَةُ أَسَدُ اللَّهِ وَ أَسَدُ رَسُولِهِ وَ سَيِّدُ