25
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

يُخْبِرُنَا بِأَخْبَارِ السَّمَاءِ۱ وِرَاثَةً عَنْ أَبٍ عَنْ جَدٍّ.
قَالَ الشَّامِيُّ: فَكَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ ذلِكَ؟ قَالَ هِشَامٌ: سَلْهُ عَمَّا بَدَا لَكَ، قَالَ الشَّامِيُّ: قَطَعْتَ عُذْرِي فَعَلَيَّ السُّؤَالُ.
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: «يَا شَامِيُّ، أُخْبِرُكَ كَيْفَ كَانَ سَفَرُكَ، وَ كَيْفَ كَانَ طَرِيقُكَ، كَانَ كَذَا وَ كاَنَ كَذَا».
فَأَقْبَلَ الشَّامِيُّ يَقُولُ: صَدَقْتَ، أَسْلَمْتُ لِلَّهِ السَّاعَةَ .
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : «بَلْ آمَنْتَ بِاللَّهِ السَّاعَةَ؛ إِنَّ الْإِسْلَامَ قَبْلَ الْإِيمَانِ، وَ عَلَيْهِ يَتَوَارَثُونَ وَ يَتَنَاكَحُونَ ، وَ الْإِيمَانُ عَلَيْهِ يُثَابُونَ» . فَقَالَ الشَّامِيُّ: صَدَقْتَ، فَأَنَا السَّاعَةَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، وَ أَنَّكَ وَصِيُّ الْأَوْصِيَاءِ.
ثُمَّ الْتَفَتَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام إِلى‏ حُمْرَانَ، فَقَالَ: «تُجْرِي الْكَلَامَ عَلَى الْأَثَرِ فَتُصِيبُ».
وَ الْتَفَتَ إِلى‏ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، فَقَالَ: «تُرِيدُ الْأَثَرَ وَ لَا تَعْرِفُهُ».
ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْأَحْوَلِ ، فَقَالَ: «قَيَّاسٌ رَوَّاغٌ ، تَكْسِرُ بَاطِلاً بِبَاطِلٍ ، إِلَّا أَنَّ بَاطِلَكَ أَظْهَرُ».
ثُمَّ الْتَفَتَ إِلى‏ قَيْسٍ الْمَاصِرِ، فَقَالَ: «تَتَكَلَّمُ، وَ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ مِنَ الْخَبَرِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله أَبْعَدُ مَا يَكُونُ مِنْهُ، تَمْزُجُ الْحَقَّ مَعَ الْبَاطِلِ، وَ قَلِيلُ الْحَقِّ يَكْفِي عَنْ كَثِيرِ الْبَاطِلِ، أَنْتَ وَ الْأَحْوَلُ قَفَّازَانِ حَاذِقَانِ».
قَالَ يُونُسُ: فَظَنَنْتُ - وَ اللَّهِ - أَنَّهُ يَقُولُ لِهِشَامٍ قَرِيباً مِمَّا قَالَ لَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: «يَا هِشَامُ، لَا تَكَادُ تَقَعُ، تَلْوِي رِجْلَيْكَ إِذَا هَمَمْتَ بِالْأَرْضِ طِرْتَ، مِثْلُكَ فَلْيُكَلِّمِ النَّاسَ، فَاتَّقِ الزَّلَّةَ، وَ الشَّفَاعَةُ مِنْ وَرَائِهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ».

هديّة:

كان تسمّى في عرف السلف مسائل اُصول الدِّين ب «الكلام» ومسائل اُصول الفقه ب «الفقه» ومسائل فروعه ب «الفرائض» ثمّ تعارف الكلام في العلم الباحث عن أحوال

1.في الكافي المطبوع : + «والأرض».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
24

ثُمَّ قَالَ: «يَا حُمْرَانُ، كَلِّمِ الرَّجُلَ». فَكَلَّمَهُ، فَظَهَرَ عَلَيْهِ حُمْرَانُ.
ثُمَّ قَالَ: «يَا طَاقِيُّ، كَلِّمْهُ». فَكَلَّمَهُ، فَظَهَرَ عَلَيْهِ الْأَحْوَلُ.
ثُمَّ قَالَ: «يَا هِشَامَ بْن سَالِمٍ، كَلِّمْهُ». فَتَعَارَكَا.۱
ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام لِقَيْسٍ الْمَاصِرِ : «كَلِّمْهُ». فَكَلَّمَهُ، فَأَقْبَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام‏يَضْحَكُ مِنْ كَلَامِهِمَا مِمَّا قَدْ أَصَابَ الشَّامِيَّ، فَقَالَ لِلشَّامِيِّ: «كَلِّمْ هذَا الْغُلَامَ» يَعْنِي هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ، فَقَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ لِهِشَامٍ: يَا غُلَامُ ، سَلْنِي فِي إِمَامَةِ هذَا، فَغَضِبَ هِشَامٌ حَتَّى ارْتَعَدَ، ثُمَّ قَالَ لِلشَّامِيِّ: يَا هذَا، أَرَبُّكَ أَنْظَرُ لِخَلْقِهِ أَمْ خَلْقُهُ لِأَنْفُسِهِمْ؟ فَقَالَ الشَّامِيُّ: بَلْ رَبِّي أَنْظَرُ لِخَلْقِهِ، قَالَ: فَفَعَلَ بِنَظَرِهِ لَهُمْ مَا ذَا؟ قَالَ: أَقَامَ لَهُمْ حُجَّةً وَ دَلِيلًا كَيْلَا يَتَشَتَّتُوا، أَوْ يَخْتَلِفُوا، يَتَأَلَّفُهُمْ، وَ يُقِيمُ أَوَدَهُمْ، وَ يُخْبِرُهُمْ بِفَرْضِ رَبِّهِمْ، قَالَ: فَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله، قَالَ هِشَامٌ: فَبَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مَنْ؟ قَالَ: الْكِتَابُ وَ السُّنَّةُ، قَالَ هِشَامٌ: فَهَلْ نَفَعَنَا الْيَوْمَ الْكِتَابُ وَ السُّنَّةُ فِي رَفْعِ الِاخْتِلَافِ عَنَّا؟ قَالَ الشَّامِيُّ: نَعَمْ، قَالَ: فَلِمَ اخْتَلَفْتُ‏۲ أَنَا وَ أَنْتَ، وَ صِرْتَ إِلَيْنَا مِنَ الشَّامِ فِي مُخَالَفَتِنَا إِيَّاكَ؟
قَالَ: فَسَكَتَ الشَّامِيُّ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام لِلشَّامِيِّ: «مَا لَكَ لَا تَتَكَلَّمُ؟» قَالَ الشَّامِيُّ: إِنْ قُلْتُ : لَمْ نَخْتَلِفْ ، كَذَبْتُ؛ وَإِنْ قُلْتُ: إِنَّ الْكِتَابَ وَ السُّنَّةَ يَرْفَعَانِ عَنَّا الِاخْتِلَافَ، أَبْطَلْتُ؛ لِأَنَّهُمَا يَحْتَمِلَانِ الْوُجُوهَ؛ وَ إِنْ قُلْتُ: قَدِ اخْتَلَفْتُ‏۳ وَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا يَدَّعِي الْحَقَّ، فَلَمْ يَنْفَعْنَا إِذَنِ الْكِتَابُ وَ السُّنَّةُ إِلَّا أَنَّ لِي عَلَيْهِ هذِهِ الْحُجَّةَ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : «سَلْهُ تَجِدْهُ مَلِيّاً».
فَقَالَ الشَّامِيُّ: يَا هذَا، مَنْ أَنْظَرُ لِلْخَلْقِ؟ أَ رَبُّهُمْ أَوْ أَنْفُسُهُمْ؟ فَقَالَ هِشَامٌ: رَبُّهُمْ أَنْظَرُ لَهُمْ مِنْهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ، فَقَالَ الشَّامِيُّ: فَهَلْ أَقَامَ لَهُمْ مَنْ يَجْمَعُ لَهُمْ كَلِمَتَهُمْ، وَ يُقِيمُ أَوَدَهُمْ، وَ يُخْبِرُهُمْ بِحَقِّهِمْ مِنْ بَاطِلِهِمْ؟ قَالَ هِشَامٌ : فِي وَقْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله أَوِ السَّاعَةِ؟ قَالَ الشَّامِيُّ: فِي وَقْتِ رَسُولِ اللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله، وَ السَّاعَةِ مَنْ؟ فَقَالَ هِشَامٌ: هذَا الْقَاعِدُ الَّذِي تُشَدُّ إِلَيْهِ الرِّحَالُ، وَ

1.في الكافي المطبوع : «فتعارفَا» .

2.في الكافي المطبوع: «اختلفنا».

3.في الكافي المطبوع : «اختلفنا» .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 148051
صفحه از 592
پرینت  ارسال به