225
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

الحديث السادس‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ النَّضْرِ۱، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالى‏ :«وَ لَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ»: مَا الزَّبُورُ؟ وَ مَا الذِّكْرُ؟ قَالَ:«الذِّكْرُ عِنْدَ اللَّهِ، وَ الزَّبُورُ: الَّذِي أُنْزِلَ عَلى‏ دَاوُدَ عليه السلام؛ وَ كُلُّ كِتَابٍ مُنْزَلٍ‏۲ فَهُوَ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَ نَحْنُ هُمْ».

هديّة:

(عن قول اللَّه تعالى) في سورة الأنبياء.۳(الذكر عند اللَّه) قيل: يعني الذكر هو اللوح المحفوظ.
وقال برهان الفضلاء:
المراد هنا ذكر اللَّه تعالى، وهو فعليّ وقوليّ؛ والفعليّ عبارة عن إيجاد السبب الأوّل من أسباب وجود شي‏ء، وذلك الإيجاد يسمّى ب «المشيّة» أيضاً. والقولي عبارة عن إعلام اللَّه تعالى معصوماً بشي‏ء. والمراد هنا القسم الأوّل.
أقول: يحتمل أن يكون المراد هنا من «الذكر» التوراة، وهي رفعت إلى اللَّه سبحانه. وردّ اليهود في تمسّكهم بالتوراة أهمّ من ردّهم في تشبّثهم بالزبور.

الحديث السابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ۴، عَنْ أَخِيهِ أَحْمَدَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَخِيهِ‏۵، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليه السلام، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَخْبِرْنِي عَنِ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله وَرِثَ النَّبِيِّينَ كُلَّهُمْ؟ قَالَ :«نَعَمْ».
قُلْتُ: مِنْ لَدُنْ آدَمَ حَتَّى انْتَهى‏ إِلى‏ نَفْسِهِ؟ قَالَ: «مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيّاً إِلَّا وَمُحَمَّدٌ صلى اللَّه عليه وآله‏أَعْلَمُ مِنْهُ».

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد».

2.في الكافي المطبوع: «نزل».

3.الأنبياء (۲۱): ۱۰۵.

4.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره، عن محمّد بن حمّاد».

5.في الكافي المطبوع: «عن أبيه» وكلاهما مجهولان.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
224

وقال برهان الفضلاء:
يعني ليس علمنا العظيم منحصراً في ذلك، بل هذا القسم أيضاً من علمنا العظيم وخاصّ بنا بالتفرّس الخاصّ والاستنباط الخاصّ من القرآن.
وقال بعض المعاصرين:
لعلّ المراد أنّ العلم ليس ما يحصل بالسماع وقراءة الكتب وحفظها، فإنّ ذلك تقليد، وإنّما العلم ما يفيض من اللَّه على قلب المؤمن يوماً فيوماً، فينكشف به من الحقائق ما يطمئنّ به النفس وينشرح له الصدر ويتنوّر به القلب، ويتحقّق به العالم كأنّه ينظر إليه ويشاهده.۱ انتهى كلامه.

الحديث الخامس‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ‏۲، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ: قَالَ لِي:«يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، إِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَ جَلَّ - لَمْ يُعْطِ الْأَنْبِيَاءَ شَيْئاً إِلَّا وَ قَدْ أَعْطَاهُ مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله». قَالَ: «وَ قَدْ أَعْطى‏ مُحَمَّداً جَمِيعَ مَا أَعْطَى الْأَنْبِيَاءَ، وَ عِنْدَنَا الصُّحُفُ الَّتِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : «صُحُفِ إِبْرَ هِيمَ وَ مُوسَى‏»».
قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، هِيَ الْأَلْوَاحُ ؟ قَالَ: «نَعَمْ».

هديّة:

(وعندنا الصحف) يعني وقد أعطانا اللَّه تعالى جميع ما أعطى محمّداً صلى اللَّه عليه وآله إلّا أنّه لا نبيّ بعده.
(هي الألواح) يعني هل‏۳ صحف موسى التي في سورة الأعلى‏۴ هي الألواح التي في مواضع من القرآن في حكاية موسى‏ عليه السلام؟

1.الوافي، ج ۳، ص ۵۵۴، ذيل ح ۱۱۰۲.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن محمّد بن إسماعيل، عن عليّ بن النعمان، عن ابن مسكان».

3.في «د»: - «هل».

4.الأعلى (۸۷): ۱۹.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 144958
صفحه از 592
پرینت  ارسال به