أَصْلَحَكَ اللَّهُ، أَتَيْنَاكَ نُرِيدُ الْإِذْنَ عَلَيْكَ، فَسَمِعْنَاكَ تَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَيْسَ بِالْعَرَبِيَّةِ، فَتَوَهَّمْنَا أَنَّهُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ، ثُمَّ بَكَيْتَ فَبَكَيْنَا لِبُكَائِكَ.
فَقَالَ: «نَعَمْ، ذَكَرْتُ إِلْيَاسَ النَّبِيَّ عليه السلام ، وَ كَانَ مِنْ عُبَّادِ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَقُلْتُ كَمَا كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ» .
ثُمَّ انْدَفَعَ فِيهِ بِالسُّرْيَانِيَّةِ، فَلَا وَ اللَّهِ ، مَا رَأَيْنَا قَسّاً وَ لَا جَاثَلِيقاً أَفْصَحَ لَهْجَةً مِنْهُ بِهِ.
ثُمَّ فَسَّرَهُ لَنَا بِالْعَرَبِيَّةِ، فَقَالَ: «كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: أَ تُرَاكَ مُعَذِّبِي وَ قَدْ أَظْمَأْتُ لَكَ هَوَاجِرِي؟ أَ تُرَاكَ مُعَذِّبِي وَ قَدْ عَفَّرْتُ لَكَ فِي التُّرَابِ وَجْهِي؟ أَ تُرَاكَ مُعَذِّبِي وَ قَدِ اجْتَنَبْتُ لَكَ الْمَعَاصِيَ؟ أَ تُرَاكَ مُعَذِّبِي وَ قَدْ أَسْهَرْتُ لَكَ لَيْلِي».
قَالَ: فَقَالَ1 «فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنِ ارْفَعْ رَأْسَكَ؛ فَإِنِّي غَيْرُ مُعَذِّبِكَ» .
قَالَ: «فَقَالَ: إِنْ قُلْتَ: لَا أُعَذِّبُكَ ثُمَّ عَذَّبْتَنِي فَمَاذَا؟2 أَ لَسْتُ عَبْدَكَ وَ أَنْتَ رَبِّي؟» .
قَالَ: «فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنِ ارْفَعْ رَأْسَكَ؛ فَإِنِّي غَيْرُ مُعَذِّبِكَ؛ فَإِنِّي3إِذَا وَعَدْتُ وَعْداً وَفَيْتُ بِهِ».
هديّة:
«السرياني» بكسر السين: لغة الإنجيل، كما أنّ العبراني - بالكسر أيضاً - لغة التوراة؛ قاله برهان الفضلاء.
في بعض النسخ: «فقلت: أصلحك اللَّه» على المتكلّم وحده.
(فقال: نعم) أي أنّه بالسريانيّة.
و«القسّ» بالفتح والتشديد، وفي القاموس۴ مثلّثة القاف: رئيس النصارى في العلم ك «القسّيس» بكسر القاف وتشديد المهملة الاُولى، و«جاثليق» فوقه، وهو أعلمهم في بلاد الإسلام.
1.في الكافي المطبوع: - «فقال».
2.في حاشية «الف» و «د»: «كان ماذا». وفي الكافي المطبوع: «ماذا».
3.في الكافي المطبوع: «إنّي».
4.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۲۴۰ (قسس).