239
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

هديّة:

قيل: النّاسي واحد من الرواة، والظاهر أنّه هارون.
قيل: مستبعد أن يكون مع آدم من أحرف الاسم الأعظم أكثر ممّا مع كلّ من هؤلاء اُولي العزم، فأجاب برهان الفضلاء أوّلاً: بأنّ احتياج كلّ واحدٍ من الأنبياء عليهم السلام إلى قدر منه إنّما هو بالنظر إلى زمانه ومصالح اُمّته، فلا استبعاد في أفضليّة صاحب الأقلّ كإبراهيم من صاحب الأكثر كآدم عليهما السلام، وثانياً: بأنّه يمكن أن يكون المعنى أنّه أعطى كلّ من اُولي العزم زيادة على ما اُعطي آدم كذا وكذا، فآدم صاحب الأقلّ وعيسى صاحب سبعة وعشرين وهكذا.

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيِ‏۱، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ عليه السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ:«اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ ثَلَاثَةٌ وَ سَبْعُونَ حَرْفاً۲، كَانَ عِنْدَ آصَفَ حَرْفٌ، فَتَكَلَّمَ بِهِ، فَانْخَرَقَتْ لَهُ الْأَرْضُ فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ سَبَاً، فَتَنَاوَلَ عَرْشَ بِلْقِيسَ حَتّى‏ صَيَّرَهُ إِلى‏ سُلَيْمَانَ، ثُمَّ انْبَسَطَتِ الْأَرْضُ فِي أَقَلَّ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ؛ وَ عِنْدَنَا مِنْهُ اثْنَانِ وَ سَبْعُونَ حَرْفاً، وَ حَرْفٌ عِنْدَ اللَّهِ اسْتَأْثَرَ۳ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ».

هديّة:

في بعض النسخ: «عن أبي الحسن العسكري عليه السلام».
قوله: (فانخرقت) بالخاء المعجمة والقاف. وقرئ: «فانحرفت» بالمهملة والفاء، و«فانجرفت» بالجيم والفاء - على ما ضبطه برهان الفضلاء - انجرف الوادي وصار عميقاً بالسيل.
في بعض النسخ: «مستأثر به» على اسم المفعول أي ممتاز به، فالظرف نايب الفاعل كما قاله برهان الفضلاء، أو اسم الفاعل أي متفرّد به.

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «الحسين بن محمّد الأشعري، عن معلّى بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبد اللَّه، عن عليّ بن محمّد النوفلي».

2.في «الف»: + «إنّما».

3.في الكافي المطبوع: «مستأثر».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
238

قال برهان الفضلاء:
لا يتوهّم عدم إمكان ذلك مع غفلة خلق كثير يقظان في الوسط؛ لأنّ القدح المملوّ ماءً في يد مخلوق سريع الفعل يكفا بما لا مزيد عليه، فيعاد من غير أن يصبّ منه شي‏ء، فكيف بقدرة الخالق تعالى.
(أسرع من طرفة عين) ناظرٌ إلى قوله تعالى في سورة النمل: «قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ»۱.
في بعض النسخ: «وعندنا نحن».۲(استأثر به) أي استبدّ به. والاستبداد بالشي‏ء: التفرّد به.
والظاهر من ألفاظ مثل أحاديث الباب كلفظ «التكلّم» أنّ أجزاء الاسم الأعظم مجموع الأسماء بمعنى الألفاظ، والأسماء بمعنى المسمّيات معاً، والمسمّيات هي مقادير نور معرفة الذات وصفاتها التي ليست معرفة كنهها إلّا له تعالى شأنه.
وقال برهان الفضلاء: الاسم الأعظم كنه اللَّه سبحانه، فالجزء المتفرّد به بعد اثنين وسبعين لا يتناهى أيضاً كما في سلسلة العدد.

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ‏۳، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام لَمْ أَحْفَظ اسْمَهُ - قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ:«إِنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ أُعْطِيَ حَرْفَيْنِ كَانَ يَعْمَلُ بِهِمَا، وَ أُعْطِيَ مُوسى‏ أَرْبَعَةَ أَحْرُفٍ، وَ أُعْطِيَ إِبْرَاهِيمُ ثَمَانِيَةَ أَحْرُفٍ، وَ أُعْطِيَ نُوحٌ خَمْسَةَ عَشَرَ حَرْفاً، وَ أُعْطِيَ آدَمُ خَمْسَةً وَ عِشْرِينَ حَرْفاً، وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالى‏ جَمَعَ ذلِكَ كُلَّهُ لِمُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ إِنَّ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ ثَلَاثَةٌ وَ سَبْعُونَ حَرْفاً ، أُعْطِيَ مُحَمَّدٌ صلى اللَّه عليه وآله‏اثْنَيْنِ وَ سَبْعِينَ حَرْفاً، وَ حُجِبَ عَنْهُ حَرْفٌ وَاحِدٌ».

1.النمل (۲۷): ۴۰.

2.أي بدل: «ونحن عندنا».

3.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد و محمّد بن خالد، عن زكريّا بن عمران القمّي، عن هارون بن الجهم».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 119969
صفحه از 592
پرینت  ارسال به