223
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

نون كان وصيّ موسى بن عمران، وكانت ألواح موسى من زمرّد أخضر، فلمّا غضب موسى ألقى‏۱ الألواح من يده، فمنها ما تكسر۲ومنها ما ارتفع، فلمّا ذهب عن موسى الغضب قال يوشع بن نون: عندك‏۳ تبيان ما في الألواح؟ قال: نعم».۴ الحديث.
وسيأتي بيان آخر للحديث في بيان تاليه إن شاء اللَّه تعالى.

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ ضُرَيْسٍ الْكُنَاسِيِ‏۵، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام وَ عِنْدَهُ أَبُو بَصِيرٍ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام:«إِنَّ دَاوُدَ وَرِثَ عِلْمَ الْأَنْبِيَاءِ عليهم السلام، وَ إِنَّ سُلَيْمَانَ وَرِثَ دَاوُدَ، وَ إِنَّ مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله وَرِثَ سُلَيْمَانَ، وَ إِنَّا وَرِثْنَا مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله، وَ إِنَّ عِنْدَنَا صُحُفَ إِبْرَاهِيمَ وَ أَلْوَاحَ مُوسى‏».
فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ: إِنَّ هذَا لَهُوَ الْعِلْمُ.
فَقَالَ: «يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، لَيْسَ هذَا هُوَ الْعِلْمَ، إِنَّمَا الْعِلْمُ مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ يَوْماً بِيَوْمٍ، وَ سَاعَةً بِسَاعَةٍ».

هديّة:

لعلّ وجه الأفضليّة لذلك العلم - بعد كونه نعمة متجدّدة وفائدة مكتسبة وعلامة لبقاء لطفه تعالى - أنّ بحدوثه يوماً فيوماً يوجب اعتقادنا فيهم عليهم السلام العبوديّة، مع كونهم كاملين في الإنسانيّة بما لا مزيد عليه، على خلاف اعتقاد الصوفيّة فيهم عليهم السلام، كما يوجب الاعتقاد بأنّ الغيب لا يعلمه إلّا اللَّه، وبأنّ الاتّحاد باطل، وبأنّ التفويض على ما اعتقده المفوّضة باطل.

1.في المصدر: «أخذ».

2.في المصدر: + «ومنها ما بقي».

3.في المصدر: «أ عندك».

4.بصائر الدرجات، ص ۱۴۱، باب ما يبيّن فيه كيفيّة وصول الألواح إلى آل محمّد... ، ح ۶.

5.السند في الكافي المطبوع هكذا: «أحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيى، عن شعيب الحدّاد، عن ضريس الكناسي».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
222

الشُّهَدَاءِ؛ وَ فِي ذُؤَابَةِ الْعَرْشِ : عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ؛ فَهذِهِ حُجَّتُنَا عَلى‏ مَنْ أَنْكَرَ حَقَّنَا وَ جَحَدَ مِيرَاثَنَا، وَمَا مَنَعَنَا مِنَ الْكَلَامِ وَ أَمَامَنَا الْيَقِينُ؟ فَأَيُّ حُجَّةٍ تَكُونُ أَبْلَغَ مِنْ هذَا؟».

هديّة:

(ذؤابة) الشي‏ء بالضمّ والهمز - ويكتب بالواو - : أعلاه.
(فهذه حجّتنا) أي هذه الرواية المشروحة المتّفقة عليها حجّةٌ لنا على المخالفين بقبول بعضها كالمكتوب على قائمة العرش وساقه، دون بعض كالمكتوب على ذؤابته وأعلاه.
(وما منعنا)؛ قيل استفهاميّة، أي من دعوى حقّنا. (وأمامنا اليقين) فالحاليّة للإيماء إلى أنّ المانع ماذا.
وقال برهان الفضلاء: «ما» زايدة للمبالغة في المنع، ومدخولها هو العامل في الحال. و«اليقين»: الموت عند الجميع، والعدل في الحشر عند المؤمنين.

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ زُرْعَةَ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ۱، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام:«إِنَّ سُلَيْمَانَ وَرِثَ دَاوُدَ، وَ إِنَّ مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله وَرِثَ سُلَيْمَانَ، وَ إِنَّا وَرِثْنَا مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله، وَ إِنَّ عِنْدَنَا عِلْمَ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الزَّبُورِ، وَ تِبْيَانَ مَا فِي الْأَلْوَاحِ» .
قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ هذَا لَهُوَ الْعِلْمُ.
قَالَ: «لَيْسَ هذَا هُوَ الْعِلْمَ؛ إِنَّ الْعِلْمَ: الَّذِي يَحْدُثُ يَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ، وَ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ».

هديّة:

(وتبيانَ) بالنصب عطفٌ على المضاف، واحتمال عطفه على المضاف إليه كما ترى.
قد روى محمّد بن الحسن الصفّار في كتابه المسمّى ببصائر الدرجات، في باب ما عند الأئمّة عليهم السلام من كتب الأنبياء عليهم السلام بإسناده عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال: «إنّ يوشع بن

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن سلمة بن الخطّاب، عن عبد اللَّه بن محمّد، عن عبد اللَّه بن القاسم، عن زرعة بن محمّد، عن المفضّل بن عمر».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 145047
صفحه از 592
پرینت  ارسال به