243
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

وقال برهان الفضلاء: أوّلهما مفعول مطلق وكلام الباقر عليه السلام، والثاني مقول يقول ومرفوع على الخبر من محذوف وكلام أمير المؤمنين عليه السلام، أي ما أقول همهمة وهذه ليلة مظلمة. والخطاب إمّا للأوّل وتابعيه، أو لمعاوية وعسكره وهم نائمون.

الحديث الخامس‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ۱، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ :«أَ تَدْرِي مَا كَانَ قَمِيصُ يُوسُفَ عليه السلام ؟» . قَالَ : قُلْتُ : لَا ، قَالَ : «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام لَمَّا أُوقِدَتْ لَهُ النَّارُ ، أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عليه السلام بِثَوْبٍ مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ ، فَأَلْبَسَهُ إِيَّاهُ ، فَلَمْ يَضُرَّهُ مَعَهُ حَرٌّ وَ لَا بَرْدٌ ، فَلَمَّا حَضَرَ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْتُ ، جَعَلَهُ فِي تَمِيمَةٍ وَ عَلَّقَهُ عَلى‏ إِسْحَاقَ ، وَ عَلَّقَهُ إِسْحَاقُ عَلى‏ يَعْقُوبَ ، فَلَمَّا وُلِدَ يُوسُفُ عليه السلام عَلَّقَهُ عَلَيْهِ ، فَكَانَ فِي عَضُدِهِ حَتّى‏ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ ، فَلَمَّا أَخْرَجَهُ يُوسُفُ بِمِصْرَ مِنَ التَّمِيمَةِ ، وَجَدَ يَعْقُوبُ رِيحَهُ ، وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالى‏ : «إِنِّى لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ»۲ فَهُوَ ذلِكَ الْقَمِيصُ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللَّهُ مِنَ الْجَنَّةِ».
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِلى‏۳ مَنْ صَارَ ذلِكَ الْقَمِيصُ ؟ قَالَ : «إِلى‏ أَهْلِهِ». ثُمَّ قَالَ : «كُلُّ نَبِيٍّ وَرِثَ عِلْماً أَوْ غَيْرَهُ ، فَقَدِ انْتَهى‏ إِلى‏ آلِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله».

هديّة:

«التميمة» يُقال لكلّ عَوذة يعلّق على الصبيان، وفي الأصل هي الخرزة التي تعلّق على الإنسان وغيره من الحيوانات.
(وهو قوله) أي الذي حكاه القرآن في سورته.
(تفنّدون) تنسبوني إلى «الفَنَد» بالتحريك، وهو نقصان العقل من الهَرَم بالتحريك، أي كبر السنّ.

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن أبي الحسن الأسدي».

2.يوسف (۱۲): ۹۴.

3.في الكافي المطبوع: «فإلى».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
242

مِنْكُمْ طَعَاماً وَ لَا شَرَاباً ، وَ يَحْمِلُ حَجَرَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عليه السلام وَ هُوَ وِقْرُ بَعِيرٍ ، فَلَا يَنْزِلُ مَنْزِلًا إِلَّا انْبَعَثَتْ‏۱ عَيْنٌ مِنْهُ ، فَمَنْ كَانَ جَائِعاً شَبِعَ ، وَ مَنْ كَانَ ظَامِئاً رَوِيَ ؛ فَهُوَ زَادُهُمْ حَتّى‏ يَنْزِلُوا النَّجَفَ مِنْ ظَهْرِ الْكُوفَةِ».

هديّة:

(لا يحمل) على المعلوم، المجزوم بلا الناهية من باب ضرب.
و(يحملُ) مرفوع ومستتره للقائم عليه السلام.
وحكاية (حجر موسى) في سورة البقرة.۲
و«الوقر» بالكسر: الحِمل بالكسر، وهو ما يحمل، وبالفارسيّة «بار».
و«الظامئ» و«الظمآن»: العطشان.
(رَوِي) كعلم، وأصل الواو الياء.

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَسَدِيِ‏۳، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ :«خَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ذَاتَ لَيْلَةٍ بَعْدَ عَتَمَةٍ وَ هُوَ يَقُولُ - هَمْهَمَةً هَمْهَمَةً ، وَ لَيْلَةً مُظْلِمَةً - : خَرَجَ عَلَيْكُمُ الْإِمَامُ عَلَيْهِ قَمِيصُ آدَمَ ، وَ فِي يَدِهِ خَاتَمُ سُلَيْمَانَ وَ عَصَا مُوسى‏».

هديّة:

(ذات) مؤنّث «ذو» أي ساعة ذات ليلة. وقيل: «ذات» في مثل المقام من الزوايد.
و«العتمة» محرّكة: الثُّلُث الأوّل من الليل بعد غيبوبة الشفق.
و«الهمهمة»: الخفيّ من الكلام. قيل: أوّلهما نصب على الحال أو التميز، والثاني تأكيد، (وليلة مظلمة) حاليّة. وقيل: كلاهما مرفوع بالخبر المكرّر من محذوف، فمقول يقول، أي ما أقول.

1.في الكافي المطبوع: «انبعث».

2.البقره (۲): ۶۰.

3.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن أبي الحسن الأسدي».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 145160
صفحه از 592
پرینت  ارسال به