227
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

معطوف بعطف النسق‏۱على عيسى فمنصوب، والكلام للراوي، والاستفهام في «وكان» مقدّر؛ أي «أ وكان»، ف «قال: صدقت» معترضة بين المعطوف والمعطوف عليه.
(قال للهدهد) أي للحاجة إلى الهدهد «مَا لِى لَا أَرَى الْهُدْهُدَ» الآية في سورة النمل.۲
في بعض النسخ: «وغضب عليه» بالواو مكان الفاء.
و«بِسُلْطَنٍ مُّبِينٍ» أي بحجّة واضحة، وقيل: أي ببرهان مقبول في الاعتذار.
في بعض النسخ: «والشياطين المردة» بدون الواو، على الوصف.
(وكان الطير يعرفه) قيل: بالاستدلال من هواء فوق الماء إلى الماء الذي تحت الهواء. «وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ» الآية في سورة الرعد،۳ قالوا: أي ولو كان في الدنيا قرآن كذلك فهو هذا القرآن، وتقطيع الأرض قطعها بالطّيّ؛ كذا في تفسير عليّ بن إبراهيم.۴
و«التأذّن» على التفعّل: الإعلام. في بعض النسخ: «ممّا قد كتبه» مكان (ممّا دركته).
(جعله اللَّه لنا) أي جميع ما ذكر (في اُمّ الكتاب). قال برهان الفضلاء: يعني محكمات القرآن؛ لقوله تعالى: «آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ»۵. وقيل: يعني فاتحة الكتاب.
(إنّ اللَّه يقول:«وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ») الآية في سورة النمل.۶(ثمّ قال:«ثُمَّ أَوْرَثْنَا») الآية في سورة الفاطر.۷(وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كلّ شي‏ء) ناظرٌ إلى قوله تعالى في سورة النحل: «وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَىْ‏ءٍ»۸.

1.النسق: النظم. قال الزبيدي: عطف النسق هو العطف على الأوّل يعني عطف الآخر من الاُمور كالأواسط على الأوّل، و عطف التلفيق هو العطف على غير ما عطف عليه سابقاً (منه سلّمه اللَّه تعالى).

2.النمل (۲۷): ۲۰.

3.الرعد (۱۳): ۳۱.

4.تفسير القمّي، ج ۱، ص ۳۶۵، وتمامه فيه هكذا: «قال: لو كان شي‏ء من القرآن كذلك لكان هذا».

5.آل عمران (۳): ۷.

6.النمل (۲۷): ۷۵.

7.فاطر (۳۵): ۳۲.

8.النحل (۱۶): ۸۹ .


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
226

قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ كَانَ يُحْيِي الْمَوْتى‏ بِإِذْنِ اللَّهِ، قَالَ: «صَدَقْتَ»، وَ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ كَانَ يَفْهَمُ مَنْطِقَ الطَّيْرِ، وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يَقْدِرُ عَلى‏ هذِهِ الْمَنَازِلِ؟
قَالَ: فَقَالَ: «إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ قَالَ لِلْهُدْهُدِ حِينَ فَقَدَهُ وَ شَكَّ فِي أَمْرِهِ، فَقَالَ: «مَا لِىَ لَآ أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَآلِبِينَ» حِينَ فَقَدَهُ ، فَغَضِبَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّى بِسُلْطَنٍ مُّبِينٍ» وَ إِنَّمَا غَضِبَ لِأَنَّهُ كَانَ يَدُلُّهُ عَلَى الْمَاءِ، فَهذَا - وَ هُوَ طَائِرٌ - قَدْ أُعْطِيَ مَا لَمْ يُعْطَ سُلَيْمَانُ، وَ قَدْ كَانَتِ الرِّيحُ وَ النَّمْلُ وَ الْجِنُّ وَ الْإِنْسُ‏۱ وَ الشَّيَاطِينُ والْمَرَدَةُ۲ لَهُ طَائِعِينَ ، وَ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ الْمَاءَ تَحْتَ الْهَوَاءِ، وَ كَانَ الطَّيْرُ يَعْرِفُهُ، وَ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: «وَ لَوْ أَنَّ قُرْءَانًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى‏» . وَ قَدْ وَرِثْنَا نَحْنُ هذَا الْقُرْآنَ الَّذِي فِيهِ مَا تُسَيَّرُ بِهِ الْجِبَالُ، وَ تُقَطَّعُ بِهِ الْبُلْدَانُ، وَ تُحْيَا بِهِ الْمَوْتى‏، وَ نَحْنُ نَعْرِفُ الْمَاءَ تَحْتَ الْهَوَاءِ، وَ إِنَّ فِي كِتَابِ اللَّهِ لَآيَاتٍ مَا يُرَادُ بِهَا أَمْرٌ إِلَّا أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ بِهِ مَعَ مَا قَدْ تَأَذّنَ‏۳ اللَّهُ مِمَّا دركَتَه‏۴الْمَاضُونَ، جَعَلَهُ اللَّهُ لَنَا فِي أُمِّ الْكِتَابِ؛ إِنَّ اللَّهَ تَعَالى‏ يَقُولُ: «وَ مَا مِنْ غَآلِبَةٍ فِى السَّمَآءِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا فِى كِتَبٍ مُّبِينٍ» ثُمَّ قَالَ: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَبَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا»فَنَحْنُ الَّذِينَ اصْطَفَانَا اللَّهُ، وَأَوْرَثَنَا هذَا الَّذِي فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ».

هديّة:

(أعلم منه) يعني أنّ جميع ما عندهم من العلوم عنده صلى اللَّه عليه وآله، وليس جميع ما عنده منها عندهم عليهم السلام.
(وسليمان بن داود) إمّا عطف على (عيسى بن مريم) بعطف التلفيق، فمنصوب بغير تقدير الاستفهام في (وكان) ويحتمل الرفع على الابتداء، فالكلام للإمام عليه السلام، وإمّا

1.في الكافي المطبوع: «والإنس والجنّ» بدل «والجنّ والإنس».

2.في الكافي المطبوع: «المردة» بدون الواو.

3.في «د» و الكافي المطبوع: «يأذن».

4.في الكافي المطبوع: «كتبه».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 120163
صفحه از 592
پرینت  ارسال به